• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : الحج وولاية أهل البيت عليهم السلام: .

الحج وولاية أهل البيت عليهم السلام:

 الحج وولاية أهل البيت عليهم السلام:

وأكَّدت الروايات الواردة عن أهل البيت العصمة عليهم السلام دور الولاية لأهل البيت عليهم السلام في قبول الحج وتحقيق غايته كما يظهر من الرواية التالية: عن الإمام جعفر عليه السلام: "أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل عند الله حرمة... ذاك ما بين الركن والمقام وباب الكعبة، وذلك حطيم إسماعيل عليه السلام، ذاك الذي كان يدور فيه غنيماته ويصلّي فيه، والله لو أنّ عبداً صفّ قدميه في ذلك المكان، قام الليل مصلياً حتى يجيئه النهار، وصام النهار حتى يجيئه الليل، ولم يعرف حقّنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً"1.

 

الولاية تمام الحج:

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا حج أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج"2.

وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم"3.

 

 

 

 

 


1- المجلسي، يحار الأنوار، ج 99، ص 230.

2- الصدوق، علل الشرائع، ج 2، 458.

3- الريشهري، ميزان الحكمة، ج 2، ص 269.

 

الولاية شرط قبول الأعمال:

وعنه عليه السلام: "تمام الحج لقاء الإمام".

وأكَّد أهل بيت العصمة عليهم السلام أن الولاية شرط في قبول أي عمل للإنسان حتى أضحى ذلك ضرورة من ضرورات مذهب أهل البيت عليهم السلام كما يظهر ذلك في روايات كثيرة منها:

ـ ما ورد في خبر المفضل: "يا محمد لو أن عبداً يعبدني حتى ينقطع ويصير كالشنّ البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنه جنّتي ولا أظللنه تحت عرشي"4.

 

لماذا كانت الولاية شرطاً في القبول؟

يظهر الجواب فيما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه: "مرَّ موسى بن عمران برجل رافع يده إلى السماء يدعو فانطلق موسى في حاجته فغاب عنه سبعة أيام ثم رجع إليه وهو رافع يديه يدعو ويتضرّع ويسأل حاجته فأوحى الله عزّ وجل إليه: يا موسى، لو دعاني حتى تسقط لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته به"5.

 

 

 

 


4- المجلسي، بحار الأنوار، ج 27، ص 169.

5- المصدر السابق، ص 180.

 

 

منزلة الولاية:

لذا كان للولاية منزلة عظيمة عند الله تعالى فهي:

 

1ـ النبأ العظيم:

فعن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير  قوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ*عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾، قال عليه السلام: "النبأ العظيم الولاية"6.

 

2ـ الحسنة:

فعن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ قال: "الحسنة الولاية".

 

3ـ الحق:

وعنه عليه السلام في تفسير قوله: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ قال: "الولاية"7.

 

4ـ خير العمل:

وعنه عليه السلام أنه سئل عن معنى "حي علي خير العمل"، فقال عليه السلام: "الولاية"8.

 

 


6- المصدر السابق، ج 24، ص 352.

7- المصدر السابق، ج 27، ص 168.

8- المصدر السابق، ج 36ص 183.

5ـ شرف العبد:

وفي تفسير العسكري عليه السلام في قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ "أي لعلكم تعلمون أن الذي يشرِّف العبد عند الله عز وجل هو اعتقاد الولاية، كما شرّف به أسلافكم"9.

 

6ـ النور:

وفي تفسير القمي: ورد في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ النور: الولاية10.

 

الولاية في منازل الآخرة:

وترافق الولاية مسيرة الإنسان في عالم الآخرة كما يظهر فيما يلي:

1ـ الولاية في القبر:

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "يسأل الميت في قبره عن خمس عن صلاته وزكاته وحجّه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت عليهم السلام فتقول الولاية عن جانب القبر للأربع ما دخل فيكن من نقص فعليَّ تمامه"11.

 

 

 

 


9- المصدر السابق، ج 13، ص 233.

10- المصدر السابق، ج 43، ص44.

11- المصدر السابق، ج 23، ص 309.

 

2ـ الولاية يوم القيامة:

فعن الإمام الصادق عليه السلام: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ "يعني الولاية".

 

ولي العصر عليه السلام في موسم الحج:

وشاء الله تعالى أن يغيب الوليَّ الأعظم الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف غيبته الكبرى التي نعيشها هذه الأيام، لكن الإمام عليه السلام يخصُّ موسم الحج بشرف وجوده فيه.

 

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "يفقد الناس إمامهم فيشهدهم الموسم فيراهم ولا يرونه"12.

 

عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: "والله إن صاحب هذا الأمر يحضر الموسم كل سنة، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه"13.

الولاية في عصر الغيبة:

وأراد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف أن تستمر الولاية ـ بمعنى القيادة السياسية ـ في طاعة المؤمنين للفقيه العادل فوقَّع في مكاتبة إسحاق بن يعقوب كاتباً: "أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم"14.


12- المجلسي، بحار الأنوار، ج 6، ص 266.

13- المصدر السابق، ج 51، ص 220.

14- المصدر السابق، ج 52، ص 151 ـ 152.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=686
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18