• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : قصة الغدير في مدرسة أهل البيت (ع) .

قصة الغدير في مدرسة أهل البيت (ع)

قصة الغدير في مدرسة أهل البيت (ع)

روى الطبرسي في الإحتجاج  والعلامة المجلسي في البحار عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال:  

حج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له : يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام و يقول لك : إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي ، و قد بقى عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك : فريضة الحج ، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك ، فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أخليها أبدا ، فان الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج و تحج و يحج معك من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف و الأعراب و تعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم و زكاتهم وصيامهم و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع.

فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله في الناس : ألا إن رسول الله يريد الحج وان يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم ويوقفكم من ذاك على ما أوقفكم عليه من غيره ، فخرج صلى الله عليه وآله وخرج معه الناس أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله ، فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألف الذين اخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا و اتبعوا العجل و السامري ، و كذلك اخذ رسول الله صلى الله عليه و آله البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة و اتبعوا العجل و السامري سنة بسنة و مثلا بمثل ، و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة .

فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل عليه السلام عن الله عز وجل فقال : يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام ويقول لك : انه قد دنى أجلك ومدتك و أنا مستقدمك على ما لابد منه و لا عنه محيص ، فاعهد عهدك و قدّم وصيتك و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك و السلاح و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء ، فسلمه إلى وصيك و خليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأقمه للناس علما و جدد عهده و ميثاقه و بيعته ، و ذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي و مولاهم ومولى كل مؤمن و مؤمنة علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإني لم اقبض نبياً من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني و حجتي و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي ، و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي و طاعته ، و ذلك أني لا اترك أرضي بغير ولي و لا قيم ليكون حجة لي على خلقي ، فاليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا بولاية وليي و مولى كل مؤمن و مؤمنة ، علي عبدي و وصي نبيي و الخليفة من بعده و حجتي البالغة على خلقي ، مقرون طاعته بطاعة محمد نبيي و مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي ، من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني ، جعلته علما بيني و بين خلقي ، من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و من أشرك بيعته كان مشركا و من لقيني بولايته دخل الجنة ، ومن لقيني بعداوته دخل النار ، فأقم يا محمد علياً علماً وخذ عليهم البيعة وجدد عهدي و ميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه ، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي.

فخشى رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا إلى الجاهلية لما عرف من عداوتهم و لما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة والبغضاء . وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل عليه السلام في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده و يقيم علياً علماً للناس يهتدون به ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم  بين مكة والمدينة ، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة ، فقال : جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي عليه السلام [ فسأل جبرئيل كما سأل بنزول آية العصمة فأخره ذلك ] فرحل فلما بلغ غدير خم  قبل الجحفة  بثلاثة أميال أتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس فقال : يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام و يقول لك : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾  [في علي ] ﴿ ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾ المائدة : 67 .

 وكان أوائلهم قريب من الجحفة ، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم علياً علماً للناس ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي واخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس ، فأمر رسول الله عندما جاءته العصمة منادياً ينادى في الناس بالصلاة جامعة و يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير أمره بذلك جبرئيل عن الله عز وجل ، وكان في الموضع سلمات (اشجار). فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقم ما تحتهن  وينصب له حجارة كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون.

فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فوق تلك الأحجار ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه فقال:

