• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : العباس العبد الصالح .

العباس العبد الصالح

العباس بطل العبد الصالح

الشيخ علي أمين شحيمي

وكان أول مولود زكى للسيدة أم البنين هو سيدنا المعظم أبو الفضل العباس عليه السلام، وقد ازدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثرة، أضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً ندياً عاطراً

وحينها بُشّر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، لقد كان أول صوت قد اخترق سمعه هو صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض وأنشودة ذلك الصوت الله أكبر لا إله إلا الله.

نقلاً عن قمر بني هاشم العلامة باقر شريف القرشي(قدس سره)

الولادة

روي عن قنبر مولى الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام:

بينما كنّا ذات يوم من الأيام مع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة وهو يعظنا ويرشدنا ويحذّرنا من النار ويرغّبنا بالجنة، إذا بأعرابي قد أقبل نحو المسجد، فأناخ راحلته على باب المسجد ودخل متّجهاً نحونا، حتّى إذا وصل إلينا سلّم علينا وخصّ أمير المؤمنين عليه‌السلام بالتحية والسّلام، وقبّل يده الكريمة، ووقف بين يديه وكأنه يطلب إليه حاجة، فقال له الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام برأفة وحنان: ((يا أخا العرب، كأنّك جئتنا في حاجة، فما هي حاجتك؟ فإنّها منقضية إن شاء الله تعالى)).

فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين، أنت أعلم بها منّي.

عندها التفت إليّ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال: ((يا قنبر، امض إلى المنزل وقل لمولاتك السيّدة زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تناولك السّفط الفلاني في موضع كذا وكذا )).

فقلت: سمعاً وطاعة، وحبّاً وكرامة لله تعالى ولسيّدي ومولاي الإمام أمير المؤمنين.

قال قنبر: فقمت مسرعاً ومضيت إلى منزل أمير المؤمنين عليه‌السلام، وطرقت الباب مرّتين، وفي الثالثة جاءت فضة وراء الباب وقالت: مَنْ الطارق؟ فأجبتها قائلاً: أنا قنبر مولى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام، وخادم أهل البيت عليهم‌السلام.

فقالت فضة: أهلاً ومرحباً بك، وما حاجتك يا قنبر؟

فأخبرتها بما قال لي سيّدي ومولاي وما يريده.

فقالت فضة: مكانك حتّى آتيك به. فوقفت بالباب انتظر مجيئها، وإذا بي أسمع جلبة الفرح وصخب السرور يعلو من داخل المنزل، فتعجّبت، وانتظرت حتّى إذا رجعت إليّ فضة وأتتني بالسفط سألتها عن سبب ذلك، فقالت فضة: لقد ولد الساعة للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام غلام أزهر كأنّه فلقة قمر.

فقلتُ لها، وقد امتلأت أنا الآخر فرحاً وسروراً: وممّن هذا المولود الأغر؟

فقالت فضة: إنّه من اُمّ البنين فاطمة بنت حزام الوحيديّة الكلابيّة، ثمّ أضافت قائلة: وقد أوصتني سيّدتي وسيّدتك السيّدة زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أقول لك: إذا رجعت إلى مولاي ومولاك الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام فبشّره بولادة هذا المولود الأغر، واسأله عن اسمه وكنيته ولقبه.                                                                                              فقلت وأنا لا أمتلك نفسي بهجة وفرحاً: حبّاً وكرامة، وسمعاً وطاعة، ثمّ هنّأتها وودّعتها. وأقبلت بالسفط مع البشارة بالمولود الجديد مسرعاً إلى سيّدي ومولاي الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام، فلمّا سلّمته السفط وقفت بين يديه لأُبشّره بما عندي من خبر الولادة، غير أنّي بقيت أترصّد الفرصة المناسبة لإعلان هذا الخبر وتقديم هذه البشارة السّارة، حتّى إذا فرغ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام من حاجة الأعرابي وأعطاه ذلك السفط التفت إليّ وقال مبادراً: ((ما وراءك يا قنبر، فإنّي أرى أثر البهجة والسرور طافحاً على أسارير وجهك؟)).

فقلت، وقد رأيت الفرصة مناسبة: نعم يا سيّدي ومولاي، لقد جئتك ببشارة.

فقال عليه‌السلام: ((وما هي تلك البشارة يا قنبر؟ بشّرك الله بالجنّة)).

قلت: لقد وُلد لك يا سيّدي ومولاي غلام أغر.

فقال عليه‌السلام: ((وممّنْ هذا المولود الجديد؟)).

قلت: لقد سألت عن ذلك فضّة عندما أخرجت إليّ السفط، فقالت: إنّه من اُمّ البنين فاطمة بنت حزام الوحيديّة الكلابيّة، كما وأنها قالت لي: بأنّ سيّدتي السيّدة زينب عليها‌السلام أوصتني أن اُبشّرك بهذا المولود عندما أرجع إليك وأن أسألك عن اسمه وكنيته ولقبه.

