• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : كتاب القيامة فلاحٌ أو ندامة .
                          • رقم العدد : العدد التاسع والثلاثون .

كتاب القيامة فلاحٌ أو ندامة

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب القيامة فلاحٌ أو ندامة

الشيخ إبراهيم نايف السباعي

غاية الخلق الخضوع والطاعة

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}الذاريات/56 تلك حقيقة أكيدة أخبرنا عنها الخالق العظيم، أن الهدف من خلق الجن والأنس هو العبادة، وتعني الخضوع والاستسلام لله سبحانه، وحده لا شريك له والطاعة لأوامره بلا إكراه أو إجبار، بل يأتون بها طائعين خاضعين حباً وإخلاصاً لله تعالى، ثم منّ الله عليهم فأعطاهم مساحة من الزمن؛ ليعيشوا فيها مدة اختبارهم في الحياة الدنيا. وفي النتيجة علينا أن نستغل فرصة وجودنا في الحياة الدنيا، فنرسم أهدافاً بقدر حدود إمكاناتنا؛ كي لا يغرنا الشيطان وتسوّل لنا النفس الأمارة بالسوء، وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: ... إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَل؛ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ.(نهج البلاغة، خطبة:42)

وكما يقال: عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

نعم، الأرض كانت مسرحاً لابتلاءات الإنسان واختباراته، قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}الإنسان/2، وبما أن الإنسان خلق لتكون الأرض مسرح اختباره، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}البقرة/30، وعليه فإما أن يكون الإنسان من عباد الرحمن الصالحين، وإما أن يكون من الضالين المفسدين.

وقد سبقت أمةُ الجن الإنسَ وجوداً واختباراً، أما الجن فطغوا وعصوا وفشلوا في اختبارهم ولم يسلم منهم إلا من رحم ربي، والآيات القرآنية زائد الاحاديث الشريفة تشير لذلك.

ذكر القرآن الكريم واحداً من فسقة الجن العاصين عن أوامر الله تعالى، وهو عزازييل، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} الكهف/50.

وقد ذكره القرآن الكريم ووصفه بأوصاف متعددة، مرة بإبليس ومرة بالشيطان ومرة أخرى بالرجيم، لكنه واحد وهو عزازييل (الشيطان، الجن، الفاسق)، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}فاطر/6، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}البقرة/168.

نشأت عداوة الشيطان لآدم وامتدت، وبلغت الذروة عندما أمر سبحانه الملائكة أن يسجدوا لآدم، قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ، فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}الحجر/29، {كان من الجن ففسق عن أمر ربه}الكهف/50 رفض الشيطان السجود وامتنع عنه، بل واستكبر عن أمر ربه، فطرده الله تعالى من الملكوت، وانتقاماً لنفسه وبغضاً لآدم وحسداً له، سعى إبليس بكل ما أوتي من قوة، أن يوقع آدم في المخالفة في الجنة التي أسكنه الله فيها وزوجه، قال تعالى: { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ...، قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ، قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ، وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} الأعراف/12ـ 22

 أقسم إبليس لله تعالى أن يوقع ولد آدم وذريته في معصية الله، مستخدماً في ذلك كل وسائله المتاحة؛ ليضلهم عن العبادة ويدعوهم للعصيان، وجعل لذلك خططاً وأساليب وخطوات، كان قد حذرنا الله منها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}النور/21.

وقد طلب من الله استمهاله إلى يوم يبعثون، قال تعالى: {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}الأعراف/14، وطلبه كان لغاية أفصح عنها الشيطان لله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}ص/82

ملائكة كرام كاتبون يكتبون ما تفعلون:

لا نعرف عدد الملائكة بالتحديد، لكنها كثيرة وعلى أنواع: منها من يحيط بالإنسان، وهم الكتبة الذين قال عنهم الله تعالى: {كلا بل تكذبون بالدين، وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين، يعلمون ما تفعلون}الانفطار/9ـ12، أي عليكم ملائكة وظيفتهم أنهم يحفظون أعمالكم، ويسجلونها عليكم في كتب تنشر لكم يوم القيامة، فكل ما يقوله الإنسان ويفعله يدوّن، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق/16 ـ 18

 

الإيمان بوجود كتاب ضرورة:

ذكر عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم، أنه ما من أحد من ولد آدم إلا وله ملف خاص به، وسيرة ذاتية تتضمن كل ما عمله في الدنيا من أقوال وأفعال؛ ولأهميته للإنسان جاء ذكره في القرآن الكريم في آيات عديدة وبصيغ متنوعة، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}يس/12

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر! حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية. (أمالي الطوسي: ٥٣٤ / ١١٦٢).

