• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : الكمالات والخصائص الّتي انفرد بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

الكمالات والخصائص الّتي انفرد بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

الكمالات والخصائص الّتي انفرد بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

أولا: الكمالات:
 

كمال الخلق:

أمّا كمال أخلاقه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم:
الخصلة الأولى: رجاحة عقله وصدق فراسته، وقد دلّ على وفور ذلك فيه صحّة رأيه وصواب تدبيره وحسن تألّفه النّاس وأنّه ما استغفل في مكيدة ولا استعجز في شديدة .

الخصلة الثانية: ثباته في الشّدائد ، وصبره على البأساء والضّرّاء، ونفسه في اختلاف الأحوال ساكنة

الخصلة الثالثة: زهده في الدّنيا وإعراضه عنها وقناعته منها.

الخصلة الرابعة: تواضعه للنّاس وهم أتباع، وخفض جناحه لهم وهو مطاع، يمشي في الأسواق ويجلس على التّراب ويمتزج بأصحابه وجلسائه فلا يتميّز عنهم إلّا بإطراقه وحيائه، فصار بالتّواضع متميّزا، وبالتّذلّل متعزّزا.
ولقد دخل عليه بعض الأعراب فارتاع من هيبته فقال خفّض عليك فإنّما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكّة وهذا من شرف أخلاقه وكريم شيمه.

 


الخصلة الخامسة: حلمه ووقاره.

لقد تناولته قريش بكلّ كبيرة وقصدته بكلّ جريرة وهو صبور عليهم ومعرض عنهم. وما تفرّد بذلك سفهاؤهم عن حلمائهم ولا أراذلهم دون عظمائهم، فكلّما كانوا عليه ألحّ، كان عنهم أعرض وأصفح، حتّى قدر فعفا، وأمكنه اللّه منهم فغفر.
وقال لهم حين ظفر بهم عام الفتح وقد اجتمعوا إليه: ما ظنّكم بي قالوا ابن عمّ كريم، فإن تعف فذاك الظّنّ بك وإن تنتقم فقد أسأنا، فقال: بل أقول كما قال يوسف لإخوته لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
ولم يجز أن يعفو عن حقّ وجب للّه تعالى عليهم وإنّما يختصّ عفوه بحقّ نفسه.
الخصلة السادسة: حفظه للعهد ووفاؤه بالوعد فإنّه ما نقض لمحافظ عهدا، ولا أخلف لمراقب وعدا.
 

فضائل الأقوال:

الخصلة الأولى: ما أوتي من الحكمة البالغة، وأعطي من العلوم الجمّة الباهرة.
الخصلة الثانية: إحكامه لما شرع بأظهر دليل وبيانه بأوضح تعليل.
ولذلك قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: أوتيت جوامع الكلم واختصرت لي الحكمة اختصارا، لأنّه نبّه بالقليل على الكثير فكفّ عن الإطالة وكشف عن الجهالة وما تيسّر ذلك إلّا وهو عليه معان وإليه مقاد.
 

الخصلة الثالثة: ما أمر به من محاسن الأخلاق ودعا إليه من مستحسن الآداب وحثّ عليه من صلة الأرحام وندب إليه من التّعطّف على الضّعفاء والأيتام.
ثمّ ما نهى عنه من التّباغض والتّحاسد وكفّ عنه من التّقاطع والتّباعد.


الخصلة الرابعة: أنّه محفوظ اللّسان من تحريف في قول واسترسال في خبر يكون إلى الكذب منسوبا وللصّدق مجانبا، فإنّه لم يزل مشهورا بالصّدق في خبره كان فاشيا وكثيرا حتّى صار بالصّدق مرقوما، وبالأمانة موسوما.
وكانت قريش بأسرها تتيقّن صدقه قبل الإسلام فجهروا بتكذيبه في استدعائهم إليه فمنهم من كذّبه حسدا ومنهم من كذّبه عنادا ومنهم من كذّبه استبعاد أن يكون نبيّا أو رسولا.
 

