• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : الشباب.. طاقة ومسؤولية .
                          • رقم العدد : الثالث عشر / الرابع عشر .

الشباب.. طاقة ومسؤولية

 

 


الشباب.. طاقة ومسؤولية


الشباب من المراحل المهمة في حياة الإنسان فهي مرحلة النشاط والحيوية، وبالمقابل مرحلة حرجة تحتاج إلى مربٍ واع ومعلم حكيم.
إنها أفضل فترات العمر ، وتعود أفضليتها لما يجتمع للإنسان فيها من القوة والنشاط دون غيرها ,  وراحة الحياة وبهجتها في الدنيا غالبا ما تكون في مرحلة الشباب فهي مرحلة يتطلع الصغير أن يصل إليها ويتمنى الكبير أن يرجع إليها، مرحلة بكى عليها الشيوخ وتغني بها الشعراء..
ومرحلة الشباب ليست مرحلة منعزلة عما سبقها، بل هي متأثرة بها أيما تأثر, وعلى جميع الصعد عاطفيا وفكريا ونفسياً ودينياً والقدرة على تحمل المسؤولية , وهي أمور مرتبطة  بالأشخاص(والِدَيْن وأصدقاء ومربين وعلماء ــ إن مهمته ليست محصورة في إمامة الناس بل وفي نصح هؤلاء الشباب وفي توجيههم) والبيئة  والتربية ولا يمكن إهمال شيء منها.
فالابن يحتاج إلى انتباه شديد وهو في سنٍ صغير ، ويحتاج إلى وقتٍ مديد ، إلى معاينةٍ ، إلى مراقبةٍ ، إلى توجيهٍ ، إلى وعظٍ ، إلى اصطحابٍ ، يحتاج إلى جهد كبير..
وقد أفاضت البحوث في الحديث عن طابع المراهقة بكل تفصيلاتها فيما يمكن جمعها في خصوصيتين رئيسيتين هما استقلال الشخصية  حيث تبدأ بالتحسّس بأنّها كيان مستقل عن أسرته. ، والأمر الثاني هو الاضطراب أو التقلب أو التردّد في الوصول إلى الموقف الحاسم الذي تختطّه الشخصية لمستقبلها.
إذا عدنا إلى المشرّع الإسلامي وجدناه يقطع خطوات تدريجية في تدريب الشخصية على هذا الاستقلال، حتى يصل إلى مرحلة  المسؤولية الإلزامية الكاملة.
والآباء والمربون مسؤولون إلى حد كبير عن ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية، والعادات الشاذة بين الشباب، والأب القاسي هو المتسبب الأول في الأمراض النفسية لدى أبنائه وعبارات الشباب الذين ليسوا على طريق الاستقامة و الالتزام ومن خلال الإطلال على بعض الدراسات، كلها تعكس صورة الإهمال، وصورة الغيبوبة المطلقة عند الكثير من الآباء عن واقع أبنائهم , وفي حالات أخرى  تعكس علاقة هي أشبه ما تكون بعلاقة الشرطي بالمشتبه فيه، يلاحقه ويخطئه ويأمره وينهاه ويعنفه حتى تكون النتيجة أن يكثر خطؤه ويقل صوابه وتزداد صفحته سوادا وتقل أو تنعدم ثقته بنفسه.
 ولا يمكن إغفال عنصر القدوة في حياة الناس لأهميته فالقدوة الصالحة من أعظم المعينات على تكوين العادات الطيبة لكون الإنسان بطبيعته يحتاج إلى نموذج تطبيقي حي أمامه حتى يتصور الخلق المعين والسلوك الموجه فيصدق به ويتمثله في حياته
وإنتاج جيل شاب وناجح يبدأ بإتاحة الفرصة لهم ومنحهم الثقة والاحترام، ومرتبط بإيجابية الخطاب الثقافي والتعليمي والفكري والديني.
إن الشباب بقواه وطاقاته لا يمكن أن يعيش الفراغ، أو يبقى على هامش الحياة في المجتمع. وإنما يجب أن يمارس دوراً اجتماعياً، فإما أن نكسبه وندفعه من خلال حسن التعاطي معه إلى القيام بالدور الصالح المفيد الفعّال , وإما أن نتجاهل شخصيته، ونحتقر مؤهلاته وقدراته، ولا نستغل طاقاته ومواهبه , فيتلقفه الآخرون ويلقون به إلى المفاسد والمهالك .
ولأهمية مرحلة الشباب والعوامل المؤثرة سلبا أو إيجابا في بناء هذا الجيل كانت لمجلة اللقاء وقفة مع بعض العناوين الهامة  التي تقدم الحديث عنها بإقتضاب هنا  والتي نأمل ان تساهم في فهم جيل الشباب  وحل مشكلاتهم والإلفات إلى الدور الإيجابي الذي يمكن أن يقوم به الأهل والمربون والمبلّغون في التعاطي مع هذه الفئة الهامة في المجتمع الإسلامي , وتنميتها على المستوى الكمي والكيفي .
رئيس التحرير


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=83
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29