الحمد لله الذي علا في توحده ، ودنا في تفرده ، وجل في سلطانه ، وعظم في أركانه ،  أحاط بكل شيء علماً وهو في مكانه ، وقهر جميع الخلق بقدرته و برهانه مجيداً لم يزل محموداً لا يزال ، بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبار الأرضين والسماوات ، قدوس سبوح رب الملائكة و الروح ، متفضل على جميع من برأه متطول على جميع من أنشأه ، يلحظ كل عين و العيون لا تراه ، كريم حليم ذو أناة ، قد وسع كل شيء رحمته و من عليهم بنعمته ، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه ، قد فهم السرائر و علم الضمائر ، ولم تخف عليه المكنونات ، ولا اشتبهت عليه الخفيات ، له الإحاطة بكل شئ و الغلبة على كل شئ و القوة في كل شئ و القدرة على كل شيء و ليس مثله شيء ، و هو منشئ الشيء حين لا شيء ، دائم قائم بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم ، جل عن أن تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، لا يلحق أحد وصفه من معاينة ، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه . و أشهد أنه الله الذي ملأ الدهر قدسه ، والذي يغشى الأبد نوره ، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير ولا تفاوت في تدبير ، صوّر ما أبدع على غير مثال وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف و لا احتيال ، أنشأها فكانت و برأها فبانت ، فهو الله الذي لا اله إلا هو المتقن الصنعة الحسن الصنيعة العدل الذي لا يجور والأكرم الذي ترجع إليه الأمور

واشهد انه الذي تواضع كل شيء لقدرته وخضع كل شيء لهيبته ملك الأملاك ومفلك الأفلاك و مسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ، يكور الليل على النهار  ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا ، قاسم كل جبار عنيد ومهلك كل شيطان مريد ، لم يكن معه ضد و لا ند ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، إله واحد ورب ماجد يشاء فيمضي ويريد فيقضي ويعلم فيحصي ويميت ويحيي و يفقر ويغني ويضحك و يبكي و يمنع و يعطي ، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء قدير ، يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لا اله إلا هو العزيز الغفار ، مجيب الدعاء و مجزل العطاء ، محصي الأنفاس ورب الجنة و الناس ، لا يشكل عليه شيء و لا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين ، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين ومولى العالمين ، الذي استحق من كل من خلق أن يشكره ويحمده.

أحمده على السراء و الضراء والشدة و الرخاء ، وأؤمن به و بملائكته وكتبه ورسله ، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه و أستسلم لقضائه رغبة في طاعته و خوفا من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره ، و أقر له على نفسي بالعبودية و أشهد له بالربوبية و أؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعةلا يدفعها عني أحد و إن عظمت حيلته لا اله إلا هو ، لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة ، و هو الله الكافي الكريم ، فأوحى إلي : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾  في علي ـ يعنى في الخلافة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ـ ﴿ ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾

معاشر الناس  ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالى إلي ، و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية : إن جبرئيل عليه السلام هبط إلي مراراً ثلاثاً يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيي و خليفتي و الإمام من بعدي ، الذي محله مني محل هارون من موسى ألا إنه لا نبي بعدي و هو وليكم من قِبَل الله ورسوله ، وقد انزل الله تبارك وتعالى عليّ بذلك آية من كتابه : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 20

وعلي بن أبي طالب عليه السلام أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال.

وسألت جبرئيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وادغال  الآثمين وختل  المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم  وكثرة أذاهم لي في غير مرة حتى سموني أذناً  . وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه ، حتى أنزل الله عز و جل في ذلك قرآناً ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ... ﴾  ـ على الذين يزعمون انه اذن ـ ﴿ ... قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

ولو شئت أن اسمي بأسمائهم لسميت  أن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت و أن أدل عليهم لدللت ، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت ، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا إن أبلغ ما أنزل إلي ، ثم تلا صلى الله عليه وآله : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾  ـ في علي ـ ﴿ ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾  .

فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين و الأنصار و على التابعين لهم بإحسان ، و على البادي و الحاضر و على الأعجمي و العربي و الحر و المملوك و الصغير و الكبير و على الأبيض و الأسود و على كل موحد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره ، ملعون من خالفه مرحوم من تبعه مؤمن من صدقه ، فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له.

معاشر الناس  إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا و انقادوا لأمر ربكم ، فان الله عز و جل هو مولاكم وآلهكم ثم من دونه محمد صلى الله عليه و آله وليكم القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر ربكم ، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله و رسوله ، لا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله ، عرفني الحلال و الحرام و أنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه

معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله فيّ ، وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين ، و ما من علم إلا علمته علياً ، و هو الإمام المبين

معاشر الناس ) لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه و لا تستكبروا [ ولا تستنكفوا خ ل ] من ولايته ، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به و يزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم . ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله ، وهو الذي فدى رسوله بنفسه وهو الذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.

