• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : المهديُّ في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة .

المهديُّ في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة

 المهديُّ في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة

 هناك العديد من الآيات القرآنيّة التي تشير إلى موضوع الإمام المهديّ المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وتشرح العديد من المفاهيم الأساسيَّة المتعلّقة به وبزمانه ومرحلته   .

بقيّة الله

  هو بقيّة الله في أرضه، بمعنى أنّه يمثّل الخطّ الإلهيّ على هذه البسيطة، وقد ورد في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام وهو يتحدّث عن الإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف وعن ظهوره: "فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، فأوّل ما ينطق به هذه الآية ﴿بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾2، ثمّ يقول :"أنا بقيّة الله وخليفته وحجّته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلمٌ إلا قال: السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه"3.

وعد الله

يقول تعالى ﴿ولَقَدْ كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ﴾4، وفي الرواية عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿ولَقَدْ كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ﴾, إنّه عليه السلام قال: "هم القائم وأصحابه"5.

وكذلك يقول تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيْبُ اَلْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُوءَ ويَجْعَلُكُمْ خُلَفآءَ اَلْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اَللهِ قَلِيْلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾6، حيث ورد في الرواية عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمَّد الصادق عليه السلام قال: "إنّ القائم عجل الله فرجه الشريف إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل القبلة الكعبة ويجعل ظهره إلى المقام ثمّ يصلّي ركعتين ثمّ يقوم فيقول: يا أيّها الناس أنا أولى الناس بآدم عليه السلام، يا أيّها الناس أنا أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، يا أيّها الناس أنا أولى الناس بإسماعيل عليه السلام، يا أيّها الناس أنا أولى الناس بمحمَّد صلّى الله عليه وآله وسلّم. ثمّ يرفع يديه إلى السماء ويدعو ويتضرّع حتّى يقع على وجهه، وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿أَمَّنْ يُجِيْبُ اَلْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُوءَ ويَجْعَلُكُمْ خُلَفآءَ اَلْأَرْضِ أَءِلاهٌ مَعَ اَللهِ قَلِيْلاً مَا تَذَكَّرُون﴾"7.

يقول تعالى  مبشراً  ان هذا  الدين  هو الذي سيتحقّق به الانتصار والبقاء،: ﴿هُو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِاَلْهُدَى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدينِ كُلِّهِ وَلَوْكَرِهَ الْمُشْرِكُون﴾8.  

تشير الروايات إلى الزَّمن الذي سيتحقّق فيه ذلك، حيث ورد في الرواية عن الإمام جعفر بن محمَّد الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿هُو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِاَلْهُدَى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدينِ كُلِّهِ وَلَوْكَرِهَ الْمُشْرِكُون﴾, قال عليه السلام: "والله ما يجيء تأويلها حتَّى يخرج القائم المهديّ "9.

وأخيراً هناك آية تشير إلى الإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف وما سيمُنُّ الله تعالى عليه من النصر، وهي قوله تعالى ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾10، حيث ورد في الرواية عن الإمامين محمَّد الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام أنّهما قالا: "إنّ هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان، ويبيد الجبابرة والفراعنة، ويملك الأرض شرقاً وغرباً، فيملأها عدلاً كما ملئت جورا"11.

اما  الأحاديث الواردة عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). والواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فقد فاقت حدّ التواتر.

وقد جمع الشيخ لطف اللَّه الصافي في كتابه (( منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر )) الأحاديث الواردة حول الإمام المهدي من كتب الفريقين السنة والشيعة فبلغت (6277) حديثاً([1]).

وقال الشيخ ابن تيمية: (( إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم )) ([2]).

وتحت عنوان: (( خروج المهدي حقيقة عند العلماء )) ذكر المحدث السلفي المعاصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أسماء ستة عشر عالماً من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي5

ونقل عن السفاريني الحنبلي قوله:

(( من أشراط الساعة التي وردت فيها الأخبار وتواترت في مضمونها الآثار من العلامات العظمى وهي أولها أن يظهر الإمام المهدي المقتدى بأقواله وأفعاله الخاتم للأئمة فلا إمام بعده، كما أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الخاتم للنبوة والرسالة فلا نبي ولا رسول بعده )) ([3]).

فخروج المهدي المنتظر آخر الزمان مسألة ثابتة عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم إلا من شذ منهم، لورود خبرها من جهة يؤمن العقل بصدقها، ولأنها جاءت بطرق صحيحة مقبولة شرعاً وعقلاً.

كما يتفق علماء المسلمين على أن المهدي من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ولد فاطمة الزهراء(عليها السلام) لكن هناك اختلافاً في تفاصيل هذه العقيدة، كسائر العقائد الإسلامية التي تتعدد المدارس والمذاهب الكلامية في بعض جوانبها وتفاصيلها كالتوحيد والنبوة والمعاد. ويأخذ كل فريق بما يصح ويثبت لديه.

ويعتقد الشيعة الإمامية أن الإمام المهدي الذي بشّر رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بخروجه، قد ولد في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255هـ، وأبوه الإمام الحسن العسكري، من نسل الإمام الحسين بن علي وفاطمة، وأنه لا زال ينتظر أمر اللَّه تعالى لممارسة دوره العالمي، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

1- المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 5، ص166

2- هود:86

3- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 331

4- الأنبياء: 105

5- القندوريّ، ينابيع المودة لذوي القربى، ج 3 ص 243

6- النمل: 62

7- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 59

8- الصفّ: 9     

9- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 324

10- القصص: 5

11- الشيخ علي كوراني العامليّ، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، ج5، ص 324

([1]) الصافي: لطف اللَّه، منتخب الاثر، الطبعة الثانية 1385هـ مركز الكتاب، طهران – ايران.

([2]) ابن تيمية الحراني: شيخ الإسلام أحمد، منهاج السنة ج4 ص211 الطبعة الأولى، المطبعة الكبرى الأميرية - مصر 1322هـ.

([3]) البرقاوي: يوسف بن عبد الرحمن، عقيدة الامة في المهدي المنتظر، مجلة البحوث الإسلامية عدد49 ص304-305.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=419
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29