• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : فكر .
                    • الموضوع : ما هي الحياة الطيبة؟ .

ما هي الحياة الطيبة؟

   ما هي الحياة الطيبة؟

مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ النحل 97
في هذه الآية جهات
1_ لقد دلت على ان كلا من الذكر و الأنثى يقاس بعمله عند اللّه، و انه لا فضل للرجل على المرأة إلا بالتقوى، فان اتقت هي و أطاعت، و عصى هو و لم يتق فهي خير منه و أكرم عند اللّه ...
2_ دلت الآية أيضا على ان الايمان مع العمل الصالح سبب للأجر و الثواب، أما أحدهما دون الآخر فلا يستحق صاحبه الثواب .. و لكن الجمع بين هذه الآية، و بين قوله تعالى: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ» يقتضي ان اللّه سبحانه يعوض على الكافر المحسن بالصحة أو المال أو الجاه أو طول العمر في الدنيا  أو بتخفيف العذاب عنه في الآخرة.
3_اختلفوا في الحياة الطيبة التي ذكرها سبحانه بقوله: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً). اختلفوا: هل تحصل هذه الحياة في الدنيا أو في الآخرة ؟ 
ولقد ذكر المفسّرون في معنى الحياة الطيبة تفاسير عديدة 
فبعض فسرها ب: الرّزق الحلال 
و بعض ب: القناعة و الرضا بالنصيب 
و بعض ب: الرزق اليومي 
و بعض ب: العبادة مع الرزق الحلال 
و بعض ب: التوفيق لطاعة أوامر اللّه ... و ما شابه ذلك.
ولعله لا حاجة بنا للتذكير بأن مفهوم الحياة الطيبة من السعة بحيث يشمل كل ما ذكروه و غيره، فالحياة الطيبة بجميع جهاتها، و خالية من التلوثات و الظلم و الخيانة و العداوة و الذل و كل ألوان الآلام و الهموم، و فيها ما يجعل حياة الإنسان صافية كماء زلال.        
و بملاحظة تعبير الآية عن الجزاء الإلهي وفق أحسن الأعمال، ليفهم من ذلك أنّ الحياة الطيبة ترتبط بعالم الدنيا بينما يرتبط الجزاء بالأحسن بعالم الآخرة 
وعند ما سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن قوله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً، قال هي القناعة نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 229
و لا شك أنّ هذا التّفسير لا يعني حصر معنى الحياة الطيبة بالقناعة، بل هو بيان لأحد مصاديقها الواضحة جدّا، حيث أنّ الإنسان لو أعطيت له الدنيا بكاملها و سلبت منه روح القناعة فإنه- و الحال هذه- سيعيش دائما في عذاب و ألم و حسرة، و بعكس ذلك، فإذا امتلك الإنسان القناعة و ترك الحرص و الطمع، فإنّه سيعيش مطمئنا راضيا على الدوام.
و قد ورد في روايات أخرى تفسير الحياة الطيبة بمعنى الرضا بقسم اللّه، و هذا المعنى قريب الأفق مع القناعة
و ينبغي أن لا نعطي لهذه المفاهيم صفة تخديرية أبدا، و إنّما الهدف الواقعي من بيان الرضا و القناعة هو القضاء على الحرص و الطمع و اتباع الهوى في نفس الإنسان، التي تعتبر من العوامل المؤثرة في إيجاد الاعتداءات و الاستغلال و الحروب و إراقة الدماء، و المسببة للذل و الأسر.
 

  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=526
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19