• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان .
                    • الموضوع : منزلة الصيام في الإسلام واهميته   .

منزلة الصيام في الإسلام واهميته  

منزلة الصيام في الإسلام واهميته  

عن أبي جعفر عليه السلام  قال: «بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية.

من الواضح أن الحصر الوارد في الرواية إنما هو زائد وإضافي؛ لأن للإسلام مبادئ وقواعد أخرى غير هذه الأشياء الخمسة. نعم، إذا تحققت المبادئ الخمسة فإن المبادئ الأخرى ستتحقق بالتأكيد.

وحتى هذه المبادئ الخمسة: «الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية» وهي أركان الإسلام فإن منها ما هو أفضل من الآخر.

 فالصوم لا يشبه أركان الإسلام الأخرى من حيث دوام الامتثال؛ لأن الصلاة مثلا لا تسقط عن أحد في أي حال من الأحوال بها في ذلك الغريق، في حين رفع تكليف الصوم في السفر والمرض واستعيض عنه بعمل أو تكليف آخر: «إن الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس ينفع شيء مكانها دون أدائها، وإن الصوم إذا فاتك أو قصرت او سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها، وجزيت ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك

اذاً  الصيام ركن من أركان الإسلام ، ولأهمية الصيام دعت الضرورة إلى بيان حكمه بتعبيرات تثير العواطف  والأحاسيس وتشجع على تحمل المسؤولية فقال تعالى ابتداء: (يا أيها الذين آمنوا) والقصد من ذلك هو أن يمتثل المؤمن لهذا الأمر بمقتضى إيمانه، وإن كان هذا الخطاب أحيانا يستخدم لتعظيم شخصية المؤمنين

ونلاحظ تشابه أغلب العبارات التي يستعملها القرآن الكريم حول وجوب الصوم ووجوب الصلاة، فكما قال عز وجل بشأن الصلاة: إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا' النساء:۱۰۳ قال تعالى حول الصيام: كتب عليكم الصيام » مما يعني فرض وتثبيت الصلاة والصيام.

 وكما أن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام مفروضة على المسلمين، فإن الصيام كذلك يمثل ركنا أساسيا آخر من أركان الإسلام مفروض على كل المسلمين، ولما كان الصيام فيه مشقة وعناء خاطب سبحانه المؤمنين فقال: يا أيها الذين آمنوا فكان لذة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء".

 

الصيام في الأديان الأخرى

كان الصيام مفروضا كذلك على أتباع الديانات الأخرى: (كما كتب على الذين من قبلكم) نقل في بعض مصادر التفسير عن الإمام علي بن أبي طالب ع قوله: إن الصيام كان موجودا منذ عهد أبينا آدم ع

والتشبيه أو التنظير الموجود في قوله تعالى: كما كتب على الذين من قبلكم  البقرة: ۱۸۵ هو تشبيه في الجملة لا بالجملة بمعنى أنه تشبيه في أصل التكليف لا في خصوصياته".

إن جملة كما كتب على الذين من قبلكم هي للتأكيد والترغيب على القيام بالفعل وتطييب الخاطر، ولما كان الصيام يمثل عبادة شاقة فقد أشار الله سبحانه - تسكينا لقلوب المسلمين - إلى أن هذه العبادة لم تدع للأمة الإسلامية بل كانت موجودة ومفروضة على الأمم التي سبقتها ولم تستثن أية أمة من هذه العبادة .

2 كانت فريضة الصيام موجودة وشائعة لدى المشركين والوثنيين أيضا، لكن صيامهم كان كمعاملة بيع وشراء بينهم وبين أصنامهم الأوثان ولذلك فهو لا يصوم من أجل النجاة من دركات النار أو الدخول إلى الجنة، فهو لا يرى أبعد من هذه الدنيا: وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنیا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر . الجاثية: ۲۶

التقوى هي هدف الصيام

يعتبر الإنسان في الحقيقة مسافرا وعلى المسافر أن يحمل معه الزاد والمؤونة، وأفضل زاد يحمله السائرون في طريقهم إلى المعاد هي التقوى: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ، وهي المشار إليها في الآية التي نقوم بتفسيرها على أنها هدف الصيام: كتب عليكم الصيام... لعلكم تتقون

وفي هذه الآية الشريفة تم تصوير الصيام كعامل لإيجاد مثل ذلك الزاد الضروري الذي لا غنى للسالك الصالح عنه أبدا.

وقد أمرنا الله سبحانه بالتقوى ودعانا إليها بتعبیرات مختلفة وبيانات متنوعة، كما أشار إلى أنواع التقوى مبينا على سبيل المثال التقوى الاجتماعية - السياسية في مسألة القصاص وما شابهها في قوله تعالى : لعلكم تتقون

والتقوى المالية في موضوع الوصية بالثلث وما يتعلق بذلك في قوله: حقا على المتقين"، والتقوى العبادية في مسألة الصيام وغيره في قوله سبحانه: لعلكم تتقون

ونلاحظ أن موضوع مراعاة التقوى قد ورد مع الحرف المشبه بالفعل «لعل» وذلك لأن البدء في أي عمل يكون متعلقا بنتيجته، ولأن النتيجة هنا غير واضحة، إذ قد لا يوفق العامل بالانتهاء من عمله أو يتوقى قبل بلوغه النتيجة التوخاة أو يلوث عمله بالرياء والتفاق، لذلك بدئ الحديث ب (لعل) فإذا أنهى العامل عمله على أكمل وجه وبإخلاص فإن الحكم الصادر بشأنه سيكون حتما التقوى الحقيقية.

 

 وهذا يشبه قوله تعالى في أشمل وأكمل آية من حيث اختصاصها بالمسائل الأخلاقية: * وليس البر أن تولوا وجوهكم... ثم أضاف سبحانه قائلا: ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر ... حيث جاءت كل الأفعال في الآية بصيغة الماضي مما يدل على إتمام العمل بشكل كامل، وعندها قال عز وجل: وأولئك هم المتقون . البقرة: ۱۷۷.

وقال سبحانه وتعالى كذلك في آيتي الصيام (183 و 184): إذا سلكتم هذا الطريق فقد تصلوا إلى الهدف المنشود، وهذا ليس شكا في مسألة الوصول أصلا، بل في سلوك المؤمنين لذلك الطريق، واستخدمت كلمة «لعل» فيما يتعلق بالخير الذي قد يحصل عليه السالكون لا بالإشارة إلى تلازم التقوى والصيام كالربط الضروري بين التقوى وجعل الفرقان أو الخروج من أي مأزق في قوله تعالى: إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا الأنفال: ۲۹ أو قوله سبحانه: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الطلاق: ۲

من خصائص الصوم

هو من أفضل الأعمال ففي الحديث القدسيّ « كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به » (2)

وفي توجيه هذا الحديث أقوال

1 ـ انه اختص بترك الشهوات والملاذ في الفرج والبطن ، وذلك أمر عظيم يوجب التشريف

2 ـ انه أمر خفي لا يمكن الاطلاع عليه

3 ـ ان جميع العبادات وقع التقرب بها الى غير الله تعالى الا الصوم فإنه لم يتقرب به الا الى الله وحده

4 ـ ان الصوم توجب صفاء العقل والفكر بواسطة ضعف القوى الشهوية بسبب الجوع .

وفي هذه الوجوه مجال للنظر.

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=989
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18