فلمّا سمع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ذلك تهلّل وجهه فرحاً وسروراً وشكرني على هذه البشارة، وقال: ((يا قنبر، إنّ لهذا المولود شأناً كبيراً عند الله ومنزلة عظيمة لديه، وأسماؤه وكناه وألقابه كثيرة، وسأمضي أنا بنفسي إلى المنزل لإنجاز ما سنّه لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للمولود عند الولادة، وبعدها من سنن الإسلام، فهيّا بنا إلى ذلك يا قنبر)). *الخصائص العباسية ص63

المشهور أن ولادة أبي الفضل العباس كانت في الرابع من شعبان سنة 26 هـ

وأن عمره عند شهادته المباركة كان 34 عاماً ولكن في مقابل المشهور هناك من يقول أن عمره الشريف عند شهادته كان 38 عاماً أي أن ولادته كانت في سنة 22 للهجرة، وأعتقد أن هذا القول هو الأرجح، وما يرجحه هو رواية مشاركة أبي الفضل في معركة صفين (خرج من جيش أمير المؤمنين عليه السلام شاب... يقدر عمره بالسبع عشرة سنة) هذا العمر الذي نصت عليه الرواية يتوافق ويتناسب مع من قال بأن عمره عند الشهادة 38 عاماً؛ لأن الراوي لم يحسم بأن عمره 17 سنة بل قال يقدر، والعباس كان في الخامسة عشرة من عمره ومن المعروف أنه كان طويلاً جسيماً أي أن جسده وشكل جسمه الخارجي أكبر من عمره ولا يدل على عمره الحقيقي لذا قال الراوي يقدر بـ سبعة عشرة سنة بينما على قول من يقول بأن عمره الشريف عند الشهادة 34 سنة لا يتناسب هذا القول مع الرواية لأنه عندئذ يكون عمره الشريف 11 عاماً وهذا فارق كبير مع عمر 17 سنة، بحيث من يراه لا يمكن أن يشتبه بالتقدير والله أعلم بالحال.

 

 

وقد سماه أمير المؤمنين عليه السلام (العباس)

كناه:

عرف العباس أيضاً بأشهر كناه أبو الفضل كما عرف بغيرها أيضاً فكان يعرف بأبي القاسم؛ لأن له ولداً اسمه القاسم استشهد معه في كربلاء. شهداء أهل البيت ع قمر بني هاشم ص18

ويؤيده ما قد ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري عندما زار الإمام الحسين في الأربعين توجه إلى أبي الفضل مخاطباً له السلام عليك يا أبا القاسم السلام عليك يا عباس ابن علي السلام عليك يا بن أمير المؤمنين الخ... مصباح الزائر 286 بحار الأنوار ج 98 ص 330

لقب بالعديد من الألقاب وهذا التعدد والكثرة فيها ناشئ من الصفات الحميدة الحسنة والتي كانت جميعها تتجسد في أبي الفضل وتحكي عظيم شخصيته، لذا كثرت ألقابه 1- قمر بني هاشم لقبه به لجمال صورته وبهي طلعته. 2- باب الحوائج، 3 بطل العلقمي، 4 العميد، 5- حامي الظعينة، 6 حامل اللواء، 7- كبش الكتيبة

نشأة العباس

عاش بطل العلقمي في كنف أبويه أمير المؤمنين وأمه فاطمة بنت حزام الملقبة بأم البنين ورعاياه أخويه الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام. (وقال عنها عقيل بن أبي طالب ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس)

يكتسب منهم علماً وخلقاً وأدباً يضيفهم إلى طينته التي جبلت من قداسة علي عليه السلام واشرقت بنور الإمامة والولاية فكان أبو الفضل وعاء للمعارف والعلوم الإلهية التي رفعتها حتى كان على أبواب المعصوم كيف لا ومعلمه الأول باب مدينة علم رسول الله فكان واليقين واحد وإلى هذا المقام والسمّو والمرتبة الرفيعة للعباس عليه السلام أشار أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: إنّ ولدي العباس زق العلم زقاً. أسرار الشهادة ص 324

وقد كان أمير المؤمنين كثيراً ما يختلي هو وولده العباس مذ كان صغيراً فيجلسه في حجره يناجيه ويبثه من العلوم والمعارف ومن أحداث المستقبل دوره فيها.

