• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : استراحة اللقاء .
                          • رقم العدد : العدد الخامس والثلاثون .

استراحة اللقاء

استراحة اللقاء

إعداد هيئة التحرير

شذرات من أقوال الأئمة ع ومواعظهم‏

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص‏)  لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ إِلَّا عَالِمٌ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْخَمْسِ إِلَى الْخَمْسِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ وَ مِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ و مِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ.

ومن وصايا أمير المؤمنين (ع) لابنه الامام الحسن(ع)

أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ، فَانْظُر فيْمَا فَعَلُوا عَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا! فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ، وَحَلُّوا دِيَار الْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ.

 

 

بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه ‏

يَا بُنَيَّ أَقِلَّ الْكَلَامَ وَاذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فِي كُلِّ مَكَانٍ فَإِنَّهُ قَدْ أَنْذَرَكَ وَحَذَّرَكَ وبَصَّرَكَ وَعَلَّمَكَ .

يَا بُنَيَّ اتَّعِظْ بِالنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ النَّاسُ بِكَ .

يَا بُنَيَّ تَعَلَّمْتَ بِسَبْعَةِ آلَافٍ مِنَ الْحِكْمَةِ فَاحْفَظْ مِنْهَا أَرْبَعَةً وَمُرَّ مَعِي إِلَى الْجَنَّةِ أَحْكِمْ سَفِينَتَكَ فَإِنَّ بَحْرَكَ عَمِيقٌ وَخَفِّفْ حَمْلَكَ فَإِنَّ الْعَقَبَةَ كَئُودٌ وَ أَكْثِرِ الزَّادَ فَإِنَّ السَّفَرَ بَعِيدٌ وَ أَخْلِصِ الْعَمَلَ فَإِنَّ النَّاقِدَ بَصِير.

 

من هو المؤمن ؟

 قال الله تعالى : (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) الأنفال: 2 - 4

قال الإمام علي (عليه السلام): المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور، صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلته، سهل الخليقة، لين.العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد.

 

 

بلاغة امرأة

دخلت امرأة على هارون العباسي وعنده جماعة من وجوه أصحابه، فقالت: يا أمير المؤمنين: أقر اللّه عينك، وفرحك بما آتاك، و أتم سعدك لقد حكمت فقسطت، فقال لها: من تكونين أيتها المرأة. فقالت: من آل برمك ممن قتلت رجالهم، و أخذت أموالهم، و سلبت نوالهم.

فقال: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر اللّه، ونفذ فيهم قدره، وأما المال فمردود إليك، ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه، فقال: أتدرون ما قالت هذه المرأة، فقالوا : ما نراها قالت إلا خيرا. قال: ما أظنكم فهمتم ذلك، أما قولها أقر اللّه عينك، أي أسكنها عن الحركة، وإذا سكنت العين عن الحركة عميت،

وأما قولها: و فرّحك بما آتاك، فأخذته من قوله تعالى: حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً .

وأما قولها: و أتم اللّه سعدك، فأخذته من قول الشاعر

إذا تمّ أمر بدا نقصه   ترقّب زوالا إذا قيل، تم‏

 وأما قولها لقد حكمت فقسطت، فأخذته من قوله تعالى: أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً . فتعجبوا من ذلك.

 

اللجأ الى الله

فقيرا جئت بابك يا إلهي ولست إلى عبادك بالفقير
غني عنهم بيقين قلبي وأطمع منك في الفضل الكبير
إلهي ما سألت سواك عونا فحسبي العون من رب قدير
إلهي ما سألت سواك عفوا فحسبي العفو من رب غفور
إلهي ما سألت سواك هديا فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يا إلهي فمن عوني سواك ومن مجيري؟

 

القِلَّةُ معها السّلامةُ

ماءٌ وخبزٌ وظِلّ   ذاك النعيمُ الأجَلُّ

كفرتُ نعمةَ ربِّي  إنْ قلتُ إني مُقلُّ

اكرام الضيف

وقدْ قال حاتمٌ في أبياتٍ لهُ جميلةٍ ، وهو يُوصِي خادمهُ أنْ يلتمس ضيفاً يقولُ

أوقدْ فإنَّ الليل ليلٌ قرّ    إذا أتى ضيفٌ فأنت حُرُّ

ويقول لامرأته

إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ   أكيلاً فإني لستُ آكلُهُ وحدي

 

فروقات لغوية

(بلى و نعم) فإن بلى جواب عن الاستفهام بحرف النفي كقول‏ القائل: ألم تفعل كذا؟ فيقول صاحبه: بلى، كقوله عزّ وجلّ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏[1]

و أمّا نعم فهو جواب عن الاستفهام نحو هل، كقوله سبحانه: فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ‏.

