• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : من أعمالُ شهرِ شعبان .

من أعمالُ شهرِ شعبان

   من أعمالُ شهرِ شعبان

 

 لهذا الشهر المبارك شأن عظيمٌ وفضلٌ كبير، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة: «يا أهلَ يثربَ إنّي رسولُ رسولِ الله إليكم، ألا إنّ شعبان شهري، فرحِم اللهُ من أَعانني على شهري».
 
من مستحبات شهر شعبان

1 _ الصَّوم  

1) عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «ما فاتني صَوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله صلّى الله عليه وآله ينادي في شعبان، فلن يفوتني أيّام حياتي صومُ شعبان إن شاء الله تعالى»

ثمّ كان عليه السلام يقول: «صوم شهرَين متتابعَين توبة من الله».
2) عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «مَن صام شعبان كان طهوراً له من كلّ زلّة ووصمَة وبادرة، قال الرّاوي: وما الوصمة؟ قال عليه السلام: اليمينُ في المعصية والنّذر في المعصية، قال الرّاوي: فما البادرة؟ قال عليه السلام: اليمينُ عند الغضب، والتّوبةُ منها النّدم عليها».
3) وعنه عليه السلام قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يصوم شعبان ورمضان يَصِلهما، وكان يقول: هما شهرا الله، وهما كفّارة لما قبلهما وما بعدهما من الذُّنوب».
 4) وعنه عليه السلام: «مَن صام أوّل يوم من شعبان وَجَبت له الجنّة البتّة، ومَن صام يومين نظر الله إليه في كلّ يوم وليلة في دار الدّنيا ودام نظرُه إليه في الجنّة، ومَن صام ثلاثة أيّام زار اللهَ في عرشه في (من) جنّته في كلّ يوم».
2- الصّلاة على محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله، والإستغفار، والتهليل:

3) المناجاة الشعبانيّة
 4) الصّدقة، عن الإمام الصّادق عليه السلام: «مَن تصدَّق بصدقةٍ في شعبان، ربَّاها الله عزَّ وجلَّ له كما يربِّي أحدكم فصيلَه [الصِّغار من الإبل]، حتّى توافي يوم القيامة وقد صارت له مثل جبل أُحُد».
5) بعض الصلوات  


  فضلُ ليلة النّصف من شعبان :

لقد اقتضت المشيئة الربّانية أن تجعل ليلة 15 شعبان ليلة ولادة خاتم الأوصياء عليهم السلام

وهي ليلة بالغة الشرف ، سئل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال ( عليه السلام ) : ( هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، ويغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنّها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه ، أن لا يردّ سائلاً فيها ، ما لم يسأل المعصية ، وإنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت  بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى ، والثناء عليه ..)

وهي ليلةٌ مَن أحياها لم يَمُت قلبُه يوم تموت القلوب كما يقول خاتم الرسل صلى الله عليه وآله وسلم.

هي ليلة هبط فيها جبرائيل الأمين عليه السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم فسأله: يا محمّد أتنام في هذه الليلة؟! فقال صلى الله عليه وآله وسلم متسائلا: وما هذه الليلة؟ قال جبرائيل: هي ليلة النصف من شعبان. قُم يا محمّد! ثمّ ذهب جبرائيل بخاتم الرسل إلى البقيع فقال له: إرفع رأسك، فإنّ هذه الليلة تُفتح فيها أبواب السماء، فيفتح فيها باب الرحمة، وباب الرضوان، وباب المغفرة، وباب الفضل، وباب التوبة، وباب النعمة، وباب الجود، وباب الإحسان... فأحيِها يا محمّد، وأمُرْ أمّتك بإحيائها والتقرّب إلى الله تعالى بالعمل فيها.
_ وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لإحدى زوجاته: «أمَا تعلمين أيّ ليلةٍ هذه؟ هذه ليلةُ النّصف من شعبان، فيها تُقسَم الأرزاق، وفيها تُكتَب الآجال، وفيها يُكتب وفدُ الحاجّ، وإنَّ الله تعالى ليغفر في هذه اللّيلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى [بني] كلب، ويُنزل الله تعالى ملائكته من السّماء إلى الأرض بمكّة..».
_  سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النّصف من شعبان، فقال: «هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنحُ الله العبادَ فضلَه ويغفر لهم بمنِّه، فاجتهدوا في القُربة إلى الله تعالى فيها، فإنّها ليلةٌ آلى اللهُ عزَّ وجلَّ على نفسه أن لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله معصية، وإنّها اللّيلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيِّنا عليه السلام، فاجتهدوا في الدّعاء والثّناء على الله؛ فإنّه مَن سبَّح الله تعالى فيها مائة مرّة، وحمدَه مائة مرّة، وكبّرَه مائة مرّة، غفر الله له ما سلف من معاصيه وقضى له حوائج الدّنيا والآخرة ما التمسه، وما علم حاجتَه إليه وإنْ لم يلتمسه، منّةً وتفضُّلاً على عباده».
_  وعن الإمام الرضا عليه السلام: «هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النّار، ويغفر فيها الذُّنوب الكبار».
_  وعنه عليه السلام: «وأكثِر فيها من ذكر الله تعالى ومن الإستغفار والدّعاء، فإنَّ أبي عليه السلام كان يقول: الدّعاء فيها مستجاب. قلت [الراوي]: إنَّ النّاس يقولون: إنّها ليلة الصّكاك [الأوراق التي تنزل من السماء]، فقال: تلك ليلة القدر في شهر رمضان».

