• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : كتاب «أمة قلقة»... .
                          • رقم العدد : العدد الخامس عشر .

كتاب «أمة قلقة»...

 

 


كتاب «أمة قلقة»...
دراسة للمجتمع الأميركي
 
الراصد الثقافي

يتناول كتاب «أمة قلقة» لمؤلفه «د. جمال سلامة علي» (أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس) دراسة المجتمع الأمريكي من الوجهة السياسية والاجتماعية. ويتكون الكتاب من 680 صفحة تقريبا على ثلاثة أبواب. ويعد الكتاب مرجعًا عمليا مُهما لكل مَن يريد معرفة تفاصيل الحياة السياسية التي غالبًا هي انعكاس للوضع الاجتماعي داخل الولايات المتحدة الأمريكية. 
ويسعى المؤلف لعرض رسالة الكتاب من خلال مقدمته التي يشرح فيها غطرسة القوة الأمريكية وما أدت إليه من انعكاسات سلبية لدى الآخرين تجاهها، خاصة في مجال السياسة الخارجية المتعلقة بعالمنا الإسلامي والعربي، ويُبيّن كيف أسهم الجهل المعلوماتي لدى كثير من الأمريكيين في تكوين صورة سلبية عن تلك البقعة المضطربة من العالم، وكيف سَهّل هذا من مهمة قوى اليمين المحافظ الراديكالي في تشويه العالم الإسلامي في وقت تنامى فيه النفوذ الإعلامي والسياسي للمحافظين الجدد، وأعاق تدفق الأفكار الصحيحة، مما أدى إلى الفشل الأمريكي في فهم الآخر. ويتوصل الباحث إلى انتهاء دور المحافظين الجدد بشكل أو بآخر، حيث يصعب التسليم بمقولة إن تلك القوى الأيديولوجية التي استمدت جذوتها من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ستستمر في تسلم مقاليد الأمور، ولن يكون بوسع الإدارات الأمريكية التحول الجذري عن خيارات المحافظين الجدد في السياسة الخارجية، لأنها لن تسلم من الاصطدام بعوائق، ويدلل على ذلك بالانعكاسات السلبية لمشروعهم العسكري في العراق، فعلى عكس ما تخيل المحافظون الجدد لم تُظهر حرب العراق قدرات عسكرية لأمريكا بقدر ما أظهرت حدود تلك القوة وقيودها.
في الباب الأول يتناول الكاتب النظام السياسي في أمريكا، وأنه نظام رئاسي فيدرالي جمهوري دستوري من خلال هذا الباب يوضح مهام السلطة التشريعية (الكونجرس) بمجلسيه الشيوخ والنواب ومدى أهميته، حيث يحتل مرتبة المؤسسة الأمريكية الأولى في الأهمية طبقًا لترتيب وروده بالدستور الأمريكي، ويرتبط بسن القوانين الداخلية والشراكة في عملية صنع وتنفيذ السياسة الخارجية.
ويسهب في الباب الثاني الكاتب في الحديث عن الانتخابات الأمريكية من خلال عدة فصول.
أما في الباب الثالث من الكتاب فيتحدث عن أجنحة اليمين المحافظ «المسيحيون الجدد» و»المحافظون الجدد»، ويتعرض لطبيعة الدين في المجتمع الأمريكي والمذاهب المنتشرة، وكيف جاءت الصهيونية المسيحية، ويكشف عن أن نشأة مذهب البروتستانت على يد مارتن لوثر في ألمانيا في النصف الأول من القرن السادس عشر. حيث قاد بداية الانشقاق على الكنيسة الكاثوليكية، وانتهى بظهور هذا المذهب البروتستانتي الذي يُدين به أغلب الأمريكيين والبريطانيين والألمان، وكان لوثر قد زار كنيسة روما، فساءه فساد البابوية ومظاهر الانحلال الخلقي المتفشي في كل الأوساط الكنسية، وظهور ظاهرة صكوك الغفران فأعلن معارضته لهذا الانحراف البابوي.
 بعد انقسام المذهب البروتستانتي على اثنين اللوثرية والبيوتانية الكاليفينية (نسبة إلى جون كالفان ومصطلح البيوتيانيون يعني الأنقياء)، بدأ هؤلاء يمارسون نشاطًا سياسيا كبيرًا في عهد الملكة إليزابيث الأولى، ونتيجة تخوفها من الكاثوليك الذين حاولوا خلعها لم تقاومهم، وجاء بعدها الملك جيمس ستيوارت، وكان بروتستانتيًا كالفينيًا، ومعظم حاشيته منهم، وبعد تاريخٍ طويلٍ من الكر والفر استطاعوا نشر مذهبهم في أوروبا وأمريكا، وتشكَّلت حكومة منهم في بريطانيا، وفي عهدها تمَّ أول وعد لليهود بأرض فلسطين؛، وذلك في القرن السابع عشر. ولم يتوقف تأثير البروتستانتية الأمريكية على مجرد المشاعر الحميمية بين البروتستانت واليهود، حيث تطورّت الأمور تدريجيًّا وبشكل سريع نحو بروز ما سُمِّي بالصهيونية المسيحية حتى قبل تأسيس «إسرائيل»، ومن الجدير بالذكر أن الخلافات الجذرية في صلب العقيدة التي يؤمن بها كل من اليهود والمسيحيين لم تمنع حدوث التلاقي بينهما، فمن جانب تدرك «إسرائيل» أن تحالفها مع الإنجيلية السياسية التي تقود اليمين المسيحي المتصهين له فائدته الاستراتيجية، وهو ما ينسق مع المنهج البرجماتي للحركة الصهيونية والسياسية على الجانب الآخر لم تنظر الصهيونية المسيحية إلى الكيان بشكل دنيوي أو حتى سياسي بل باعتباره قضاء إلهيا، ومن ثم فدعم «إسرائيل» التزام ديني. ويركز الجزء الأخير من الكتاب على المحافظين الجدد.
ويوضح الكاتب أنه برغم اختلافهم مع التيار الإنجيلي ومع المسيحية الصهيونية، إلا أنهم ذروة اليمين المتطرف الأمريكي المتصهين، وهم أكثر تشددًا من الليكود، وفي دفاعهم عن المصالح «الإسرائيلية» يزعمون أنهم يدافعون عن المصالح الأمريكية، ويشهرون سلاح العداء للسامية في وجه خصومهم.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=172
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28