الخصلة الخامسة:
أنّه أفصح النّاس لسانا وأوضحهم بيانا وأوجزهم كلاما وأجزلهم ألفاظا وأصحّهم معاني. وقد دوّن كثير من جوامع كلمه ومن كلامه الّذي لا يشاكل في فصاحته وبلاغته ومع ذلك فلا يأتي عليه إحصاء ولا يبلغه استقصاء..

 

فضائل الأعمال:

الخصلة الأولى: حسن سيرته، وصحّة سياسته.
الخصلة الثّانية: أنّه عدل فيما شرعه من الدّين عن الغلوّ والتّقصير إلى التّوسّط، وخير الأمور أوساطها، وليس لما جاوز العدل حظّ من رشد، ولا نصيب من سداد.
الخصلة الثالثة: أنّه لم يمل بأصحابه إلى الدّنيا ولا إلى رفضها، وأمدّهم فيها بالاعتدال، وقال: «خيركم من لم يترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه».
الخصلة الرابعة: تصدّيه لمعالم الدّين وبيّن لهم ما يحلّ وما يحرم من مباحات ومحظورات، وفصّل لهم ما يجوز ويمتنع من عقود ومناكح ومعاملات. حتّى احتاج أهل الكتاب في كثير من معاملاتهم ومواريثهم لشرعه ولم يحتج شرعه إلى شرع غيره

الخصلة الخامسة: ما خصّ به من الشّجاعة في حروبه والنّجدة في مصابرة عدوّه فإنّه لم يشهد حربا في فزع إلّا صابر حتّى انجلت عن ظفر أو دفاع.
بل قد ولّى عنه أصحابه يوم حنين حتّى بقي بإزاء جمع كثير وجمّ غفير في تسعة من أهل بيته وأصحابه على بغلة مسبوقة إن طلبت غير مستعدّة لهرب ولا طلب وهو ينادي أصحابه ويظهر نفسه ويقول إليّ عباد اللّه «أنا النّبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب» فعادوا أشذاذا وأرسالا وهوازن تراه وتحجم عنه فما هاب حرب من كاثره ولا انكفأ عن مصاولة من صابره.
وما ذاك إلّا عن ثقة من أنّ اللّه تعالى سينصره وأنّ دينه سيظهره تحقيقا لقوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ* (التوبة/ 33)


الخصلة السادسة:
ما منح من السّخاء والجود حتّى جاد بكلّ موجود وآثر بكلّ مطلوب ومحبوب ومات ودرعه مرهونة عند يهوديّ. وقد ملك جزيرة العرب فما اقتنى دينارا ولا درهما، لا يأكل إلّا الخشن ولا يلبس إلّا الخشن.
ويعطي الجزل الخطير، ويصل الجمّ الغفير، ويتجرّع مرارة الإقلال

فأيّ فضل أعظم من فضل شاهده الحسدة والأعداء فلم يجدوا فيه مغمزا لثالب أو قادح ولا مطعنا لجارح أو فاضح فهو كما قال الشّاعر:
شهد الأنام بفضله حتّى العدا ... والفضل ما شهدت به الأعداء
وبالجملة فآية أخلاقه صلوات اللّه عليه آية كبرى وعلم من أعلام نبوّته العظمى، وقد أجملها بعضهم بقوله وآية أخرى لا يعرفها إلّا الخاصّة، ومتى ذكرت الخاصّة فالعامّة في ذلك مثل الخاصّة.
وهي الأخلاق والأفعال الّتي لم تجتمع لبشر قطّ قبله ولا تجتمع لبشر بعده، وذلك أنّا لم نر ولم نسمع لأحد قطّ كصبره ولا كحلمه ولا كوفائه ولا كزهده ولا كجوده ولا كنجدته ولا كصدق لهجته ولا ككرم عشرته ولا كتواضعه ولا كعفوه.

 

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=954
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29