وورد عن الإمام علي(ع): ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها.(مستدرك الوسائل: ١٢ / ١٥٤ / ١٣٧٦١)، من أجل أن يحذر الإنسان من تلك اللحظة، فيتنبه ويراقب أفعاله وأقواله ويحاسب نفسه في الليل والنهار.

ولا بد أن تكون إجابتنا يوم القيامة حاضرة، ففيها سؤال عن كتاب مثبّت فيه دقائق الأشياء صغيرها وكبيرها، قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}الكهف/49،  ورد عن‌ الإمام‌ محمّد الباقر(ع) في‌ تفسير الآية‌ الشريفة‌: {ينبّأ الْإِنسان يوْمئِذٍ بِما قدّم وأخّر} ، قال(ع)‌: بِما قدّم مِنْ خيْرٍ وشرٍّ وما أخّر فِيما سنّ مِنْ سنّةٍ لِيسْتنّ بِها مِنْ بعْدِهِ، فإِنْ كان شرّا كان عليْهِ مِثْل وِزْرِهِمْ ولا ينْقِص مِنْ وِزْرِهِمْ شيْئا، وإِنْ كان خيْرا كان له مِثْل أجورِهِمْ ولا ينْقِص مِنْ أجورِهِمْ شيْئا.

هل لكل إنسان كتاب؟

نعم، لأن الحياة الدنيا كانت ساحة الاختبار، والناس لا يستوون بالسمع والطاعة لله تعالى، فمنهم المؤمن التقي ومنهم الفاسق العاصي، قال تعالى: وقال تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} الإسراء:‌13-14.

مَعْنَاهُ: وَأَلْزَمْنَا كُلَّ إِنْسَانٍ عَمَلَهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ فِي‌ عُنُقِهِ كَالطَّوْقِ لاَ يُفَارِقُهُ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْعَمَلِ: طَائِرٌ عَلَى‌ عَادَةِ العَرَبِ فِي‌ قَوْلِهِمْ: جَرَى طَائِرُهُ بِكَذَا. (مجمع‌ البيان)‌.

ورد عن الإمام الصادق(ع): أنه قال: إذا كان يوم القيامة دُفع إلى الإنسان كتابه، ثم قيل له: اقرأه.

قيل: فيعرف ما فيه؟

فقال(ع): إنه يذكره، فيما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شيء فعله إلا ذكره، كأنّه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}الكهف/49.(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٣١٥)

إذن: كتب يوم القيامة والصحف تعبير عن قلادة أو طوق، تلخص كل أفعالنا وأقوالنا وأعمالنا، تكون في عنق كل واحد منا لا تفارقه أبداً، من حين موته إلى وقت فتحها ونشر صحائف الأعمال عند حسابه، وقد تعرضت الروايات لمعناها، وزاد عليها الحوار والنقاش الذي سيدور بين العبد صاحب العلاقة من جهة وبين المولى عزَّ وجلَّ.

{قال قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ، أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ، الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ، قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ، قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ، مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}ق/22ـ29

احتمال الخطأ في الصحائف مستحيل:

احتمال الخطأ أو الاشتباه في الكتب التي نسختها الملائكة وثبتتها في صحائف الأعمال مستحيل قطعاً، لأن الدقة والضبط مع كامل التسجيلات والصور المثبتة أمور كافية في تبكيت العبد، وإلقاء الحجة الدامغة عليه، قال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا}النبأ/29، وقال تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ، وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ} القمر/52 و53. فينصدم العبد المُحَاسب مما فيه من تفصيل ودقة، فيبدأ محاكياً نفسه، كما في قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا  وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} الكهف/49

دعاء كميل يزيدنا اطمئناناً:

الكرام الكاتبون هم ملائكة، وكلهم الله سبحانه وتعالى؛ ليكتبوا أعمال العباد كلها خيرها وشرها؛ لتجمع يوم القيامة ويتم الحساب على أساسها، وهذه الكتب لا بد وأن تتصف بالدقة والإحاطة الكاملة لكل ما أُمروا، أن يكتبوه ويثبتوا ما وكلوا به، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق/16ـ 18، أي يضبطون كل صغيرة وكبيرة من أعمال الناس، لأن منها الظاهرية والباطنية والمادية والمعنوية، حتى تكون الحجة عليه قائمة دامغة، وقد ورد في دعاء كميل بن زياد المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):

"..اِلهى وَسَيِّدى فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الّتي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها اَنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيح اَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَة اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ..." (دعاء كميل).

نعم، وكّل سبحانه وتعالى الملائكة بحفظ ما يكون من العباد، في الليل والنهار في السر والخفاء في الظاهر والباطن، ثم جعلهم شهوداً على الأعمال يوم القيامة مع جوارحي، لأن الشهود عند الحساب والمحاجة يوم القيامة كثيرون، منهم الملائكة والجلود والأيدي والأرجل.. لكن لم يكتف بذلك سبحانه لإمكان ادعاء السهو والغفلة عند المخاصمة، لذا يضيف الإمام(ع):

وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم، والشاهد عليّ لما خفي عنهم" ومن المستحيل أن يتهاونوا بأمر الله، ولكن خفي عنهم برحمته تعالى، فكان هو الرقيب عليهم.

وكتاب يوم القيامة يتصف بالحجة البالغة، لأن ما يحتويه يدهش المجتمعين، بما يحمل ويتضمن، قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}المجادلة/6.

 

إرهاصات توزيع الكتب على الخلائق

إن كل الأقوال والأفعال خيراً كانت أو شراً، ستعرض يوم القيامة أمام الملأً، حتى آثار الأفعال والأقوال التي عمل بها الناس من بعدهم، فعليهم وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، روي عن الإمام الباقر(ع) في تفسير الآية الشريفة: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}القيامة/13، قال(ع): بما قدّم من خير وشر، وما أخر فيما سنّ من سنة ليستن بها من بعده، فإن كان شراً كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئاً، وإن كان خيراً كان له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئاً.(التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٣٧٩)

وهذه الأحداث ستدفع بعض الناس إلى الذهول وفقدان الصواب، لذا يقومون بتصرفات غير عادية، قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} عبس/34، ويزيدنا استغراباً عند تطاير الكتب فترى وجوههم أشكالا وألوانا، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ، تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ، أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}عبس/38ـ42، وما ذلك إلا للنتيجة التي سيصلون إليها، والكتب التي تلقوها قرينة عليه، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا}الانشقاق/7ـ 12

روى عليُّ بن أبي حمزة سالم البطائني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

إنَّ الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه، فيقول: عبدي فعلتَ كذا وكذا، وعملتَ كذا وكذا؟

فيقول: نعم يا ربِّ قد فعلتُ ذلك. فيقول: قد غفرتُها لك، وأبدلتُها حسنات.

فيقول الناس: سبحان الله، أما كان لهذا العبد سيِّئةٌ واحدة؟!! وهو قول الله عزّ وجلّ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} الانشقاق:7-9.

قلت: أيّ أهل؟ قال(ع): أهله في الدنيا هم أهله في الجنة إن كانوا مؤمنين.

قال(ع): وإذا أراد بعبد شراً حاسبه على رؤوس الناس وبكته، وأعطاه كتابه بشماله.

وهو قول الله عزَّ وجلَّ: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا، إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا} الانشقاق:10-13. قلت: أيّ أهل؟ قال(ع): أهله في الدنيا. قلت قوله: {إنََّه ظنَّ أن لن يحور}الانشقاق/14، قال(ع): ظنَّ أنََّه لن يرجع.(بحار الأنوار  ج ٧ الصفحة ٣٢٥)

لحظة الحساب صعبة:

الملائكة الكتبة تفرز الناس يوم القيامة إلى أقسام وأنواع على أساس الكتب، فترى أناساً فرحين بما آتاهم الله من فضله جزاء على أعمالهم وأفعالهم، وآخرين مذنبين باكين بما ينتظرهم بعد الحساب من عذاب مهين على أفعالهم وأعمالهم، قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ، فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ..، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ، وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ، يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ، مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ..}الحاقة/18 وما بعدها.

وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}السجدة/12، وقال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.الكهف/49

 

الآيات المتعرضة لكتاب يوم القيامة:

قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}الانفطار/10 ـ12

وقال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}ق/17 ـ 18

وقال تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}يونس/21

وقال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}الزخرف/80

وقال تعالى: {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}آل عمران/181

وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا، كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا، وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا}مريم/77ـ80

وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}النساء/81

وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}يس/12

وقال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا}النبأ/ 29

وقال تعالى مسنداً للمجهول:{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}الزخرف/19

وقال تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}التوبة/120ـ 121

لكل أمة أجل وكتاب

إن الفهرس المعتمد في الكتاب الذي بين أيدينا مختص بأمة رسول الله محمد(ص)، وإلا فلكل أمة أجل وكتاب وفهرس خاص بهم، والاختلاف في الكتب والفهارس إنما في الرسول، فأمة نوح(ع) ستكون شهادتهم بالله وبرسوله نوح، وقوم إبراهيم(ع) ستكون بعد شهادتهم بالله برسوله  إبراهيم... ويتبع باقي الأمم هذه الشهادات، ونحن اعتمدنا في هذا الفهرس كتاب أمة رسول الله محمد(ص).

فهرس الكتاب وصحف يوم القيامة

كتاب الحسنات وثوابها، وهي خمسة أبواب وخاتمة:

الباب الأول: التوحيد، والشهادة بـ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

الباب الثاني:  النبوة، والشهادة بـ أن محمداً عبده ورسوله.

الباب الثالث: الإمامة، والشهادة بـ أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد رسول الله إمام حقاً، وأن الأئمة من ولده إلى قائم آل محمد(ص)، هم الذين نصّ عليهم النبي(ص) بأمر من الله تعالى.

الباب الرابع: الواجبات الشرعية المطلوبة منا في الدينا: صلاة، وصيام، وزكاة، والحج، والجهاد، والخمس، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتولي لأولياء الله، والتبري من أعداء الله.

الباب الخامس: صالح الأعمال والاخلاق، ورد أن الدين على ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان، فالإسلام: أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والاعتقاد بالملائكة والرسل والكتب وبيوم القيامة.

والإيمان: الالتزام بكل ما وجب علينا في الدنيا من تكاليف تختص بالشريعة.

والإحسان: فهي الأعمال الصالحات، من خدمة الناس، وقضاء حوائجهم، وحسن الخلق وجبر الخواطر...

الخاتمة:

مغفرة الله ورحمته وشفاعة الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين عليهم السلام.

 

كتاب السيئات: الذنوب والمعاصي وهي خمسة أبواب وخاتمة:

الباب الأول: الموبقات السبعة:

الشرك بالله، الكفر والإلحاد، السحر، قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، أكل الربا مطلقاً، أكل مال اليتيم، الزنا، اللواط، قذف المحصنات، الظلم. وعقوق الوالدين وأنواعه وأقسامه.

الباب الثاني: باب تارك الصلاة، وباقي الواجبات الشرعية، كالصوم والزكاة والحج..

الباب الثالث: باب الكبائر بجميع أنواعه وأقسامه.

الباب الرابع: باب صغائر المعاصي بكل أنواعها وأقسامها.

الباب الخامس: الإساءة لليتيم والمسكين وسوء المعاملة مع الآخرين.

الخاتمة: مظالم العباد اللفظية: السباب، والشتائم، والفحش من القول والكلام البذيء والقذف.. والمعنوية: الغيبة والنميمة والبهتان، والسخرية.. والمادية: الضرب والسرقة..

لا ننسى رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء، وشفاعة النبي(ص) في أمته، وشفاعة الأئمة المعصومين، فيمن يستحقون ومن تشملهم الرحمة من الله والشفاعة من العباد.

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1105
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28