علماء قدوة:الشهيد الثاني(رحمه الله)
زين الدين بن علي العاملي الجبعي
قال أمير المؤمنين× منهومان لا يشبعان، منهوم علم، ومنهوم مال.
ولا أعرف كلمة تصدق على طالب العلم للعلم خيراً من هذه الكلمة..
إن طالب المال لا يشبع مهما تضخمت ثروته، وكذلك طالب العلم للعلم دائماً يسأل المزيد، وإن بلغ منه ما بلغ، وينشده أينما كان في الشرق أو في الغرب، عند الكبير أو الصغير.
أما من يطلب العلم للعيش، لبلوغ منصب، فيكتفي منه بالقدر الذي يوصله إلى غايته، وقد لا يبلغ من العلم شيئاً، فيتظاهر به، ويموه على الناس، ويحمل الشهادات الكاذبة ليبلغ ما يريد.
وإذا أردنا أن نضرب مثلاً لمنهوم العلم، فلا نجد خيراً من الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي الجبعي.. فلقد درس أولاً على أبيه، ثم انتقل إلى ميس، وقرأ على الشيخ بن عبد العال المعروف بالمحقق الميسي([1]) حوالي تسع سنوات، ثم انتقل إلى كرك نوح، وأخذ العلم عن السيد حسن الموسوي، ثم رجع إلى جبع عالماً مقدراً من جميع الفئات، ولكن أبت عليه همته إلا أن يتعلم من العلم ما جهل، فلم تمض على إقامته في جبع ثلاث سنوات، حتى ارتحل إلى دمشق ، فدرس على علمائها الطب وعلم الهيئة، وعلم قراءات القرآن، وكتاب حكمة الإشراق للسهر وردي ، ورحل إلى القسطنطينية، ثم إلى بيت المقدس، وأخذ العلم عن علماء البلدين، ثم رحل إلى مصر لتحصيل ما أمكن من العلوم والمعارف، ودرس في الأزهر على كبار علماء المذاهب الأربعة([2]) وأخذ عنهم فقه المذاهب والأصول والتفسير، والمنطق والهندسة والحساب وعلم الفلك وعلم الكلام والتجويد وعلم