• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : فكر .
                    • الموضوع : ركائز القيادة النبوية في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وآله .

ركائز القيادة النبوية في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وآله

ركائز القيادة النبوية في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وآله

كتب البروفيسور في مجال القيادة جون أدير وهو كاتب مسيحي انجليزي أفضل كتاب في قيادة النبي (قيادة محمد) وهو ممن خرّج من دوراته أكثر من مليون إداري، وكتب أكثر من خمسين كتابا في مجال القيادة، توج كتاباته بهذا الكتاب: قيادة محمد.

في هذا الكتاب يقول: وصلت إلى هذه النتيجة، القيادي الأمثل في المجتمع البشري: محمد ابن عبدالله (ص). ويؤكد ما ذكره مايكل هارت الذي قال: أعظم القادة قاطبة محمد . ومعهد الإدارة، المعهد الأول للإدارة في بريطانيا اختار هذا الكتاب بالذات لجائزة أفضل كتاب في مجال الإدارة.

 معالم القيادة في شخصية النبي

المعلم الأول: الطاقة العقلية

الطاقة العقلية التي كان يمتلكها النبي(ص) ، التميز في القدرة على التنظير، وفي القدرة على التطبيق. جمع القدرتين. في علم القانون يقولون السلطات الثلاث لا تجتمع في واحد: سلطة تشريعية، وسلطة تنفيذية، وسلطة قضائية، لا بد من الفصل بين السلطات لضمان مسيرتها، لكن نفس علم القانون يستثني إلا إذا كان الشخص هو الأكفأ في السلطات الثلاث. هو الأكفأ في مجال التنظير، والأكفأ في مجال التنفيذ، والأكفأ في مجال اتخاذ القرار. إذا أمتلك شخص واحد الأكفئية والأقوائية في المجالات الثلاث استحق أن يجمع السلطات الثلاث كما جمعها محمد(ص)  .

القرآن يتحدث عنه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا يعني سلطة رقابية، ﴿وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا يعني سلطة تنفيذية، ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ يعني سلطة تشريعية، ﴿وَسِرَاجًا مُّنِيرًا سلطات تمثلت في شخصيته.

وقال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ

 هو الأقدر على التزكية، هو الأقدر على التعليم. جمع القدرتين. ﴿وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ

المعلم الثاني: الروح النهضوية

القائد لا يجلس راحة. تراه يخرج من مشروع، ويدخل في مشروع ;لأنه يمتلك روح نهضوية لا تهدأ، دائمًا ينطلق نحو التغيير، ونحو الإبداع ونحو النتاج الأفضل ; لأن الروح النهضوية تتغلغل في أعماقه.

القرآن الكريم يشير إلى هذه الروح في النبي  عندما يقول: ﴿يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ

ماذا يعني إصرهم والأغلال التي كانت عليهم؟ العادات والتقاليد هي أكبر أغلال، وأكبر إصر. في علم الاجتماع أكثر شيء ضاغط على الإبداع والإنتاج: العادات والتقاليد الاجتماعية، تخنق الإبداع والإنتاج. لذلك، العادات والتقاليد إذا لم يكن لها جذر ديني، جذر عقلائي، أول من يتصدى لتغييرها هم القادة الناجحون لأنها عائق أمام الإبداع، والإنتاج.

لما جاء النبي (ص)  وجد المجتمع المكي: قريش أفضل القبائل، وبنو هاشم أفضل قريش، والعرب أفضل من غير العرب، والغني أفضل من الفقير، عادات وتقاليد محاها النبي  خلال سنوات قلائل ”لا فضل لعربيّ على عجمي إلا بالتقوى“ ولا فضل لقرشي على غيره، محا هذه الأمور. ولذلك، عاش مع الناس سواسية. بلال ابن رباح عبد، صار يصلي ويمارس العطاء والإنتاج إلى جنب الهاشمي. بلال ابن رباح، عمار ابن ياسر إلى جانب جعفر ابن أبي طالب يمارسان العطاء والإنتاج في جو من التعاون.

الامام زين العابدين عليه السلام  رآه ابن شهاب الزهري وهو متعلق بأستار الكعبة يبكي، قال: ما يبكيك يا زين العابدين وأنت سيد بني هاشم جدك رسول الله. قال: دع عنك حديث أبي وجدي، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدًا حبشيًا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيدًا قرشيا.

المعلم الثالث: الطاقة الروحية

الطاقة الروحية تتألف من عناصر ثلاثة

 

العنصر الأول: الاستقامة

القائد غير المستقيم، قيادته غير ناجحة. الاستقامة لا بد منها ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

الاستقامة عنصر ضروري في حصول القيادة الفاعلة الناجحة، وإذا رأى الأتباع استقامة القائد أصبحت قيادته جذابة ناجحة. والقرآن يتحدث عن استقامة النبي (ص)  ويقول: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا﴾ يستطيع! ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ وقال: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾. استقامة.

