• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : سيرة مختصرة للإمام الحسن (ع) .
                          • رقم العدد : العدد التاسع عشر .

سيرة مختصرة للإمام الحسن (ع)

 السيرة المختصرة للإمام الحسن (ع)

 

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ ابْنِ سَيِّدِ النَّبِيّينَ وَ وَصِيِّ أمير الْمُؤْمِنينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ يَا ابْنَ أمير الْمُؤْمِنينَ أمين اللهِ وَابْنُ أمينه ، عِشْتَ مَظْلُوماً وَ مَضَيْتَ شَهيداً ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الإمام الزَّكِىُّ الهادي المهدي ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ بَلِّغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ عَنّى في هذِهِ السّاعَةِ أفضل التَّحِيَّةِ وَالسَّلام

الإمام الحسن (ع)

سيرة مختصرة


اسمه و نسبه : الحسن بن علي بن أبي طالب  وهو رابع أهل الكساء الذي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
أشهر ألقابه : المجتبى ، الزكي ، الناصح ، الولي ، السبط الأكبر ، سيد شباب أهل الجنة.
كنيته : أبو محمد .
ولادته : ليلة الثلاثاء ( 15 ) شهر رمضان المبارك سنة ( 2 ) أو ( 3 ) من الهجرة المباركة .
محل ولادته : المدينة المنورة .
مدة عمره : ( 47 ) أو ( 48 ) سنة أمضى ( 7 ) سنين و أشهرا منها مع جده الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و ( 37 ) منها مع أبيه ، و بقي بعد أبيه ( 10 ) سنوات .
مدة إمامته : ( 10 ) سنوات ، أي من يوم ( 21 ) شهر رمضان المبارك سنة (40 ) هجرية و حتى يوم   ( 28 ) شهر صفر سنة ( 50 ) هجرية .
بويع بالخلافة بعد استشهاد أبيه وبقي ستة أشهر ثم تخلى عنها إلى معاوية بالقهر والقوة ..
شهادته : يوم الخميس ( 7 ) أو ( 28 ) شهر صفر سنة ( 50 ) هجرية .
سبب شهادته : السم الذي سقي من قبل زوجته جعدة بنت الأشعث الكندي بأمر من معاوية بن أبي سفيان .
مدفنه : البقيع في المدينة المنورة .
ولما أراد  الإمام الحسين عليه السلام دفنه عند جده رسول الله (ص) منعته بنو أمية وآخرون معهم ورشقوا جنازته بالسهام، فدفن في البقيع بالمدينة مع جدته فاطمة بنت أسد.
- النص على إمامته
- سليم بن قيس: شهدت وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه السلام) وأشهد على وصيته الحسين (عليه السلام) ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثم دفع إليه الكتاب والسلاح .

ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضائل الحسن بن علي (عليه السلام)
عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ونعم الراكب هو.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي(عليه السلام).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسن مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط .
رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه .


مواقف مشهودة  للإمام الحسن "ع"  في محطات تاريخية نذكر منها :
1 ـ موقفه من منع كتابة أحاديث النبي "ص" بحجة الخوف من اختلاطه بالقرآن فرأى الإمام في ذلك خطراً جسيماً لان ذلك لم يكن صحيحاً خصوصاً مع ملاحظة التمايز الواضح بين الأسلوب القرآني وغيره  فواجه الإمام هذه المحاولات بما استطاع فدعا إلى كتابة الحديث وروايته.
2 ـ حضوره "ع" في الشورى التي أقامها عمر بعد طعنه بطلب منه فقال وأحضروا معكم الحسن بن علي وعبد الله بن عباس فإن لهما قرابة وأرجو لكم البركة في حضورهما.
3 ـ الدور الأهم للإمام قبل إستلام الخلافة هو القيام بمهمات الإمام المعصوم من بث العلوم ورواية الأحاديث عن جده رسول الله وتعليم الناس أمور دينهم وتثبيت المنطلقات والمثل الإسلامية الرفيعة النبيلة وتجسيد ذلك كله في سلوكه .
4 ـ ذكروا أن أمير المؤمنين "ع" بعثه مع الحسين "ع" حين حوصر عثمان في داره للدفاع عنه ، وعلق السيد المرتضى قائلاً : فإنما أنفذهما ـ أن كان أنفذهما ـ ليمنعا من إنتهاك حريمه وتعمد قتله ومنع حرمه ونسائه من الطعام والشراب ولم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع.
 6 ـ في زمن خلافة أمير المؤمنين "ع" أرسله إلى الكوفة فعزل أبا موسى الأشعري الذي كان يثبط الناس عن نصرة أمير المؤمنين "ع" وجاء إلى أبيه بعشرة آلاف مقاتل .
7 ـ كانت للإمام الحسن مشاركاته في الحروب التي خاضها أمير المؤمنين "ع" من الجمل وصفين والنهروان .
8 ـ كذلك كان الإمام مؤدياً للمهمات التي يوكله بها أمير المؤمنين وكان بحق , اليد اليمنى لوالده "ع" يحضره بذلك ليكون خليفة للمسلمين بعد إستشهاده .


