• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : فكر .
                    • الموضوع : النظريّة الإسلاميّة  في علاقة الانسان بالثروّة .

النظريّة الإسلاميّة  في علاقة الانسان بالثروّة

 

النظريّة الإسلاميّة  في علاقة الانسان بالثروّة

النظريّة الإسلاميّة تقول ان العلاقة بالثروّة هي علاقة الخلافة، هي علاقة الوكالة، ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ)

 هذه النظرة الإسلاميّة لها آثار تربويّة وسلوكيّة رائعة

الأثر الأوّل

من يشعر بأنّه خليفة يشعر بأنّ علاقته بالمال علاقة مؤقتة وليست علاقة دائمة، أنا مجرّد وكيل، أنا مجرّد خليفة، علاقتي بهذه الأموال علاقة مؤقتة كعلاقتي بأيّ نعمة أخرى، ستزول يومًا من الأيام، ﴿وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ)

﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)

 الأثر الثاني يتعامل مع الأموال بتعليمات مالكُ الأموال الحقيقي

من تعامل مع الأموال على أساس الخلافة، على أساس الوكالة لا على أساس الأصالة والاستقلاليّة يتعامل مع الأموال بالتعليمات التي ألقاه إليها مالكُ الأموال الحقيقي، هذه الثروة منحها لي المالك الحقيقي ألا وهو الله جلّ وعلا وجعلني خليفة عليها، إذن لابدّ أن أتعامل مع الأموال بتعليمات المالك الحقيقي، ولذلك يأتينا النداء القرآني ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ امشوا على تعاليمنا ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ

الشعور الثالث الذي يترتب على نظريّة الخلافة

أنّك ما أعطيت الملكيّة إلا كأداةٍ في خدمة المجتمع، ما أعطيت الملكيّة كأداةٍ لتنمية الثروة، كأداةٍ للسيطرة، كأداةٍ لاستغلال الآخرين، بعضهم يرى الملكيّة وسيلة لاستغلال الطبقة الكادحة لسدّ باب الرزق أمام الضعفاء، لامتلاك كلّ الأشياء وسدّ باب الإنتاج والإبداع والعطاء من قِبَلِ الآخرين، هذه نظريّة رأسماليّة

اما  النظريّة الإسلاميّة هي أنّ الملكيّة إنّما أعطيت إياها لخدمة المجتمع ليس إلا، لأنّ الخليفة هو المجتمع كله ولست وحدك أنت الخليفة ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ) جَمِيعًا كلكم خليفة على هذه الأموال وعلى هذه الثروات

 ولذلك القرآن مثلما يطالبنا يطالب المجتمع، كما يطالبنا القرآنُ بالأمانة في الثروات يطالب المجتمعَ بالأمانة في الثروات، يقول القرآن الكريم ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا)

يعني حافظوا على الثورة؛ لأنّ الثروة ملككم جميعًا لا ملك واحدٍ منكم، لا ملك طبقةٍ منكم، أنتم جميعًا خلفاء عن الله على هذه الثروة، لا يجوز لكم أن تسلموا الثروة بيد السفهاء الذين يتلاعبون بها بالتبذير والإسراف ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾

 

الشعور الرّابع الذي يترتب على نظريّة الخلافة

أنّ الإسلام يحثك حثًا شديدًا على الإنفاق، الأموال ليست لك، الأموال لله، الأموال لنا، نحن المالك الحقيقي، فادفع منها لغيرك ما نأمرك بك ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ) ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )

 بل بلغ حثه تبارك وتعالى على دفع الأموال ألا يقبل بدوافع المنّ والتفضّل، يقول: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون ، أن تنفق المال الذي تحبّه، أن تنفق الثروة التي تحبّها.

الإسلام يقول: مادمت خليفة ولست أصيلاً فعليك أن تنفق الأجود من مالك، عليك أن تنفق الأحسن من أموالك، سلّم إلى الفقير اللباس الجيّد، والمقدارَ الجيّدَ من الأموال

الإسلام يعوّدك على أن تكون ذا روح اجتماعيّةٍ غيريّةٍ، وأن تكون معطاءً وباذلاً ومقدّمًا ومساهمًا في إنعاش المجتمع.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=938
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18