• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان .
                    • الموضوع : أوصاف الصيام وآثاره ومنافعه للصائم .

أوصاف الصيام وآثاره ومنافعه للصائم

أوصاف الصيام وآثاره ومنافعه للصائم

 أولا: تفضيل الأمة الإسلامية

عن أبي جعفر ع قال: «قال رسول الله ص لما حضر شهر رمضان: أيها الناس، إن هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم.

وعن علي بن الحسين ع: «.. ثم آثرتنا به على سائر الأمم واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل ، فصمنا بأمرك نهاره وقمنا بعونك ليله.

وعن حفص بن غیاث النخعي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: «إن شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على أحد من الأمم قبلنا» . فقلت له: فقول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا کتب علیکم الصیام كما كتب على الذين من قبلكم، قال: «إنما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضل به هذه الأمة وجعل صيامه فرضا على رسول الله ص وعلى أمته.

ثانيا: الصوم عبادة فريدة

عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله، مرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به.

 قال : «عليك بالصوم فإنه لا مثل له

 

ثالثا: الصوم يطرد الشيطان

عن أبي عبد الله عن آبائه ع أن النبي ص قال لأصحابه: «ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منکم كما تباعد المشرق من المغرب». قالوا: بلى. قال : «الصوم يسوّد وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه، ولكل شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصيام .

إشارة: يهجم الشيطان الرجيم على الإنسان بأسلحته الخاصة ولا يستطيع الإنسان مواجهة ذلك الهجوم والتصدي له وإبعاد الشيطان وطرده والتخلص من شره إلا باستخدام السلاح المناسب. وهنا يقدم الرسول الأعظم  ص حلا فريدا وسلاحا فتاكا لمواجهة الشيطان الرجيم وهو الصيام.

 ورد في الكافي: إن من صام ثلاثة أيام في الشهر - وخاصة الشباب - فهو مصان من وساوس الشيطان الرجيم.

رابعا: دعاء الملائكة للصائمين

عن أبي عبد الله عن آبائه ع أن النبي ص ، قال: «إن الله عز وجل وكل ملائكته بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئیل ع  عن ربه أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي إلا استجب لهم فيه .

وعن النبي له أنه قال: «إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا أو يقضوا.

وعن رسول الله : «إن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده.

إشارة: فدعاء الوكيل في الحقيقة هو دعاء الموكل وتعبير لرغبته، ومثل هذا الدعاء لا جرم مستجاب بكل حذافيره، فدعاء الله سبحانه هو أمره جل شأنه.

خامسا: غفران الذنوب

قال النبي ص: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

سادسا: دعاء الصائم مستجاب

قال رسول الله : «ثلاثة لاترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر.

وقال رسول الله ص : «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة.

وقال رسول الله  ص : «نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله مضاعف ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور.

فعندما يوقر السالك حرمة الله ويراعي ذلك لا ريب في أن دعاءه يكون مستجابا ، وكذلك الصائم فهو غير محروم من هذه البركة والنعمة، فهو مستجاب الدعاء.

 

سابعا: أطيب من المسك

عن أبي عبد الله ع قال: «أوحى الله عز وجل إلى موسى ع : ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب أجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم. فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى، لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك .

يقال : كلام خلف، إذا كان خطأ، ومثل من أمثالهم: سكت ألفا ونطق خلفا ، للرجل يكثر الصمت، ثم يتكلم بالخطأ. والخلوف: تغير فم الإنسان من صوم أو جوع .

إشارة: تعتمد حاسة الشم الملكوتية على سلامة حاسة الشم القلبية، ومع سلامة الحاسة الباطنية يمكننا الإحساس بالرائحة الطيبة - بل الأطيب من المسك - في فم الصائم.

ثامنا: فرحتان للصائم

عن أبي عبد الله ع أنه قال: «للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره  وفرحة عند لقاء ربه

ويمكن أن يكون المراد من الإفطار في الحديث هو الإفطار المعروف بتناول الصائم لطعامه (عند غروب الشمس)، وقد يكون المقصود بالإفطار هنا هو الإفطار الأخير في يوم عيد الفطر وتسلم الهدايا والجوائز. فالصائم يفرح عند الإفطار لشعوره بأنه قد أدى التكليف المفروض عليه على أكمل وجه، وسيفرح الفرحة الكبرى كذلك عند لقائه لربه وهو ناضر الوجه

 

تاسعا: ثواب الصوم

قال رسول الله ص: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمئة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي.

