• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : فاطمة الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى .

فاطمة الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى

 

فاطمة الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى 

الصادق عليه السلام: (وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرونُ الأُولى)  

 ما معنى هذه الكلمة: ”وعلى معرفتها - السيدة الزهراء - دارت القرون الأولى“؟  

هذا الكلام له معينان

المعنى الأولى: ما بعث الله نبيًا ولا رسولا في القرون السابقة منذ النبي آدم على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام إلى يوم النبي محمد إلا وألهمه معرفة السيدة الزهراء، ”على معرفتها دارت القرون الأولى“ لأن النبوة متقومة بمعرفة الله، لا يمكن أن يكون الإنسان نبيًا حتى يكون عارفًا بربه

 النبوة متقومة بمعرفة الله

ومعرفة الله متقومة بمعرفة مظاهر قدرته، مظاهر عزته وعظمته

 ومن أوضح مظاهر عظمته وقدرته فاطمة الزهراء

 فالنبوة متقومة بمعرفة الله، ومعرفة الله متقومة بمعرفة وجهه

 هناك وجه لله ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)

 هناك وجه الله ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ «26» وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ )

ما هو وجه الله؟ وجه الله وجوده الظلي، ووجوده الظلي هو الوجود الذي يحكي عظمته، ويحكي قدرته، ويحكي إبداعه، والوجود الذي يحكي عظمته وقدرته وإبداعه هو محمد وآل محمد، وأوضح مصداق لذلك فاطمة الزهراء

 إذًا ما بعث نبي ولا رسول ولا ألهم وصي إلا بمعرفتها لأن معرفتها طريق إلى معرفة الله، والنبوة متقومة بمعرفة الله، هذا الوجه الأول.

 

الوجه الثاني:

هذا الكون كله بأسره، هذا الوجود كله من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة لماذا خلق؟

 ما هو الهدف من خلقه؟

 الهدف من خلقه معرفته بربه

 من أين نعرف هذا؟ من قوله تعالى ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ )

 لا يوجد شيء إلا وله علاقة بربه ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ﴿قَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾

 كل شيء في الوجود خلق لكي يتعرف على خالقه، فهو يسبح بحمد خالقه

ومعرفة الخالق لها طرق، ومعرفة الخالق لها مجالات وسبل ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا معرفة الخالق لها طرق، لها سبل، لها مجاري

 ومن مجاري معرفته وسبل معرفته وسبل الوصول إليه معرفة السيدة الزهراء، معرفتها طريق إلى معرفة الله، فإذا كان الهدف من الوجود كله معرفة الله، ومعرفة الزهراء طريق إلى معرفة الله، إذًا هذا الوجود كله من أصغر ذرة إلى أعظم مجرة تعرف على ربه عن طريق معرفة السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، ”وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.

ولذلك ورد في الحديث الشريف: ”إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها“ يعني عن الوصول إلى كنه حقيقتها صلوات الله وسلامه عليها.

في الدعاء: «اللهم بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها»  

 ما هو السر المستودع فيها؟  

كنه حقيقتها، سر الإنسان كنه حقيقته.

نقول «قدس سره» ما هو سره؟ سره كنه شخصيته، كنه كيانه، كنه شخصية الزهراء، كنه حقيقتها سر مستودع فطم الخلق عن معرفته ”إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها

الكلمة مظهر لشخصية الإنسان، كلمة المتكلم مظهر لشخصيته، فالكلمة متقومة بحيثية المظهرية

 لذلك ترى القرآن الكريم يطلق الكلمة في موارد المظهرية

مثلا القرآن الكريم يقول ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

 كلمات الله هي الوجود، هذا الوجود هو كلام الله، لأن هذا الوجود مظهر لله، لعظمته، لإبداعه، فهذا الوجود هو كلامه، هذا معنى كلمات ربي.

﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ) يعني المسيح كان مظهرًا لعظمة الله ولقدرته تبارك وتعالى.

 لذلك فالسيدة الزهراء كلمة الله، وأهل البيت كلمات الله، لأنهم مظاهر لعظمته وقدرته، وفي الزيارة الجامعة: «السلام على كلماته التامة» هم كلماته لأنهم مظاهر عظمته جل وعلا.

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=785
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28