• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : المدح والقدح .

المدح والقدح

المدح والقدح

 

الشيخ محمد جواد مغنية


"ليس بعاقل من انزعج بقول الزور فيه، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه"
كذوب وجهول، هذا يمدح وذاك يقدح، والشهادة عن جهل تماماً كشهادة الزور، كلتاهما بمنزلة سواء من حيث الرد وعدم القبول، وإذن علام الرضا والغضب؟ وهل يقاس المرء بعمله وعمله أو بالقال والقيل من الجهلة والسفلة؟
قال الصادق عليه السلام: "لا يصير العبد خالصاً لله حتى يصير المدح والذم عنده سواء، لأن الممدوح لا يصير مذموماً بذكر الناس، وكذلك المذموم"
وقال ولده الإمام الكاظم عليه السلام: "لو كان في يدك جوزة وقال الناس: هي لؤلؤة ماذا ينفعك؟ ولو كان في يدك لؤلؤة وقالوا: هي جوزة ماذا يضرك؟
ولا يرتاب في ذلك عاقل على وجه الأرض، ولكن فريقاً من الأغبياء يحبون المديح لذاته ويجعلونه هدفاً يسعون إليه بأغلى ثمن حتى مع علمهم بكذب المادح ونفاقه فإن لم يجدوا أحداً يثني أثنوا على أنفسهم، وقد عرفت الكثير من هؤلاء، وأيضاً غيري يعرف عدداً أكثر وأوفر، وما لهذا الفريق من علاج ما داموا لا يسألون أنفسهم ماذا يجب أن يقولوا ويفعلوا.
وبأي شيء تُقنع من يصف نفسه بأضخم الألقاب، وينشرها على الغلاف إن كتب ونشر، يتوقع منك أن تنعته بها إذا عرّفت به أو أرسلت له خطاباً وإلا فقد بخست حقه وأشياءه! وما من شك أن الكبير النبيل لا يأبه للألقاب لأنها قشور، ولا يعتمد إلا على خالقه وجهده وجهاده.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي أصحابه أن لا يبالغوا في تعظيمه، ويكرر عليهم: إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله، ومن أحاديثه: "رأس التواضع أن تكره المديح بالبر والتقوى... أحثوا التراب في وجوه المادحين.... من طلب الرياسة هلك".
وحين قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أنا سيد ولد آدم عقب بكلمة(ولا فخر) أي لا أقول هذا تفاخراً، لأني لا أفتخر إلا بطاعة الله سبحانه


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=136
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19