• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان .
                    • الموضوع : شهر رمضان في عيون الشعر .

شهر رمضان في عيون الشعر

 

 شهر رمضان في عيون الشعر
قديماً وحديثاً تغنى الشعراء بالمعاني الروحية والدينية لشهر رمضان الكريم، حتى لا يكاد يخلو ديوان شعر من الإشارة للشهر الكريم، يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع..
وخشوع لله وخضوع ولكل فريضة حكمة..
وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة..
ويحض على الصدقة، ويكسر الكبر..
ويعلم الصبر، ويسن خلال البر، إذا جاع من ألف الشبع..
وحرم المترف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع..
والجوع كيف ألمه إذا لذع.
ويقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم.. صمْ عن الغيبة يوماً والنميم
ويقول أيضاً:
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى.. وقبل الصوم صم عن كل فحشا
يقول أبو بكر عطية الأندلسي:
إذا لم يكن في السمع مني تصامم.. وفي مقلتي غض، وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما.. وإن قلت: إني صمت يوماً فما صمت

ويقول الشاعر معروف الرصافي:
ولو أني استطعت صيام دهري لصمت فكان ديدني الصيام
ولكن لا أصوم صيام قوم تكاثر في فطورهم الطعام
فإن وضح النهار طووا جياعاً وقد هموا إذا اختلط الظلام
وقالوا يا نهار لئن تجعنا فإن الليل منك لنا انتقام
وناموا متخمين على امتلاء وقد يتجشئون وهم نيام
فقل للصائمين أداء فرض ألا ما هكذا فرض الصيام

وتحدث الكثير من الشعراء على مر العصور الإسلامية عن فضائل الشهر الكريم فقال أحدهم:

أدِم الصيام مع القيام تعبدا         فكلاهما عملان مقبولان

قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم   إلا كنومة حائر ولهان

فلربما تأتي المنية بغتة             فتساق من فرس إلى أكفان

يا حبذا عينان في غسق الدجى    من خشية الرحمن باكيتان

وللصاحب بن عباد:

قد تعدَّوا على الصيام وقالوا    حرم العبد فيه حسن العوائد

كذبوا في الصيام للمرء مهما   كان مستيقظًا أتم الفوائد

موقف بالنهار غير مريب       واجتماع بالليل عند المساجد


والمعروف أن شهر رمضان يدور على فصول السنة كلها مرة كل 33 عامًا، فيأتي في الصيف والشتاء والخريف والربيع، وبالطبع يكون أشد ما يكون في الصيف حين ترتفع درجة الحرارة، ويزيد شعور الصائمين بالظمأ كما يصف ذلك ابن الرومي مبالغًا:

شهر الصيام مبارك    ما لم يكن في شهر آب
خِفت العذاب فصمته    فوقعت في نفس العذاب


ويكمل المعنى نفسه شاعر آخر قائلاً:
اليوم فيه كأنه   من طوله يوم الحساب

والليل فيه كأنه   ليل التواصل والعتاب

أما وداع رمضان فنجده في هذه القصيدة:

أي شهر قد تولى                 يا عباد الله عنا
حق أن نبكي عليه                بدماء لو عقلنا
كيف لا نبكي لشهر              مرَّ بالغفلة عنا
ثم لا نعلم أنّا                    قد قُبلنا أم حُرمنا
ليت شعري من هو     المحروم والمطرود منا

 

 

 


 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=351
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29