ولعظيم شرفها فقد وردت فيها مستحبات وأعمال كثيرة، منها:
1) الغُسل: عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «صوموا شعبان واغتسلوا ليلة النّصف منه، ذلك تخفيفٌ من ربّكم».
2) إحياء اللّيلة حتى الصباح: روى زيد بن عليّ [زين العابدين] عليهما السلام، قال: «كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يجمعنا جميعاً ليلة النّصف من شعبان، ثم يجزِّئ اللّيل أجزاء ثلاثاً؛ فيُصلّي بنا جزءاً، ثمّ يدعو ونؤمِّن على دعائه، ثمّ يستغفر الله ونستغفره ونسأله الجنّة حتى ينفجر الصّبح».
3) زيارة أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليهما السلام:: «مَن زار قبر الحسين عليه السلام في النّصف من شعبان غُفرت له ذنوبه، ولم تُكتب عليه سيّئة في سنتِه حتّى يحول عليه الحَول، فإنْ زاره في السّنة الثّانية غُفرت له ذنوبُه».
ب) عن أبي عبد الله الصّادق عليه السلام: «مَن زار قبر الحسين بن عليّ عليهما السلام ثلاث سنين متواليات لا يفصل بينهنّ في النّصف من شعبان، غُفرت له ذنوبه البتّة».
 
  5) الدّعاء:
  
أ) أللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَلا مُعَقِّبَ لآياتِكَ، نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَالعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياء الدَيْجُورِ، الغائِبُ المَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَالله ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إذا آنَ مِيعادُهُ وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذِي لا يَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو وَذُو الحِلْمِ الَّذِي لا يَصْبُو، مَدارُ الدَّهْرِ وَنَوامِيسُ العَصْرِ وَوُلاةُ الأمْرِ وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةَ القَدْرِ وَأَصْحابُ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ تَراجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.
أللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، أللّهُمَّ وَأدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ وَاجْعَلْنا مِنْ أنْصارِهِ وَاقْرِنْ ثَأْرَنا بِثَأْرِهِ، وَاكْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ وَأحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ وَمِنَ السُّوءِ سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ، وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ.

ب) دعاء كميل وهو دعاء الخضر عليه السلام: رُوي أنَّ كميل بن زياد النّخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدّعاء في ليلة النّصف من شعبان: أللّهمَّ إنّي أسألك برحمتك التي وسِعت كلَّ شيء، وبقوّتك التي قهرتَ بها كلَّ شيء وخضعَ لها كلُّ شيء، وذلَّ لها كلُّ شيء، وبجبروتِك التي غلبتَ بها كلَّ شيء، وبعزَّتك التي لا يقومُ لها شيء..
قال السيّد ابن طاوس في (الإقبال): ووجدتُ في رواية أخرى ما هذا لفظها: قال كميل بن زياد: كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه، فقال بعضهم: ما معنى قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فيها يفرق كلّ أمر حكيم﴾ الدّخان:4؟ قال عليه السلام: ليلة النّصف من شعبان، والذي نَفْسُ عليٍّ بيدِه، إنّه ما من عبدٍ إلّا وجميع ما يجري عليه من خير وشرّ مقسوم له في ليلة النّصف من شعبان إلى آخر السّنة في مثل تلك اللّيلة المقبلة، وما من عبدٍ يُحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلّا أُجيبَ له.
فلمّا انصرفَ طرقتُه ليلاً، فقال عليه السلام: ما جاءَ بك يا كُمَيل؟ قلت: يا أمير المؤمنين، دعاءُ الخضر، فقال: اجلس يا كُميل، إذا حفظتَ هذا الدّعاء فادعُ به كلّ ليلةِ جمعة أو في الشّهر مرّة أو في السّنة مرّة أو في عمرك مرّة تُكفى وتُنصر وتُرزق ولن تُعدَم المغفرة، يا كُميل أَوجبَ لك طولُ الصّحبة لنا أن نجود لك بما سألت، ثمّ قال :أُكتُب: أللّهمَّ إنّي أسألُك برحمتك التي وسعت كلّ شيء.. الدّعاء.
 6) ومن الصلوات:
أ) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن تطهّر ليلة النّصف من شعبان فأحسن الطُّهر ولَبِس ثوبين نظيفين، ثمّ خرج إلى مصلّاه فصلّى العشاء الآخرة، ثمّ صلّى بعدها ركعتين يقرأ في أوّل ركعة الحمد وثلاث آيات من أوّل البقرة، وآيةَ الكُرسي، وثلاث آيات من آخرها [سورة البقرة]، ثمّ يقرأ في الركعة الثانية الحمد و(قل أعوذ بربِّ الناس) سبع مرّات، و(قل أعوذ بربِّ الفلق) سبع مرّات، و(قل هو الله أحد) سبع مرّات، ثمّ يسلّم ويصلّي بعدها أربع ركعات، يقرأ في أوّل ركعة يس، وفي الثانية حم الدّخان، وفي الثالثة ألم السّجدة، وفي الرابعة (تبارك الذي بيده المُلك)، ثمّ يصلّي بعدها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (قل هو الله أحد) عشر مرّات والحمد مرّة واحدة، قضى الله تعالى له ثلاث حوائج، إمّا في عاجل الدّنيا أو في آجل الآخرة، ثمّ إنْ سأل أن يراني مِن (في) ليلتِه رآني».
ب_  صلاة جعفر بن أبي طالب (ع)