الإمام الحسن "ع" في الخلافة :
تولى الإمام الحسن "ع" الخلافة بعد إستشهاد أمير المؤمنين عام 40 للهجرة فجهز جيشاً لإستئصال معاوية من ولاية الشام فخاطب أهل الكوفة قائلاً : أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين : أصبروا إن الله مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون إلا بالصبر على ما تكرهون ، أنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا المسير إليه فتحرك لذلك فأخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة .
الصلح مع معاوية :
كما تقدم فإن الإمام عقد العزم على قتال معاوية إلا أن عوامل وقفت دون الإمام الحسن "ع" وقضائه على معاوية وأملت على الإمام توقيع الصلح مع معاوية .
1 ـ تركيبة جيش الإمام "ع" حيث كان يضم مجموعات متباينة المواقف والأهداف والنوايا.
2 ـ خيانة قائد جيشه عبيد الله بن عباس فالتحق هذا الرجل بمعاوية ومعه ثلثا طليعة جيش الإمام.
3 ـ إستخدام معاوية وسيلة المال للضغط على الزعماء والوجهاء والتأثير فيهم.
4 ـ تعرضه لمحاولات اغتيال حيث شدوا على فسطاطه وأنتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته وأخذ رجل بلجام فرسه أو بغلته وبيده معول ثم طعنه فوقعت الطعنة في فخذه فشقه.
5 ـ معرفة الإمام حق المعرفة لأهل الكوفة وعدم ثقة الإمام بهم .
وقال "ع" في كلمة له : ورأيت أهل الكوفة قوماً لا يثق بهم أحد إلا غلب ، ليس أحد منهم يوافق الأخر في رأي ولا هواء ، مختلفين ولا نية لهم في خير ولا شر ، لقد لقي أبي منهم عظاماً فليت شعري لمن يصلحون بعدي وهي أسرع البلاد خراباً .
وقد أنطوى هذا الصلح على أمور منها:
أولاً : يسلم الإمام الحسن (ع)الحكم لمعاوية شريطة أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنته نبيه "ص" وبسيرة الخلفاء الصالحين .
ثانياً : أن يعود الحكم إلى الإمام الحسن "ع" بعد معاوية إن كان الإمام حياً وإلا فإلى أخيه الحسين "ع" ولا يجوز لمعاوية أن يعهد بالحكم إلى أحد .
ثالثاً : أن يترك سب أمير المؤمنين "ع" على المنابر .
رابعاً : أن لا ينال أحد من شيعة علي بأي مكروه .
 بيان الإمام في تبرير صلحه مع معاوية

قال الإمام الحسن عليه السلام:
إنما هذا الأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي، وإنّها لمحرّمة عليك وعلى أهل بيتك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله والله لو وجدت صابرين عارفين بحقّي غير منكرين ما سلّمت لك ولا أعطيتك ما تريد.

والله أرى معاوية خيراً من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي واخذوا مالي والله لئن آخذ من معاوية عهداً احقن به دمي وآمن به أهلي وشيعتي خير لي من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي , ولو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً والله لئن أسالمه وأنا عزيز أحب من أن يقتلني وأنا أسير أو يمن عليّ فتكون سُبة على بني هاشم إلى آخر الدهر , ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت.

وقال : يا عدي إني رأيت هوى الناس في الصلح وكرهوا الحرب فلم أحب أن أحملهم إلى ما يكرهون فرأيت دفع هذه الحروب إلى يوم ما فأن الله كل يوم هو في شأن  .

وقال  : والله إني ما سلّمت الأمر إلا لأني لم أجد أنصاراً ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه , ولكن عرفت أهل الكوفة و بلوتهم ولا يصلح لي من كان فاسداً .. إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل إنهم لمختلفون , ويقولون إن قلوبهم معنا وان سيوفهم لمشهورة علينا.


من أخلاقه (ع)
مكارم أخلاقه
عن علي بن الحسين قال: خرج الحسن يطوف بالكعبة فقام إليه رجل فقال: يا أبا محمد، إذهب معي في حاجتي إلى فلان، فترك الطواف وذهب معه، فلما ذهب خرج إليه رجل حاسد للرجل الذي ذهب معه، فقال: يا أبا محمد تركت الطّواف وذهبت مع فلان إلى حاجة؟ قال: فقال له الحسن: وكيف لا أذهب معه ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجّة وعمرة وإن لم تقض له كتبت له عمره فقد إكتسبت حجّةً وعمرة ورجعت إلى طوافي.