معاشر الناس  فضلوه فقد فضله الله ، واقبلوه فقد نصبه الله.

معاشر الناس  إنه إمام من الله و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ، و لن يغفر الله له ، حتماً على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه و أن يعذبه عذاباً شديداً نكراً أبد الآباد و دهر الدهور ، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا ناراً وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين.

أيها الناس بي والله بشر الأولون من النبيين و المرسلين ، وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين ، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ، ومن شك في شيء من قولي هذا فقد شك في الكل منه ، و الشاك في ذلك فله النار.

معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحساناً منه إلي ، و لا اله إلا هو ، له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين على كل حال.

معاشر الناس  فضلوا علياً فانه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى ، بنا أنزل الله الرزق و بقي الخلق ، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي قولي هذا ولم يوافقه ، ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول : " من عادى علياً ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبى " فلتنظر نفس ما قدمت لغد ، و اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون .

معاشر الناس  إنه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالى : ﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ ... ﴾ الزمر: 56

معاشر الناس  تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا إلى محكماته و لا تتبعوا متشابهه ، فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده إلي ـ وشائل بعضده ـ ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيي ، وموالاته من الله عز و جل أنزلها علَي.

معاشر الناس  إن علياً والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، هم أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه ، ألا وقد أديت ، ألا وقد بلغت ألا وقد أسمعت  ألا وقد أوضحت ، ألا وان الله عز وجل قال و أنا قلت عن الله عز وجل ، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.

ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه ، وكان منذ أول ما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله شال علياً حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثم قال

معاشر الناس  هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي على طاعته و الناهي عن معصيته خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله .

أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربى ، أقول : اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه ، اللهم انك أنزلت علي إن الإمامة بعدي لعلي وليك عند تبياني ذلك و نصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا ، فقلت : ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ آل عمران: 85

اللهم أني أشهدك وكفى بك شهيدا أني قد بلغت.

معاشر الناس  إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته ، فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار فيها خالدون ، لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون.

معاشر الناس  هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم علي ، والله عز وجل وأنا عنه راضيان ، وما نزلت آية رضى إلا فيه ، وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ، ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه ، ولا شهد بالجنة في هل أتى على الإنسان إلا له ، ولا أنزلها في سواه ، ولا مدح بها غيره.

معاشر الناس هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله ، وهو التقي النقي الهادي المهدي ، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي و بنوه خير الأوصياء

معاشر الناس  ذرية كل نبي من صلبه و ذريتي من صلب علي.

معاشر الناس  إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد ، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم ، فان آدم اهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل و كيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله ، ألا إنه لا يبغض علياً إلا شقي و لا يتوالى علياً إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص ، وفي علي والله نزلت سورة العصر ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ إلى آخرها

معاشر الناس قد استشهدت الله و بلغتكم رسالتي ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين

معاشر الناس  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾

آل عمران: 102

( معاشر الناس  ﴿ ... آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ... ﴾ النساء: 47

معاشر الناس النور من الله عز وجل فيّ مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا ، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين.

معاشر الناس  أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين ، ألا و ان علياً هو الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولده من صلبه.

معاشر الناس  لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد.

معاشر الناس انه سيكون من بعدى أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون.

معاشر الناس  إن الله وأنا بريئان منهم.

معاشر الناس  إنهم وأنصارهم و أتباعهم و أشياعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين ، ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته . قال  فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة.

معاشر الناس  إني أدعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة ، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أولم يشهد ولد أو لم يولد ، فليبلغ الحاضر الغائب و الوالد الولد إلى يوم القيامة ، وسيجعلونها ملكا واغتصابا ، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين ، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران.

معاشر الناس  إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب.