وقال رسول الله ص : «الصيام لا رياء فيه. قال الله عز وجل: هو لي وانا أجزي به.

وقال أبو عبد الله ع: «قال أبي: إن الرجل ليصوم يوما تطوعا يريد ما عند الله عز وجل فيدخله الله به الجنة.

وعن علي بن أبي طالب ع «سمع رسول الله ص يقول: «من منعه الصيام من الطعام والشراب يشتهيه أطعمه الله من ثمار الجنة وسقاه من شراها. 

ب. وفقا لبعض الأحاديث المذكورة، يقول الله سبحانه وتعالى: «أنا أجزي عليه» أو «أنا أجزي به» وهذا يعني أنه عز وجل لا يوكل الملائكة ليقولوا: أدخلوها بسلام آمنين أو وسلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين

عاشرا: جنّة من النار

قال رسول الله ص : «الصوم جُنّة من النار

وقال رسول الله ص: «الصيام جُنّة ما لم يخرقها». قيل: وبم يخرقها؟

قال : «بكذب أو غيبة.

أ. الصيام جنة ودرع في وجه المعصية؛ لأن هذه الأخيرة تمثل سهما من سهام إبليس اللعين، وقد روي: «النظر سهم من سهام إبليس مسموم»، فإذا ارتكب الصائم معصية فإن ذلك يشير إلى خلل في درعه.

ب. تتطابق الرواية الثانية مع كلمات نورانية أخرى للرسول الأكرم ص حول نفس الموضوع حيث قال: «الصائم في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما». وتوضيح ذلك هو أن الصيام نوع من العبادة المستمرة والدائمة وهو يتطلب عزما وثباتا مستمرین كذلك، ولذا فإن للنية أثر عليه لما فيها من الاختلاف، فكل حالات الإنسان الصائم وأعماله هي عبادة، خلافا لبعض العبادات کالحج مثلا حيث يلزمه العزم على العمل المستمر وليس العزم المستمر، ولذلك فلو نام الحاج أو المعتمر أثناء تأديته لأعمال الحج فإنه لم يؤد أية عبادة إلا إذا أثيب مع ذلك تفضلا عليه

وللصيام مفطرات صورية وأخرى معنوية، فهناك عشرة مفطرات للصيام المعروف وهي مشهورة، وأما الصيام الذي يتحول إلى جنة ودرع تقي صاحبها من النار ودخله الجنة من أوسع أبوابها، هذا الصيام الذي يجعل رائحة فم الصائم أطيب من المسك قد يتسبب في نزع صفة الإسلام من هذا الصائم إذا ما اغتاب مسلما

 

 

الحادي عشر: أبواب الجنة الخاصة بالصائمين

قال رسول الله ص : «للجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم. يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد... ومن دخل منه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا

وقال رسول الله ص : «الصائمون تنفح من أفواههم ريح المسك ووضع لهم يوم القيامة مائدة تحت العرش فيأكلون منها والناس في شدة.

وقال النبي : «إن الله جعل مائدة عليها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلا الصائمون.

الثاني عشر: الصحة والرزق في الصوم

قال رسول الله ص : «إن الله أوحي إلى نبي من بني إسرائيل: أخبر قومك أن ليس عبد يصوم يوما ابتغاء وجهي إلا صححت جسمه وأعظمت أجره.

وقال رسول الله : «صوموا تصحوا

أ. رغم أن للصيام أثرا فعالا في سلامة الجسم والروح وصحتهما إلا أن المقصود في كل الروايات والأحاديث المذكورة هو الجمع بين السبب المعد وعلة المعطى، بمعنى أن الصيام يلعب دورا إعداديا وإمداديا في صحة الصائم بالإضافة إلى الدور الإيجادي والإعطائي للمبدأ الفاعلي وهو الله سبحانه وتعالى

الثالث عشر: شفاعة الصوم للصائم

قال رسول الله : «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني به. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني به. قال: فيشفعان.

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=986
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28