• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : العلاقة مع الإخوان "1" .

العلاقة مع الإخوان "1"

 العلاقة مع الإخوان "1"

 احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَةِ، وَعِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللَّطَفِ وَالْمُقَارَبَةِ، وَعِنْدَ جُمُودِهِ عَلَى الْبَذْلِ، وَعِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ، وَعِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللِّينِ، وَعِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ، حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ، وَكَأَنَّهُ ذُو نِعْمَة عَلَيْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ، لاَ تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ، وَامْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ، حَسَنةً كَانَتْ أَمْ قَبِيحَةً".

"أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع هذه الحقوق والتي تصل إلى ثلاثين حقاً: "للمسلم على أخيه ثلاثون حقاً، لا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو! يغفر زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعود مرضه، ويشهد ميته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويسمت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويطيب كلامه، ويبر أنعامه، ويصدق أقسامه، ويوالي وليه، ولا يعاديه، وينصره ظالما ومظلوما، فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه.

عدم قطيعة الإخوان

1 - "إحمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة".

الصرم هو الصد والقطيعة، فمبدأ المقابلة بالمثل هو بين الأعداء لا بين الإخوان.

عن الإمام علي عليه السلام: "لا تتبع أخاك بعد القطيعة وقيعة فيه، فيسد عليه طريق الرجوع إليك، فلعل التجارب ترده عليك".

وعنه عليه السلام: "لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته"

2- "وعند صدوده على اللطف والمقاربة".

قد تجد لدى أخيك نوعاً من الجفاء والصدود، ومقابل ذلك عليك ان تبادر إلى مودته وإظهار اللطف به، ويكفي فائدة في ذلك أن تقصد به وجه الله عز وجل كما ورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النظر إلى الأخ توده في الله عز وجل عبادة"5.

3- "وعند جموده على البذل".

لو وجدت من أخيك نوعا من الاحجام عن الكرم او الانفاق، او شيئا من البخل فلا تبادله ذلك بالبخل عليه او الجمود بل بادر بالبذل له فإنك بذلك تخرجه عن تلك الحالة إلى حالة الكرم.

4- "وعند تباعده على الدنو".

بادر إلى الدنو والاقتراب منه، فلعله يعاني من مشكلة لم يحب أن يطلعك عليها، فإذا وجد أنك لم تبادله بالبعد، بل بقيت على دنوك منه بادر إلى إطلاعك، فكنت عونا له للخلاص من مما يعانيه.

5- "وعند شدته على اللين".

6- "وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك".

عن الإمام علي عليه السلام : "لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب، لعل له عذرا وأنت تلوم به".

الحذر في العلاقة

1- "إياك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير أهله".

الإمام الصادق عليه السلام: "الإخوان ثلاثة: فواحد كالغذاء الذي يحتاج إليه كل وقت فهو العاقل، والثاني في معنى الداء وهو الأحمق، والثالث في معنى الدواء فهو اللبيب".

وعنه عليه السلام: "الإخوان ثلاثة: مواس بنفسه، وآخر مواس بماله، وهما الصادقان في الإخاء، وآخر يأخذ منك البلغة، ويريدك لبعض اللذة، فلا تعده من أهل الثقة"

2- "لا تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك".

3ـ "وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة".

عن الإمام الصادق عليه السلام: "من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه وهو يقدر عليه فقد خانه"

"أما حق أخيك، فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك، فلا تتخذه سلاحا على معصية الله، ولا عدة للظلم لخلق الله، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له، فان أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك منه، ولا قوة إلا بالله".

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=746
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29