• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : النبيُّ العظيم بين حِقْدِ أعْدائه وحبِّ أبنائه .

النبيُّ العظيم بين حِقْدِ أعْدائه وحبِّ أبنائه

النبيُّ العظيم بين حِقْدِ أعْدائه وحبِّ أبنائه

الهجوم على رسول الله (ص) وعلى الإسلام له تاريخ طويل ابتدأ به كفار قريش، وكان آخره ما حدث في الدنمارك ولا يزال ,  حين نشرت إحدى صحفها صوراً مسيئة للرسول محمد (ص) وكذلك امتدَّت الهجمة على الإسلام بإعادة نشر هذه الصور المسيئة في صحف فرنسا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا  وما سبق ذلك من كتب حاقدة ككتاب آيات شيطانية وكلمات وتصاريح  كاذبة.
ولا ننسى ذلك المخرج الهولندي الذي أخرج فيلماً مسيئاً إلى الرسول الكريم وإلى الإسلام، والذي أثار ضجّة كبيرة. ولا تلك المؤسسة التي أصدرت كتاباً سمته “الفرقان” تزوّر فيه جملاً وكلمات تحريفاً لآيات الله في القرآن الكريم، وطعناً في الإسلام والإيمان والتوحيد.
ولذلك فلا بدَّ أن يقف المسلمون في العالم الإسلامي كله وقفة واحدة، لردِّ هذا الاعتداء المتمادي ، فهو اعتداء على كلِّ مسلم في الأرض، ولإِشعار هؤلاء أنَّ المسلمين ما زالوا أقوياء يفدون دينهم بكل شيء.

 وكل ذلك لا يُنقص من المنزلة العالية لمحمد (ص) عند الله وعند المؤمنين. وقد توعد الله المستهزئين، وذلك بقوله سبحانه وتعالى: “إِنَّا كَفَيْنَاكَ المسْتَهْزِئينَ” (الحجر:95).
إنها قصة التاريخ الممتدّ فمنذ أن بُعِثَ محمد(صلى الله عليه وسلم)، بدأت عداوة المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يؤذيهم أو يعتدي عليهم. دعاهم إلى الله الذي لا إله إلا هو، دعوة سلم وخير. فلم يُجْدِ السلم ولا الخير، وإنما بادروا بالإيذاء والعدوان. وكذلك اليهود الذين عاملهم الرسول أطيب معاملة فقابلوا ذلك بالغدر والحرب والفتن. ومنذ ذلك العهد حتى اليوم فإنَّ الحرب ضدّ الإسلام لم تتوقف، ولن تتوقف.

فقد كان نفر من قريش يستهزئون برسول الله (ص) فأهلكهم الله جميعاً، وقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً” (الأحزاب: 57)
وقد نبَّأنا الله في كتابه الحكيم أنه قد جعل لكل نبيّ عدوّاً من المجرمين، من شياطين الإنس والجن: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ” (الأنعام: 112).
وقد بدأت العداوة لمحمد (ص) من قريش من لحظة ابتعاثه، وبعد ذلك من اليهود، ثمَّ امتدَّ الحقد مع الزمن والى الآن.
وقد كان عتاة الشرك من قريش يصدون الناس عن محمد (ص) والإصغاء إلى القرآن كيلا يدينوا بالإسلام من حيث لا يشعرون
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في الآية 26 من فصلت: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}(فصلت:26)
حتى الوليد بن المغيرة أحد رؤوس الشرك وقف مأخوذاً حين سمع آيات من الذكر الحكيم وقال: سمعت من محمد كلاماً، ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه.
وأفضل السبل لدحض كل شبهة وفرية أن ننشر الإسلام كما هو في واقعه على العالم كله بشتى الأساليب وفي جميع اللغات، لأن الحقيقة إذا ظهرت جلية فعلت فعلها، وأثرت أثرها حتى في نفوس الأعداء ألألداء.

وحَسْبُ الرسول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أنْ مدحه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وأعلى ذكره في الأرض والسماء أبد الدهر ونال ثناءً لم ينله أحد من خلقه. وتدافع الشعراء والمؤمنون يمدحون رسول الله (ص) مديحاً امتدَّ من حياة الرسول الكريم إلى يومنا هذا، وما اجتمع لأحد من خلق الله أن ينال هذا المديح الذي أظهر فيه المؤمنون شديد إيمانهم وعظيم حبِّهم وروائع بيانهم، بما خلد ذكر بعض قائليها وقصائدهم حتى قال قائلهم
وما مدحت محمدا بقصائدي         وإنما بمحمد مدحت قصائدي.

ولعلَّ أول من بدأ بمدح رسول الله (ص) من الشعراء الأعشى الكبير ميمون ابن قيس في قصيدته التي مطلعها:
ألم تَغْتمِضْ عيناك ليلة أرمدا
                      وعادك ما عاد السليم المسهَّدا

وقصيدة كعب بن زهير حين تاب واعتذر وألقى بين يدي رسول الله (ص) قصيدته الرائعة:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
                                      مُتيمّ إثرها لم يُفْدَ مكبول
وقد وصفت أم معبد التي مسح رسول الله (ص) ضرع شاة خلَّفها الجهد، فدرَّت لبناً روي منه الرسول (ص) والذين معه، نجد في وصفها لرسول الله (ص) قطعة أدبيَّة عالية، تقول فيها:
“رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق....، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلَّم سماه وعلاه البهاء....”
ولا يكاد يخلو عصر من أحد  من الشعراء  الذين أفرغوا جميل ما عندهم في مديح سيّد الخلق.
ولم يقتصر مديح الرسول (صلى الله عليه وسلم) على المسلمين، فإنَّ عدداً من الشعراء غير المسلمين مدح الرسول المصطفى (ص) مثل الشاعر القروي رشيد سليم خوري، ورشيد أيوب، ورياض المعلوف .


 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=112
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18