العنصر الثاني: الإخلاص

القائد المخلص للأهداف، يتفانى، يسهر الليل، يفني طاقته وجسده في سبيل الأهداف. لأجل الإخلاص يضمن استمرار المسيرة. القرآن يمدح الرسول في ذلك: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ كل طاقته يبذلها في سبيل تربيتكم، في سبيل نجاح أهدافه.

العنصر الثالث: الزهد

يوجد زهد فردي، وزهد قيادي ما هو الزهد المطلوب ؟ يختلف القائد عن غيره في درجة الزهد. كل إنسان مطلوب منه الزهد، لكن ما هو الزهد المطلوب من الإنسان العادي؟ الإمام أمير المؤمنين يقول: "الزهد كله في كلمتين: ﴿لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ لا تغتر بالنعم إذا أقبلت إليك، حاول أن تستثمرها في رضا الله، ولا تأسف على نعمٍ فاتت عليك. كن متوازنًا. بينما لا يكفي هذا في القائد الديني ، ويطلب منه زهد بدرجة أعلى.

 الإمام أمير المؤمنين علي  جاءه الحارث ابن زياد، قال له: إن أخي عاصم لبس المسوح وترك العمل وهجر الناس وجلس في المسجد. يعني يريد أن يصبح زاهدا عابدا. فأقبل إليه الإمام علي، قال: يا عاص: (يعني يا عاصم) لقد استهام بك الخبيث: (الشيطان أثر عليك). أتظن أن الله الذي أحل لك الطيبات حرمها عليك؟ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟ فاستغرب الرجل، كيف الإمام علي وهو رجل زاهد يقول هذا الكلام.

فالتفت إليه، قال: يا أمير المؤمنين أنا أقتدي بك، ها أنت في خشونة ملبسك، وجشوبة مطعمك، التفت إليه الإمام علي، قال: يا عاص، أنت لست كأنا، يعني الموقع يختلف. ”إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبيغ بالفقير فقره“

إذن الزهد المطلوب من القائد، القائد الديني، أن يعيش مع الناس في فقرهم، في مآسيهم، في همومهم وغمومهم. وكان علي يلبس الثوب المرقع، والنعل المخصف، ويحمل جراب الطعام على ظهره، يدور به على فقراء المدينة وكان في ذلك منتهجًا منهاج محمد . وكان النبي يلبس الخشن من الثياب، ويأكل الجشب من الطعام، وكان يربط حجر المجاعة على بطنه حتى يعيش صائم النهار قائم الليل، هكذا كانت حياة القائد محمد ابن عبد الله (ص).

المعلم الرابع: الرشد

الرشد، والرشد فردي واجتماعي

الرشد الأول: الرشد الفردي

والرشد الفردي على نوعين، كل إنسان منا لا بد أن يكون لديه رشد فكري، رشد اقتصادي

الرشد الفكري

أن يكون فكرك متفتّحا. كثير من شبابنا أبنائنا، وأخواننا، لا يحرر فكره، لا يحاول أن يتأمل وهذا خطأ كبير. اترك المجال والمساحة لفكرك أن يتأمل، أن يناقش، أن يدقق. لا تقبل أي فكرة تسمعها ما لم تحللها، ما لم تتأمل فيها. القرآن يطلب منك أن تكون رشيدًا برشد فكري ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ

الرشد الاقتصادي

لا تسرف، لا تبذر. ضع الثروة في مواضعها ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ الرشد في الثروة

الرشد الثاني: الرشد الاجتماعي

أما الرشد الاجتماعي فله موردان: الأسرة والمجتمع

كيف تدير أسرتك إدارة رشيدة؟ كيف تربي أسرتك تربية رشيدة؟ هذا رشد أسري يحتاج إليه كل إنسان ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.

 أما الرشد الاجتماعي العام  والرشد في القائد هو عبارة عن حسن إدارة المجتمع. كيف يكون القائد رشيدًا حتى يمتلك هذا المعلم النبوي ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ﴾ القائد رشيد. يمتلك الرشد إدارة المجتمع إدارة حسنة.

ما هي عناصر الرشد؟ عناصر الرشد ثلاثة

العنصر الأول: العقلية المؤسساتية

العقلية المؤسساتية يعني المشاركة في القرار. القائد يفتح مجال المشاركة في القرار لمن حوله حتى يربي القادة. القائد يخرج قادة عندما يفتح لهم المساحة في المشاركة في القرار. القائد من يستفيد من تجارب غيره ومن يستفيد من قدرات غيره، لذلك القرآن الكريم يقول لنبيه: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ النبي لا يحتاج إلى المشورة لكن حتى يربينا على معالم القيادة الناجحة ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ

 ورد عن الإمام علي : ”ومن استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها“ وقال : ”أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله“.

