• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : العمل المنزلي والتعاون بين الزوجين .

العمل المنزلي والتعاون بين الزوجين

العمل المنزلي والتعاون بين الزوجين

عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة تطحن وتعجن وتخبز ...

إن تعاون الرجل مع زوجته في تدبير شؤون المنزل، وتوزيع الأدوار وتقسيم المسؤوليات والأعمال بينهما، والاستغناء قدر المستطاع عن (الخدم) و(الحشم)، يُعدّ كل ذلك من عوامل تقليص النفقات، وتوفير الكثير من حاجات المنزل وبأقل قدر ممكن من التكاليف.

وهذه الرواية تؤكدها روايات عديدة أخرى، ومنها

عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) قال: إن فاطمة(عليها السلام) ضمنت لعلي (عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز وقمَّ البيت  وضمن لها علي (عليه السلام) ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام...

و المقصود ان لا تترفع المرأة عن هذه الأعمال، ولا الرجل فان الصحة والخير والبركة وتماسك الأسرة رَهْن باضطلاع المرأة والرجل بالأعمال المنزلية أيضاً

على انه ليس من الواجب على المرأة ان تقوم بأعمال المنزل، بل لها أن تطالب الرجل بالأجرة

ولكن قيامها بكل ذلك مجاناً، عامل أكيد في تماسك الأسرة ومما يوجب ترسيخ أواصر المحبة والمودة، إضافة إلى تقليص النفقات

وعلى الرجل أن يعرف للمرأة حرمتها وقيمتها وتطوعها للقيام بأعمال المنزل مجاناً، رغم عدم وجوبه عليها، فيقابل ذلك بالمزيد من الحب والتقدير والاحترام، وبذلك تتحول أجواء المنزل إلى أجواء إيمانية ملؤها المحبة والوئام والأخلاق.

ولا يمنع  ذلك المرأة من القيام بأعمال أخرى أيضاً – إلى جوار إدارتها لشؤون المنزل – بما يتناسب مع حشمتها وعفافها ونزاهتها وطهارتها وبما لا ئؤثر سلبا على دورها الفعال في المنزل مثل: التدريس والتمريض ومثل: الخياطة والحياكة والتطريز ومثل كتابة البحوث العلمية  ومثل: المشاركة إلى جوار الزوج والأبناء

في بعض الاعمال مع مراعاة الضوابط الشرعية.

ولا بد من الإشارة إلى ان قيام سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها افضل السلام والصلاة بأعمال المنزل، كان - إضافة إلى استحبابها الذاتي - كي لا تتميز على نساء المسلمين فان كثيراً من أهل المدينة كانوا فقراء إن لم يكن أكثرهم، فضربت صلوات الله عليها بذلك أروع المثل لبنات وزوجات الرؤساء والأمراء والقادة والوزراء والمسؤولين: ان يعشن كما يعيش عامة الناس وأن يعانين كما تعاني أكثرية النساء في البلد من حرّ وبرد ومشقة ونصب وكدّ وتعب وحركة ونشاط، وان لا يشمخن بأنوفهن ولا يستعلين على الشعب ويعشن حياة البذخ والبطر والرفاه

 كما ان الصديقة الطاهرة كانت تقوم بدور المعلمة والمربية والموجهة الدينية والاجتماعية، - والروايات بذلك متعددة – كما قامت بأدوار سياسية – استراتيجية كبرى كان منها تصديها الشامل ومواجهتها للانقلاب الكبير الذي جرى بعد شهادة أبيها المصطفى صلوات الله عليه وآله.

ساعد أهلك

فإن معاونة الأهل، مرضاة للرب ومدعاة لعظيم الأجر وسر الانتاجية.

قال الإمام علي (عليه السلام): (دخل علينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) جالسة عند القدر وأنا أُنقّي العدس

قال: يا أبا الحسن

قلت: لبّيك يا رسول الله

قال: اسمع، وما أقول إلاّ ما أمر ربّي: ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها... يا علي، خدمة العيال كفّارة للكبائر ويطفئ غضب الربّ ومهور حور العين ويزيد في الحسنات والدرجات

يا علي، لا يخدم العيال إلاّ صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة.

إن خدمة الرجال لعيالهم،  تتضمن منافع كثيرة، منها

تقوية أواصر المحبة في الأسرة، مما ينتج تماسكها، فيسود الحب والوئام والسلم والسلام، وتتقلص حالات الطلاق إلى أدنى الدرجات، ويتربى الأبناء أفضل تربية، وتتقلص الجرائم، من سرقات واعتداءات وحالات انتحار وغيرها والتي تنتج غالباً عن تفكك الأسرة، والنزاع بين الأبوين، مما يسبب تصدير أبناء مسكونين بالغضب والحقد والعدوانية وغيرها.

ومن أهم الآثار الإيجابية لذلك أن تحظى الأسرة ببركة ذلك كله، بـ(الأمن الاقتصادي) و(الاستقرار المالي)

ولذلك ولغيره كان هذا الأجر العظيم لخدمة العيال في المنزل وخارجه


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=937
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16