وكان العباس أذنا واعية وقلبه بصير كان الأب يقص على ولده ما يحدث في كربلاْء وكأنه يعيش تلك اللحظات المشجية فيكشف عن يدي العباس ويقبلهما ويبكي فترى أم البنين هذا المشهد فتصاب بالذهول والدهشة لأن أبا الفضل كان من الصبية الذين تنشرح الصدور وتسر النفوس لرؤيتهم ويفتخر الآباء والأمهات بمثلهم ترى أمير المؤمنين عليه السلام يبكي يا أمير المؤمنين مما بكاؤك فيعيد على مسامعها ما حدث ولده به فيعلوا بكاؤها ثم يبشرها الأمير بأنه كعمه جعفر الطيار يبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة لذا يلقب بالطيار.

نشأ بطل العلقمي وهو يرى والده يقتص من الظالم للمظلوم نشأ وهو يرى المال يكدس أمام والده فما أن تعلن الشمس الأفول حتى يكون المال بأجمعه قد أصبح في أيدي مستحقيه ويبيت رأس الدولة إما جائعاً وإما كاسراً لرغيف شعير يفطر عليه، وغيرها من المشاهد اليومية طيلة أربعة عشر عاماً رافق أباه فيها

لقد كان العباس يجسد الشخصية العلوية فكأنك ترى علياً شاخصاً أمامك حتى أن بطل العلقمي شارك في معركة صفين سنة 37هـ على الرغم صغر سنه يقول السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه العباس نقلاً عن صاحب الكبريت الأحمر ج 3 ص 24:

إنه في بعض أيام صفين خرج من جيش أمير المؤمنين عليه السلام شاب على وجهه نقاب تعلوه الهيبة وتظهر عليه الشجاعة يقدر عمره بالسبع عشر سنة يطلب المبارزة تهابه الناس وندب معاوية إليه ابن الشعثاء فقال إنّ أهل الشام يعدونني بألف فارس ولكن أرسل إليه أحد أولادي وكانوا سبعة وكلما خرج أحد منهم قتله حتى أتى عليهم فساء ذلك ابن الشعثاء وأغضبه ولما برز إليه الحقه بهم فهابه الجميع ولم يجرء أحد على مبارزته وتعجب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من هذه البسالة التي لا تعدو الهاشميين ولم يعرفوه لمكانة نقابه ولما رجع إلى مقره دعاه أبوه أمير المؤمنين عليه السلام وأزال النقاب عنه فإذا هو قمر بني هاشم ولده العباس عليه السلام ويؤيد هذا الأمر أن أمير المؤمنين عليه السلام في صفين قد تنكر بهيئة أبي الفضل وأرتدى ملابسه لمبارزة أحد أبطال معاوية الذي كان يهرب من فيبارزه أمير المؤمنين.

مع الإمام الحسن عليه السلام

بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام كان العباس ملازماً للإمام الحسن عليه السلام مطيعاً له ملتزماً ولايته معتقداً بإمامته عن علم ومعرفة  ولان طاعته من طاعة الله ورسوله وطاعة أمير المؤمنين عليه السلام وهذا ما يتضح بصورة واضحة وجلية من خلال مخاطبة الإمام الصادق عليه السلام لعمه العباس رضوان الله عليه من خلال الزيارة التي كان يزوره بها وأمر شيعته أن يزوره بها حيث يقول عليه السلام:

السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين

وهذه الطاعة تفرض عليه أن الالتزام بما يمليه عليه الإمام لا أن يبادر هو بنفسه ويقرر ما يشاء لذا لا نجد من مواقف متميزة له لأنه مع وجود الإمام لا رأي له مخالف للإمام فلذا لن يلحظ المؤرخ وقارئ التاريخ هذا الموقف لأنه منضوي تحت وداخل رأي الإمام وهذا ما نجده أيضاً مع الإمام الحسين عليه السلام حيث كان ملتزماً مطيعاً للإمام الحسين عليه السلام فلم يتمايز عنه بأي موقف أو رأي وأكثر الأحداث التي يمكن أن تحدث تمايزا في المواقف والآراء هو حادثة الصلح بين الإمام الحسن ومعاوية(لعنه الله) حيث كان العباس والإمام الحسين عليه السلام طائعين لإمامهم ملتزمين بما يأمر وبهذا نفهم قول الإمام الصادق عليه السلام لعمه العباس: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله....

وأيضاً تتجلى طاعة وولاء أبي الفضل لإمامه عند شهادة الإمام الحسن ومنع عائشة من دفن الإمام بجانب جده صلى الله عليه وآله وسلم ورمي جسده ونعشه بالسهام من قبل مروان الوزغ، حيث جرد حسامه واستعد للهجوم عليهم ولكن الإمام الحسين عليه السلام نهاه عن ذلك وأمره بإغماد حسامه فنفذ طائعاً

 

 

 

 

 

مع الإمام الحسين عليه السلام

عُرف العباس بن علي عليه السلام بطاعته المطلقة وانقياده التام لإمام زمانه، الإمام الحسين

عن الإمام الصادق عليه السلام: «.... المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم»

 

لقد كان وفاؤه وإخلاصه  للإمام الحسين عليه السلام نموذجا نادرا مضيئا في سماء الشرف والإباء ولا يزال يحتذي بها لقد رفض أمان ابن زياد دون الحسين عليه السلام

لمّا جاء شمر بن ذي الجوشن بكتاب الأمان عصر التاسع من المحرم و نادى: «أين بنو أُختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟

 قال له العبّاس: «تبت يداك ولعن ما جئت به من أمانك يا عدو الله! أتأمرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة عليه السلام، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟! أتؤمننا وابن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم لا أمان له؟!».