معاشر الناسإنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها ، وكذلك يهلك القرى و هي ظالمة كما ذكر الله تعالى ، وهذا علي إمامكم و وليكم و هو مواعيد الله و الله يصدق ما وعده.

معاشر الناس ) قد ضل قبلكم اكثر الأولين ، و الله لقد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين ، قال الله تعالى : ﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ المرسلات: 16 - 19

معاشر الناس إن الله قد أمرني ونهاني ، وقد أمرت علياً و نهيته ، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل ، فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوه تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله.

معاشر الناس  أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون ، ثم قرأ: ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾  إلى آخرها

وقال : فيّ نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت و إياهم خصت ، أولئك أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ألا إن حزب الله هم الغالبون . ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق و النفاق والحادون وهم العادون وإخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.

ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل : ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... ﴾.

 ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال : ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾

ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال الذين يدخلون الجنة آمنين تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن ﴿ ... طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾

ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز وجل : يدخلون الجنة بغير حساب ، ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا

ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور و لها زفير

ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم : ﴿ ... كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ... ﴾ الأعراف: 38

ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل : ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴾ الملك: 8 و 9

ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير.

معاشر الناس شتان ما بين السعير والجنة ، عدونا من ذمه الله ولعنه ، وولينا من مدحه الله واحبه.

معاشر الناس  ألا و إني منذر وعلي هاد.

معاشر الناس  إني نبي وعلي وصي ، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي ، ألا إنه الظاهر على الدين ، ألا إنه المنتقم من الظالمين ، ألا إنه فاتح الحصون و هادمها ، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ، ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء الله ، ألا إنه الناصر لدين الله ، ألا إنه الغرّاف في بحر عميق . ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله ، ألا إنه خيرة الله و مختاره ، ألا إنه وارث كل علم و المحيط به ، ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر إيمانه ، ألا إنه الرشيد السديد ، ألا إنه المفوض إليه ، ألا إنه قد بشر من سلف بين يديه ، ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده ، و لاحقّ إلا معه ، و لا نور إلا عنده ، ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه ، ألا و إنه ولي الله في أرضه و حكمه في خلقه ، و أدمينه في سره و علانيته

معاشر الناس ) قد بينت لكم و أفهمتكم ، وهذا علي يفهمكم بعدي

ألا و أني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي  على بيعته والإقرار به ثم مصافقته بعدي

ألا وإني قد بايعت الله وعلي قد بايعني  أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل : ﴿ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ... ﴾

معاشر الناس : ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ... ﴾ البقرة: 158

معاشر الناس حجوا البيت ، فما ورده أهل بيت لا استغنوا ، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا

معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك فإذا انقضت حجته استؤنف عمله.

معاشر الناس الحجاج معانون  ونفقاتهم مخلفة ، والله لا يضيع أجر المحسنين.  معاشر الناس  حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع

معاشر الناس  أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل ، لئن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعليٌّ وليكم ، و مبين لكم الذي نصبه الله عز و جل بعدي ، و من خلفه الله مني و أنا منه ، يخبركم بما تسألون عنه ، و يبين لكم ما لا تعلمون

ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما ، فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم ، بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم مني ومنه ، أئمة قائمة ـ منهم المهدي ـ إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق.

معاشر الناس  وكل حلال دللتكم عليه أو حرام نهيتكم عنه فإني لم ارجع عـن ذلك ولم أبدل

ألا فاذكروا ذلك واحفظوه و تواصوا به ولا تبدلوه و لا تغيروه.

ألا وإني اجدد القول : ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر.

ألا و إن رأس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته ، فانه أمر من الله عز و جل ومني ، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم.

معاشر الناس  القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده ، وعرفتكم أنه مني وأنا منه ، حيث يقول الله في كتابه ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ الزخرف: 28

 وقلت " لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما

معاشر الناس  التقوى التقوى ، إحذروا الساعة كما قال الله عز و جل : ﴿ ... إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ الحج: 1 اذكروا الممات و الحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب ، فمن جاء بالحسنة أثيب عليها ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب.