كان حليما
روي أن شامياً  رأى الإمام الحسن (عليه السلام) في الطريق فجعل يلعنه ويشتمه، والإمام الحسن (عليه السلام) لا يردّ عليه، فلما فرغ من سبابه وشتائمه أقبل إليه الحسن (عليه السلام) بخطاب الله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) فسلّم عليه وتبسّم في وجهه، وقال له: (أيها الشيخ، أظنك غريباً، ولعلك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عارياً كسوناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود...
 
كان ذروة في الجود والكرم:

إن رجلاً جاء إليه (عليه السلام) وسأله حاجة فقال له: (يا هذا حق سؤالك إياي يعظم لديّ، ومعرفتي بما يجب لك تكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله (عز وجل) قليل، وما في ملكي وفاء بشكرك، فإن قبلت مني الميسور، ورفعت عني مؤونة الاحتفال والاهتمام لما أتكلفه من واجبك فعلت) فقال: يا ابن رسول الله أقبل القليل، وأشكر العطية، وأعذر على المنع. فدعا الإمام الحسن (عليه السلام) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها فقال: (هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم) فأحضر خمسين ألفاً. قال (عليه السلام): (فما فعل الخمسمائة دينار)؟ قال: هي عندي. قال (عليه السلام): أحضرها، فأحضرها، فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل فقال (عليه السلام): (هات من يحملها) فأتاه بحمالين، ودفع إليهم رداءه لكراء الحمل، فقال له مواليه: والله ما عندنا درهم.

عبادته (عليه السلام):
قال الصادق (عليه السلام) حدثني أبي عن أبيه (عليه السلام) أن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا حج، حج ماشياً وربما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقةً يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، ويسال الله الجنة ويعوذ به من النار, وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً .
وأما الصدقات: فإنه (عليه السلام) خرج من ماله مرتين، وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات ويتصدق به.
وعنه (عليه السلام) انه  قال: إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة إلى مكة على رجليه).
وكان (عليه السلام) إذا بلغ المسجد رفع رأسه ويقول: إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم، وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وان زحزح أي وإن أريد تنحيه من ذلك باستنطاق ما يه.

 


 من حكم الإمام الحسن عليه السلام
- قال (عليه السلام): لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقاً.
- وقال (عليه السلام): تجهل النعم ما أقامت، فإذا ولت عرفت.
- وقال (عليه السلام): الخير الذي لا شر فيه: الشكر مع النعمة، والصبر على النازلة.
- وقال (عليه السلام): هلاك المرء في ثلاث الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.
- وقال (عليه السلام): لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم العقل حرمهما جميعاً.

- وقال (عليه السلام): عليكم بالفكر، فإنّه حياة قلب البّصير، ومفاتيح أبواب الحكمة.
- وقال (عليه السلام): حسن السّؤال نصف العلم، ومداراة النّاس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤنة.
- وقال (عليه السلام): في تفسير قوله تعالى: (آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً) قال: هي العلم والعبادة في الدّنيا، والجنّة في الآخرة.
- وقال (عليه السلام): من قل ذلّ، وخير الغنى القنوع، وشرّ الفقر الخضوع.
- وقال (عليه السلام): صاحب النّاس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به.
- وقال (عليه السلام): أعرف النّاس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند الله شأناً.
- وقال (عليه السلام): البخل جامع للمساوئ والعيوب، وقاطع للمودّات من القلوب.
- وقال (عليه السلام): الخير كلّه في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً، وسعادةً كثيرةً.
وسئل عن المروّة فقال: شحّ الرّجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق.

جوامع الموعظة

-يا ابن آدم: عف عن محارم الله تكن عابداً، وارض ما قسم الله تكن غنياً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلاً، إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً.
يا ابن آدم: إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزوّد، والكافر يتمتّع.

يا ابن آدم! من مثلك؟ وقد خلا ربّك بينه وبينك متى شئت أن تدخل إليه، توضّأت وقمت بين يديه، ولم يجعل بينك وبينه حجاباً ولا بوّاباً، تشكو إليه همومك وفاقتك، وتطلب منه حوائجك، وتستعينه على أمورك.

الموت يطلبك
_  إذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة لا سلطانه، فأخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعة الله (عز وجل)؛ وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت معونة أعانك، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت شد صولك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منقسماً آثرك.

حبّ الدنيا
من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا، لم يزدد منها إلا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً.والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوفٍ أكله، غير منقوصٍ من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟ والخير كله في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً وسعادةً كثيرةً.
والناس طالبان: طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها
فهو ناجٍ فائز.

 


 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=333
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28