• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : قرانيات .
                    • الموضوع : كلمات وردت في القرآن الكريم: الضلال .
                          • رقم العدد : العدد الثالث والعشرون .

كلمات وردت في القرآن الكريم: الضلال

 كلمات وردت في القرآن الكريم: الضلال

 

اعداد : هيئة التحرير

 

الضلال لغة:

مصدر قولهم: ضلّ يضلّ، وهو مأخوذ من مادّة (ض ل ل) الّتي تدلّ على ضياع الشّيء وذهابه في غير حقّه، وكلّ جائر عن القصد ضالّ، ورجل ضلّيل ومضلّل، إذا كان صاحب ضلال وباطل    وقال الرّاغب: الضّلال: العدول عن الطّريق المستقيم، ويضادّه الهداية، ويقال الضّلال (أيضا) لكلّ عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا يسيرا كان أو كثيرا

  والضّالّة: ما ضلّ من البهيمة، للذّكر والأنثى ورجل ضلّيل ومضلّل، أي ضالّ جدّا، وهو الكثير التّتبّع للضّلال، وأضلّه: أضاعه وأهلكه

  وقال ابن منظور: الضّلال والضّلالة: ضدّ الهدى والرّشاد، أي جار عن دين أو حقّ أو طريق.

 ويقال: أضللت فلانا إذا وجّهته للضّلال عن الطّريق

وضلّ سعيه: عمل عملا لم يعد عليه نفعه

   مقاييس اللغة (3/ 356)، المفردات (299)، والصحاح (5/ 1748).».

الضلال اصطلاحا:

قال الرّاغب: الضّلال: هو العدول عن الطّريق المستقيم 

وقال الجرجانيّ : الضّلال فقد ما يوصّل إلى المطلوب، وقيل سلوك طريق لا يوصّل إلى المطلوب

الفرق بين الضلال والغي:

قال الكفويّ: الضّلال يكون في مقابلة الهدى والغيّ في مقابلة الرّشد. والضّلال: ألّا يجد السّالك إلى مقصده طريقا أصلا، والغواية: ألّا يكون له إلى المقصد طريق مستقيم « بصائر ذوي التمييز (3/ 481) وما بين القوسين في التعريف من إضافتنا.».

من معاني كلمة «الضلال» في القرآن الكريم:

1- الغواية: ومنه قوله تعالى في (يس): وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً (آية/ 60).

2- الخسران: ومنه قوله تعالى في (سورة غافر): وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (آية/ 25).

3- الشّقاء: ومنه قوله تعالى في (سورة القمر): إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (آية/ 24).

4- البطلان: ومنه قوله تعالى في (سورة محمّد): فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (آية/ 4).

5- الخطأ: ومنه قوله تعالى في (سورة: القلم): وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ* فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (آية/ 25، 26).

6- الهلاك (الموت): ومنه قوله تعالى: أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ السّجدة آية/ 10).

7- النّسيان: ومنه قوله تعالى في (سورة البقرة): أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى (آية/ 282).

8- الجهل: ومنه قوله تعالى في (سورة الشّعراء): قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (آية/ 20).

9- الضّلال الّذي هو ضدّ الهدى: ومنه قوله تعالى: وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (الصافات/ 71).

 

قال الإمام علي (عليه السلام): الضلالة على وجوه: فمنه محمود، ومنه مذموم، ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم، ومنه ضلال النسيان: فأما الضلال المحمود وهو المنسوب إلى الله تعالى كقوله:  (يضل الله من يشاء)  هو ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم. والمذموم هو قوله تعالى:  (وأضلهم السامري) (وأضل فرعون قومه وما هدى)  ومثل ذلك كثير. وأما الضلال المنسوب إلى الأصنام فقوله في قصة إبراهيم:  (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس...)  والأصنام لا يضللن أحدا على الحقيقة، إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون الله عز وجل. وأما الضلال الذي هو النسيان فهو قوله تعالى:  (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)  وقد ذكر الله تعالى الضلال في مواضع من كتابه فمنهم ما نسبه إلى نبيه على ظاهر اللفظ كقوله سبحانه:  (ووجدك ضالا فهدى)  معناه: وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك .

ميادين الضلال وموارده
ثم إنّ الضلال، إمّا في الاعتقاد كما في قوله: (وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (البقرة: 108)، وقوله: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء: 136).
وإمّا في الصفات الباطنية كما في قوله: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الزمر: 22) وقوله: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ) (القصص: 50).
وإمّا في الأعمال كما في قوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: 8) وقوله: (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (الممتحنة: 1.
وقد يستعمل الضلال بالمعنى العامّ الشامل كقوله: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ) (نوح: 27)، وقوله: (وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة: 2.

موجبات الضلالة

الإمام علي (عليه السلام) : انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم... لا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا   

 - عنه (عليه السلام): من اهتدى بهدى الله أرشده، من اهتدى بغير هدى الله سبحانه ضل .

- عنه (عليه السلام): من يطلب الهداية من غير أهلها يضل .

 

  هادم أركان الضلالة

 القرآن  - الإمام علي (عليه السلام): استعينوا به - أي بالقرآن - على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال .

الإسلام - عنه (عليه السلام): إن هذا الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه... وهدم أركان الضلالة بركنه .

 النبي(ص)   - عنه (عليه السلام) - في صفة النبي (صلى الله عليه وآله) -: المعلن الحق بالحق، والدافع جيشات الأباطيل، والدامغ صولات الأضاليل .

اهل البيت (ع)   قال (عليه السلام): واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد، حتى تعرفوا الذي تركه، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه، فالتمسوا ذلك من عند أهله ( نهج البلاغة خ 147

 _ وقال (عليه السلام):  فأين يتاه بكم، وكيف تعمهون، وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق (نهج البلاغة  خ 87

أنظروا أهل بيت نبيكم، فالزموا سمتهم، واتبعوا أثرهم، لن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا (نهج البلاغة  خ 97)

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=450
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29