• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : حياة القلب .

حياة القلب

 حياة القلب

 أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ، فَانْظُر فيْمَا فَعَلُوا عَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا! فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأََحِبَّةِ، وَحَلُّوا دِيَار َالْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ.

الأمر الأول: أسباب الظلمات ورفعها:

1- حب الدنيا:

إن التعلق بالدنيا وحبها يفسد القلب

هذه الدنيا ليست هي الهدف والغاية عن الإمام علي عليه السلام : "أَعرَفُ الناس بالزهادة من عرف نقص الدنيا .

وهناك رواية عن الإمام الصادق عليه السلام يشرح فيها معالم الزهد: "الزهد مفتاح باب الآخرة، والبراءة من النار، وهو تركك كل شيء يشغلك عن الله، من غير تأسف على فوتها، ولا اعجاب في تركها، ولا انتظار فرج منها، ولا طلب محمدة عليها، ولا عوض منها، بل ترى فوتها راحة وكونها آفة، وتكون أبداً هارباً من الآفة، معتصماً بالراحة"

2- ارتكاب المعاصي:

﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾11.

﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَِ﴾12.

3- ترك الجهاد في سبيل الله:

﴿ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَِ﴾14.

الذي يعيد الحياة للقلب، المشاركة في الجهاد،لذلك نجد الإنسان المجاهد أكثر نوراً، وألين قلباً، وأقرب إلى الله تعالى.

4- التخلي عن الفرص الإلهية:

﴿ِتِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾15.

ثانياً: بعث النور في القلب من جديد

للقلب حياة وموت، وأما لو كان القلب حياً فإن سائر أعضاء هذا الجسد سوف تنبض بالحياة "القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده".

1ـ ذكر الله:

2- الحكمة:

﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾19.

الإمام الصادق عليه السلام: "إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم".

في حديث المعراج: "يا أحمد ! إن العبد إذا أجاع بطنه وحفظ لسانه علمته الحكمة، وإن كان كافراً تكون حكمته حجة عليه ووبالاً، وإن كان مؤمناً تكون حكمته له نوراً وبرهاناً وشفاءً ورحمةً، فيعلم ما لم يكن يعلم ويبصر ما لم يكن يبصر، فأول ما أبصره عيوب نفسه حتى يشتغل عن عيوب غيره، وابصره دقائق العلم حتى لا يدخل عليه الشيطان"20.

3ـ  الموعظة:

في الوصية "أحي قلبك بالموعظة... وذلّله بذكر الموت، وقرره بالفناء. وبصره فجائع الدنيا".

والموعظة هي التذكير بالآخرة وبالمصير الذي لا بد وأن يصل إليه كل إنسان، : "إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي، فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي".

ثالثاً: تقوية القلب

على الإنسان أن يصنع للقلب دفاعات وحواجز تقيه وتحرسه أشار إليها الإمام عليه السلام في وصيته:

1- التذكير:

"اعرض عليه أخبار الماضين، وذكره بما أصاب من كان قبلك من الأولين، وسر في ديارهم وآثارهم".

قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾21.

وفي موضع آخر من نهج البلاغة: "واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الأفعال، وذميم الأعمال، فتذكروا في الخير والشر أحوالهم، واحذروا أن تكونوا أمثالهم فإذا تفكرتم في تفاوت حاليهم فالزموا كل أمر لزمت العزة به شأنهم وزاحت الأعداء له عنهم، ومدت العافية به عليهم، وانقادت النعمة له معهم، ووصلت الكرامة عليه حبلهم من الاجتناب للفرقة واللزوم للألفة والتحاض عليها، والتواصي بها، واجتنبوا كل أمر كسر فقرتهم وأوهن منتهم، من تضاغن القلوب، وتشاحن الصدور وتدابر النفوس، وتخاذل الأيدي..."

2- التحذير:

"وحذره صولة الدهر وفحش تقلّب الليالي والأيام": تتقلب به الأيام من حال إلى حال، وهذا الاختلاف يصفه أمير المؤمنين بأنه يكون فاحشاً، أي كبيراً وعظيماً، لا يسيراً وسهلاً.

وعن الإمام الصادق عليه السلام : "ما أعطي عبد من الدنيا إلا اعتبارا، وما زوي عنه إلا اختبارا"23.

هوامش

 1- البقرة:204

2- آل عمران:7

3- البقرة: 10

4- البقرة: 74

5- البقرة: 6-7

6- التوبة:124-125

7- آل عمران: 8

8- الكهف: 28

9- علي بن محمد الواسطي- عيون الحكم والمواعظ- ص 122.

10- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث   - ج 2 ص 1168.

11- المطففين: 14

12- الأعراف:100

13- التوبة:77

14- التوبة:86 - 87

15- الأعراف:101

16- كنز العمال: 1223، 1205.

17- الأنفال:2

18- الريشهري محمد ميزان الحكمة دار الحديث ,   ج 4 ص 3714.

19- البقرة:269

20- الريشهري محمد ميزان الحكمة دار الحديث ,   ج 1 ص 673

21- آل عمران:137

22- نهج البلاغة: الخطبة 192

23- الكليني الكافي -   مؤسسة أهل البيت: ج2 / ص 261 / حديث 6

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=669
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28