 

في كربلاء

عندما قرر عمر بن سعد بدء الحرب على الإمام الحسين عليه السلام أطلق نداءه «يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري»، فركب العسكر، وزحف نحو الحسين عليه السلام،

فأتاهم العبّاس فقال لهم: «ما بدا لكم، وما تُريدون ؟!» قالوا: «قد جاء أمر الأمير أن نَعْرض عليكم أن تنزلوا على حُكمه أو نناجزكم».

قال: «فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرضَ عليه ما ذَكَرْتُم». فأقبل العبّاس عليه السلام إلى الحسين عليه السلام، فأخبره بما قال القوم، قال: «إرْجِعْ إليهم، فإن استطعتَ أَنْ تؤخّرهم وتدفعهم عنّا هذه العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا اللّيلة وندعوه ونستغفره» فمضى العبّاس عليه السلام إلى القوم، وسألهم ذلك. فأمر ابن سعد مُناديه فنادى: «قد أجّلنا حسيناً وأصحابه يومهم وليلتهم»

 

 

 

في اليوم السابع من المحرّم حوصر سيّد الشهداء ومن معه، ونفذ ما عندهم من الماء،

فوكَّلَ الحسين عليه السلام أخاه العبّاس عليه السلام، أن يستقي الماء للمخيم

وقد تكرر ذلك حيث كسر الحصار المضروب على نهر العلقمي اكثر من مرة واقتحم النهر وجلب الماء

 

 

 

صاحب اللواء

لمّا أصبح الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، فجعل على ميمنته زهير بن القين، وعلى ميسرته حبيب بن مظاهر، ودفع اللواء إلى أخيه العباس بن علي عليه السلام،

 

 

بعد استشهاد أصحاب الإمام الحسين دعا بطل العلقمي أُخوته من أُمه وأبيه دون أخوته من أبيه وهم عبد اللّه، وجعفر، وعثمان وقال لهم: «تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله. فكانوا كما شاء ظنّه الحسن بهم،

 

بارز العباس بن علي العديد من فرسان القوم وشجعانهم،وجندلهم ولم يقف احد أمامه

 

استشهاده

استشهد العباس يوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ في كربلاء.

حتى كان اليوم العاشر من المحرم ولم يبق مع الحسين إلا أبا الفضل فمضى يطلب الماء، فحملوا عليه وحمل عليهم حتى ضعف بدنه، فكمن له حكيم بن طفيل فضربه على يمينه، فأخذ السيف بشماله ثم قطعت شماله ».

 فضربه لعين بعمود من حديد على رأسه الشريفة فقتله

وكان العباس عليه السلام آخر من استشهد مع الحسين عليه السلام من الرجال

تزوج العباس عليه السلام من لبّابة بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب، وله من الاولاد القاسم والفضل وعبيد الله. وذكر النسابة في كتبهم بان  نسل العبّاس ابن أمير المؤمنين عليهما السلام انحصر في ولده عبيد اللّه ولعبيد الله ولدان هما عبد الله والحسن. وانحصر نسل عبيد اللّه في ولده الحسن وله خمسةأبناء، هم: الفضل، وحمزة، وإبراهيم، والعبّاس، وعبيد اللّه.

العباس في كلمات المعصومين عليهم السلام

 

الإمام  السجاد (ع)

قال عليه السلام: «رحم اللّه عمّي العبّاس بن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله اللّه عزّوجلّ جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، إنّ للعبّاس عند اللّه تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة».الخصال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٦٨

 

 

الإمام الصادق (ع)

 «كان عمّي العبّاس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً.... أشهد، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابّون عن أحبّائه». قاموس الرجال، ج 5، ص 241)

ومما قاله الإمام الصادق عليه السلام في زيارته لعمّه العباس عليه السلام: «فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت، واحتسبت، وأعنت فنعم عقبى الدار المزار - الشيخ المفيد - الصفحة ١٢١

الإمام  المهدي (ع)

ورد في الزيارة الواردة عن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف : «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد، وحكيم بن الطفيل الطائي..» العوالم ، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - الصفحة ٣٣٦

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=977
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29