معاشر الناس  إنكم اكثر من أن تصافقوني بكف واحدة ، وقد أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين و من جاء بعده من الأئمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه ، فقولوا بأجمعكم ( إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك في أمر علي أمر ولده من صلبه من الأئمة ، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا على ذلك نحيى ونموت  نبعث ولا نغير و لا نبدل ولا نشك ولا نرتاب و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق نطيع الله ونطيعك و علياً أمير المؤمنين و ولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين ) اللذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلهما عندي و منزلتهما من ربي عز وجل ، فقد أديت ذلك إليكم و أنهما سيدا شباب أهل الجنة ، و أنهما الإمامان بعد أبيهما علي و أنا أبوهما قبله ، و قولوا : ( اطعنا الله بذلك و إياك و علياً و الحسن والحسين و الأئمة الذين ذكرت عهداً و ميثاقاً مأخوذاً لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافقة أيدينا من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه و لا نبتغي بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا ، أشهدنا الله و كفى بالله شهيدا و أنت علينا به شهيد ، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده والله أكبر من كل شهيد.

معاشر الناس  ما تقولون ؟ فان الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس ﴿ ... فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ... ﴾ ومن بايع فإنما يبايع الله ﴿ ... يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... ﴾

معاشر الناس  فاتقوا الله و بايعوا علياً أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمة كلمة طيبة باقية ، يهلك الله من غدر و يرحم الله من وفى : ﴿ ... فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ... ﴾

معاشر الناس  قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي بإمرة المؤمنين ، وقولوا : ﴿ ... سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ البقرة: 285 وقولوا : ﴿ ... الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ ... ﴾ الأعراف: 43

معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام عند الله عز و جل ، وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد ، فمن أنبأكم بها و عرفها فصدقوه.

معاشر الناس  من يطع الله و رسوله و علياً و الأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزاً عظيما

معاشر الناس  السابقون السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين ، أولئك هم الفائزون في جنات النعيم.

معاشر الناس  قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول ، فـ ﴿ ... إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ... ﴾ إبراهيم  : 8 ﴿ ... فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا ... ﴾ آل عمران: 144

 اللهم اغفر للمؤمنين و اغضب على الكافرين و الحمد لله رب العالمين .

فناداه القوم : سمعنا وأطعنا على أمر الله أمر رسوله بقلوبنا و ألسنتنا و أيدينا . وتداكّوا  على رسول الله صلى الله عليه و آله و على علي عليه السلام فصافقوا بأيديهم ، فكان أول من صافق رسول الله صلى الله عليه و آله الأول و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و باقي المهاجرين و الأنصار و باقي الناس على طبقاتهم و قدر منازلهم ، إلى أن صليت المغرب و العتمة في وقت واحد ، و وصلوا البيعة و المصافقة ثلاثاً ورسول الله يقول كلما بايع قوم : الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين . وصارت المصافقة سنة ورسما ، وربما يستعملها من ليس له حق فيها .

 

هوامش

_  الثَقَل : بفتح الثاء والقاف ، كل شيء خطير نفيس . قال ابن الأثير : سمَّاهما ثَقَلين ؛ لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل . و يقال لكل خطير نفيس ثَقَل , فسماهما ثَقَلين إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما . النهاية

_ ذكر العلامة الحجة الثبت الأميني في كتابه القيم " الغدير " حديث الغدير بتفاصيله في الجزء الاول ، وعد الراوين لحديث الغدير ، فكانوا من الصحابة 110 شخصاً ، ومن التابعين 84 شخصاً ، ومن الرواة من العلماء ابتداءا من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر 360 شخصاً ، وذكر من المؤلفين في حديث الغدير خصيصاً 26 شخصاً ، انظر الجزء الأول من الكتاب ص 14 ـ 157

.

المصدر : الإحتجاج للطبرسي ج 1 ص65 ـ 84 وانظر روضة الواعظين ص 100 ـ 113 وبحار الأنوار ج 37 ص 201 ـ219

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1023
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28