وثيقة التفاهم ضمانة وطنية تجب حمايتها
وثيقة التفاهم ضمانة وطنية تجب حمايتها
يتعرض التفاهم الموقع بين التيار الوطني الحر وحزب الله لحملات شعواء متتالية منذ توقيعه وإلى اليوم وكان آخرها محاولة اغتياله في مجزرة "الأحد الأسود" في محيط كنيسة مار مخايل رمز الحوار والوحدة،ولم تقتصر تلك الحملات المسعورة على مستوى الداخل ، بل تعدته لتصل الى مستوى دول القرار في العالم التي تقرر مصائر دول وأوطان فغدا أي حل أو تسوية رهن بفك هذا التفاهم. لقد بلغ التدخل الخارجي وعلى رأسه الإدارة الأميركية حداً لم يعد يحتمله بلد مثل لبنان المثقل بالأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، ولم تزل تمعن هذه الإدارة في الإطباق على أنفاس هذا البلد الذي يختنق بالأزمات والنكبات ، فرعت حربا وحشية مدمرة وعرقلت كل الحلول وصولاً إلى الفراغ الرئاسي مبقية هذا الكابوس الجاثم على كاهل أكثرية اللبنانيين التواقين للحرية والخلاص. ولم يرق لبعض الخارج والداخل هذا التفاهم وكل تقارب بين اللبنانيين، وقامت جوقة رجع الصدى تردد وهي لا تتوانى في كل مناسبة عن وصفه بالخارج عن المألوف وبغير الطبيعي ! وحق للذين لا يرتاحون للتقارب وكسر الحواجز النفسية والإقلاع عن ذهنية الماضي البغيض إن يصفوه بذلك !! إننا في هيئة علماء بيروت نبارك وندعم هذا التفاهم الذي هو فعلاً تفاهم الشرفاء الذي حصن بالدم ونؤكد على أهميته وندعو إلى المزيد من بث الوعي بين الجماهير التي لا يعوزها ذلك بعد سقوط الأقنعة وانكشاف الخطط الخبيثة التي تريد النيل من هذا التفاهم والإيقاع بيننا عبر توريط الجيش الوطني بالصدام مع المعارضة -وصولا الى الهدف الجوهري وهو سلاح المقاومة الذي هزم إسرائيل والذي اقر بوثيقة تاريخية لن تمحى -وإحداث فتنة لطالما وأدتها المعارضة بدماء شهدائها وهي ما تزال تصر على الحوار الجدي والصادق من اجل حل الازمة السياسية المستعصية، وتصر على تعميق التفاهم؛النموذج الراقي في العيش المشترك وتؤكد بالرغبة الصادقة في تعميمه على مستوى الوطن كله، لأنه يمثل ضمانة وطنية كبرى يتوجب علينا حمايته من كل موتور حاقد لا يحيا بغير التوتير وبث الفرقة والانقسام وإثارة القلاقل.هيئة علماء بيروت
بيروت في
5/شباط /2008