العنصر الثاني: تأهيل الطاقات

القائد يربي طاقات. عن الإمام علي(ع )  في حق النبي(ص)  : ”وقد علمتم موضعي من رسول الله  بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة“ ما هي هذه المنزلة التي كانت لعلي عند النبي؟ ”وضعني في حجره وأنا ولد“. منذ صغري أخذني إلى حجره. ”يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل“

هذه تربية الطاقات، تربية القدرات منذ الصغر إلى أن أصبح علي قائدا. قلنا القائد يربي قادة. علي رباه النبي منذ صغره إلى أن وصل إلى درجة حمل يده ورفعها وقال: ”من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار.

العنصر الثالث: نشر لغة الحب

القائد من يتعامل مع أبنائه، مع أتباعه، مع الموظفين الذين معه، مع من يعمل معه، بلغة الحب لغة التواضع والانفتاح يكون بينهم كأحدهم، هكذا يجذبهم إليه، خلال لغة الحب والتواضع. كان هناك يهودي يؤذي النبي، واليهود كانوا مواطنين في دولة النبي، هذا مواطن له حقوقه، لكنه كان يؤذي النبي، بالكلام، ويرمي في طريقه الأوساخ والأشواك، قال أصحابه: دعنا نؤدبه، قال: دعوه، إلى أن مرض اليهودي سأل عنه النبي قالوا: إنه مريض، فذهب النبي لعيادته مبتسما مبتهجًا متفقدًا أوضاعه، مساعدًا له على تجاوز حالته، فلما رأى اليهودي ذلك قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته فيك، أشهد أنك رسول الله.

ذهب النبي إلى الطائف فأمر أهل الطائف صبيانهم وسفهاءهم أن يخرجوا إليه، خرجوا إليه يلقفونه بالحجارة والأشواك حتى دميت رجلاه، فأقبل إلى حائط (بستان) واستند إليه. لم يقل هؤلاء لا يستحقون ولا يستحقوني، أبدا. رفع يديه إلى السماء بتلك النبضات الشريفة، وبتلك الدعوات الحنونة وقال: ”اللهم أهدِ قومي فإنهم لا يعلمون“

هذا التعامل بلغة الحب والتواضع، بلغة تفقد الهموم والغموم هو الذي جعل تلك القيادة قيادة رشيدة فاعلة ناجحة وخصوصًا القيادة الدينية التي تحتاج إلى هذا النوع من اللمسات الإنسانية المباركة التي تجعل الأتباع يلتفون حول قائدهم التفافا إنسانيًا مشفوعًا مقرونًا بالإجلال والتعظيم. هكذا كانت قيادة محمد ، وهكذا كانت قيادة أمير المؤمنين

بعد معركة أحد التي انتصر فيها المشركون أخذوا أسرى، منهم زيد ابن دفنة جاءوا به إلى مكة. ومن عادات أهل إذا أرادوا أن يقتلوا شخصا يخرجون به خارج الحرم، أقبل أبو سفيان إليه. قال: يا زيد، ألا تحب أن يكون مكانك الآن محمد ويضرب عنقه وأنت آمن جالس في أهلك؟ لماذا تتعب نفسك لأجل محمد؟ ألا تقبل أن نأتي بمحمد الآن ونضرب عنقه وأنت تأمن؟ قال: لا والله، والله لا أرضى أن تصيب محمد شوكة فتؤذيه وأنا جالس. أبو سفيان استغرب، قال: ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمد لمحمد . هذا الفناء، هذا العشق، هذا الغرام يكشف عن رشد القيادة.

وهكذا علي أحاط به رشيد الهجري، عمار ابن ياسر، ميثم التمار، حجر ابن عدي، يعشقونه يذوبون فيه، يفنون فيه، حتى أن حجر ابن عدي عندما عرض عليه الموت قالوا تبرأ من علي وتنجو أنت وولدك. قال: لا والله، لو أقطع بالسيف أربًا أربا ما تبرأت من علي ابن أبي طالب حتى ألقى الله وأنا على ذلك.

هكذا أصحاب النبي، وهكذا أصحاب علي، هكذا أصحاب الحسين =بن علي الذين ذابوا فيه عشقًا وغراما، وتفانوا في نصرته وفدائه.

**    مقتبس من محاضرة لسماحة السيد منير الخباز _ بتصرف


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1122
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29