 وعن الإمام الرضا عليه السلام: «..إنْ أحببتَ أن تتطوَّع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام..».
 
ج صلاة النّصف من شعبان المرويّة عن الصادقَين عليهما السلام: «إذا كان ليلة النّصف من شعبان، فصلِّ أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، وقل هو الله أحد مائة مرّة، فإذا فرغت فقُل:
أللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذابِكَ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، أللّهُمَّ لا تُبَدِّلْ إسْمِي وَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلا تُجْهِدْ بَلائِي وَلا تُشْمِتْ بِي أَعْدائِي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ القائِلُونَ، ثمَّ ادعُ بما أَحببتَ».
   
دعاء في آخر ليلة من شعبان:

 كانَ الإمام الصّادق عليه السلام يدعو في آخر لَيلَةٍ مِن شَعبان وأوّل لَيلَة مِن شهر رمضان:
أللَّهمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَ (وشَكَرَهُ وسَتَرَ الكثيرَ وغَفَرَهُ إغفِر لي الكثير من معصيَتِكَ واقبَلْ منِّي اليسيرَ في طاعتِك) الكَثِيرَ إقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ.
أللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً يا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ عَفا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بارْتِكابِ المَعاصِي، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا كَرِيمُ. إِلهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ محارِمِكَ (المعاصي) فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَما عُذْرِي فَاعْفُ عَنِّي يا كَرِيمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
أللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ (العفو) مِنْ عِنْدِكَ يا أَهَلَ التَّقْوى وَيا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
أللَّهمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وابْنُ عبدِكَ وابْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنى وَالبَرَكَة عَلى العِبادِ، قاهِرٌ (قادرٌ) مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ، وَقَسَمْتَ أَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، (أللَّهمَّ لا) وَلا يَعلَمُ العِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ (يقدّر) العِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ، وَاجَعَلْنِي مِنْ (صالحِ) صالِحِي خَلْقِكَ فِي العَمَلِ وَالأمَلِ وَالقَضاء وَالقَدَرِ.
أللَّهمَّ أَبْقِنِي خَيْرَ البَقاءِ، وَأَفْنِنِي خَيْرَ الفَناءِ عَلى مُوالاةِ أَولِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ وَالوَفاءِ (والوَقار) وَالتَّسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ صلواتك عليه وآله.
أللَّهمَّ ما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيْبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ (أو مرَحٍ) أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ (أو فخرٍ) أَوْ خُيَلاَء أَوْ رِياء أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ كُفْرٍ (كِبْرٍ) أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيءٍ لا تُحِبُّ، فأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَرِضىً بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا، وَرَغْبَةً فِي ما عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً وَطُمْأَنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، بمنِّكَ ورحمتِكَ يا أرحم الراحمين ويا ربَّ العالمين.
إِلهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى (فكأنَّك لم تَرَ)، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ أَرْضِكَ فَكُنْ عَلَيْنا بِالفَضْلِ جَواداً (جوّاداً)، وَبِالخَيْرِ عَوَّاداً، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ (يُقدّر) قَدْرَها غَيْرُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=420
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28