• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : فكر .
                    • الموضوع : بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى .

بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى

 بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى 

المسجد الأقصى يشبه المسجد الحرام من وجوه 
1 انهما في الشرق 
2_ يرجع تاريخ كل منهما إلى عهد قديم الا ان المسجد الحرام أقدم و أعظم، لأنه أول بيت وضع للناس، و قد أوجب اللّه حجه على من استطاع اليه سبيلا 
  إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»- 98 آل عمران 
  3_ ان كلا من الكعبة و مدينة القدس التي فيها المسجد الأقصى قد أسسها و أنشأها العرب أو شاركوا في بنائها أو تأسيسها، أما الكعبة فقد بناها ابراهيم و ولده إسماعيل (ع): «وَ عَهِدْنا إِلى‏ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ- إلى قوله- وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ»- 127 البقرة. و المعروف ان إسماعيل أول نبي تكلم باللغة العربية خلاف لغة أبيه، و اليه تنتسب قريش و غيرها من العرب، و بلغتها نزل القرآن الكريم، أما القدس فقد نزح إلى أرضها قبيلة اليبوسيين، و هي من القبائل الكنعانية العربية، و قد حطت رحالها على الجبل المعروف باسم صهيون سنة 2500 قبل الميلاد بزعامة شيخها سالم اليبوسي، و هذه القبيلة العربية هي التي وضعت أول لبنة لمدينة القدس التي أصبحت فيما بعد قبلة العالم 
  وبعد أن فتح المسلمون القدس بنوا مسجد عمر، و مسجد قبة الصخرة داخل الحرم القدسي، و الأول أسسه عمر ابن الخطاب، و المسجد الثاني بناه عبد الملك بن مروان، و كان المسلمون لا يبيحون لغير المسلم أن يطأ أرضهما 
 4_ ان المسلمين يقدسون كلا من المسجد الحرام و المسجد الأقصى، حيث توجهوا اليه في صلاتهم ثلاثة عشر عاما بمكة و بضعة أشهر بالمدينة، و إذا أضفنا  إلى ذلك أسراء النبي (ص) اليه لم يكن عجبا ان يتخذه المسلمون مكانا مقدسا لهم و ان يكون عندهم بالمنزلة الثانية من الحرم المكّي و المدني من حيث القداسة و الصيانة و الرعاية.
و قد جاء في كثير من الروايات ان رسول اللّه قيّد البراق بالصخرة المقدسة حين بلغ به الإسراء الى بيت المقدس و حتى الآن يسمى الجدار الغربي للحرم القدسي بجدار البراق، و جاء في الروايات أيضا ان النبي (ص) صلى على أطلال هيكل سليمان اماما لإبراهيم و موسى و عيسى، و انه عرج الى السماء بعد ذلك متخذا من صخرة يعقوب مركزا لمعراجه الى السماء. و من أجل هذا و غيره كانت مأساة القدس سنة 1967 م. على أيدي الصهيونية و الاستعمار الأمريكي و الانكليزي هي مأساة المسلمين و المسيحيين أيضا .. فلقد لوثت تلك الأيدي القذرة الأماكن المقدسة عند الديانة الاسلامية و المسيحية، و استهانت بها، فأحيت فيها الليالي الحمراء مع الفاجرات، و أقامت حفلات الرقص و الخلاعة.
وغريبة الغرائب ان يدعي الامريكان و الانكليز انهم حماة الأديان و أعداء الإلحاد وفي نفس الوقت يناصرون الصهاينة الذين لا يؤمنون بالقيم، و لا يحترمون الأخلاق، و لا يقيمون وزنا لدين من الأديان، و لا يعترفون بحق من حقوق الإنسان. لقد ناصر الامريكان و الانكليز إسرائيل و أمدوها بالمال و السلاح، و آزروها في الأمم المتحدة و مجلس الأمن، و شجعوها على انتهاك المقدسات الدينية عند المسلمين و المسيحيين، و تحدوا بموقفهم هذا العالم بأسره .. و لسنا نشك في ان دائرة السوء ستدور على المستعمرين و حلفائهم الصهاينة بأيدي الثائرين الأحرار، تماما كما دارت الآن على رؤوس الأمريكان بيد الفيتناميين، و دارت من قبل على اليهود بيد بخت‏نصر و الرومان و النبي (ص) و الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، و هذه الصحف و الاذاعات في الشرق و الغرب لا تخلو يوما من أخبار المقاومة الفلسطينية و عملياتها الفدائية التي جعلت كل اسرائيلي يعيش في كابوس من الخوف و الرعب.
 

  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=525
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19