وقال الفراء: «بلى» لا يكون إلّا جوابا عن مسألة يدخلها طرف من الجحد. وحكي عنه أنه قال: لو قالت الذريّة- عند ما قيل لهم: ألست بربكم-: نعم، بدل قولهم: بلى، لكفروا كلّهم.

الفرق بين السؤال والاستخبار:

الاستخبار طلب الخبر فقط، والسؤال يكون طلب الخبر أو طلب الأمر والنهي وهو أن يسأل السائل غيره أن يأمره بالشيء أو ينهاه عنه.

والسؤال والأمر سواء في الصيغة ويختلفان في الرتبة، فالسؤال يأتي من الأدنى رتبة والأمر من الأرفع فيها

الفرق بين السؤال والاستفهام: الاستفهام يكون لِما جهِله المستَفهم أو يشكّ فيه، والسؤال يجوز أن يكون السائل يسأل عمّا يعلم أو عمّا لا يعلم.

 

لماذا سمّي يوم القيامة بيوم التغابن؟

إنّ الغبن في البيع أو الشراء هو ظهور الخديعة والغلبة، غبن فلانا نقّصه في الثمن وغيره، فهو غابن وذاك مغبون‏، والتغابن من التفاعل أي أنّ كل فرد أو طرف يسعى لإيقاع الغبن بالآخر

وسمّيت الآخرة بذلك لان لكلّ إنسان خلقه اللّه منزلين في الآخرة، أحدهما في الجنة والآخر في النار، فإذا أفلح أن يكون أهلا للجنة ملك قصوره فيها وورث أهل النار منزله فيها، كما يرث منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة، وذلك قوله تعالى أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏ ، ويومئذ يظهر الغبن لدى أهل النار بخسرانهم الجنة ووقوعهم في الخسارة بدخول جهنم، ولأنّ المؤمنين يرثون منازلهم في الجنة فكأنّهم أوقعوا بهم الغبن.

فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ‏: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْراً، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيْزَدَادَ حَسْرَة.

انّ أساس الغبن في الدنيا، لأنّ الدنيا هي دار العمل، ولكنّ ظهوره لا يكون إلّا في الآخرة ولا يسمّى الغبن غبنا إلّا بعد أن يظهر للناس جليّا.

 

مَثَلٌ لِمَن نقض عهدَه

﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، هذه امرأةٌ خرقاءُ كانت بمكة، كلَّما غزلتْ شيئًا نقضتْه بعد إبرامه

- هذا مَثَلٌ لِمَن نقض عهدَه بعد توكيده

وهذا مَثَل العمل الذي لا يكون له ثمرةٌ ولا نتيجة، إلاَّ التعب والنصب.

 

من الثنائيات

الأصْرَمان؛ الصريمُ هو الليل لأنه ينصرمُ؛ أي ينقطعُ عن النهار. والصريمُ هو الصُّبْحُ فهُما من الأضداد؛ والأصْرَمان: الليلُ والنهارُ، لأنّ كلَّ واحدٍ منهما انصرمَ عن صاحبه. والأصْرَمانِ: الذئبُ والغراب لانْصرامِهما وانْقِطاعهما عن الناس

قيل: ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلّا أنفسهم:

 الجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بحديثه على من لا يسمعه، والدّاخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه، والمعرض لما لا يعنيه، والمتأمّر على ربّ البيت في بيته، والآتي إلى مائدة بلا دعوة، وطالب الخير من أعدائه، والمستخفّ بقدر السّلطان)

 

حسن العشرة

وقال أبو تمّام:

من لي بإنسان إذا أغضبته ...      وجهلت كان الحلم ردّ جوابه

وإذا صبوت إلى المدام شربت من ... أخلاقه وسكرت من آدابه

وتراه يصغي للحديث بطرفه ...     وبقلبه ولعلّه أدرى به)

 

. استعمال العقل والجهل مع ذويهما

قيل: العاقل يعامل الإنسان على خليقته ويجاري الزمان على طريقته.

فكُن أكْيسَ الكيْسى إذا كنتَ فيهم   وإنْ كنتَ في الحمقى فكُن مثل أحمق.

   أحامقه حتى يَقال سجيّة               ولو كان ذا عقل، لكنت أعاقله

 

* "وا" و"إنّ

دخل شاعرٌ على ملك وهو على مائدته فأدناه الملك إليه وقال له: أيّها الشاعر

قال: نعم أيّها الملك

قال الملك : "وا"

فقال الشاعر على الفور: "إنّ"

فغضب الملك غضباً شديداً وأمرَ بطرده. فتعجّب الناس وسألوه: لمْ نفهم ما الذي دار بينكما أيها الملك. أنتَ قلت "وا" وهو قال "إنّ" . فما "وا" و"إنّ"؟

قال الملك: أنا قلت له: "وا" أعني قول الله تعالى: ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ (الشعراء: 224)، فردّ عليّ وقال: "إنّ"، يعني قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً﴾ (النمل: 34)

 

 

[1] ( 1) الأعراف: 172.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=916
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18