• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : قرانيات .
                    • الموضوع : االمجاز في القران‏ .

االمجاز في القران‏

االمجاز في القران‏


المحرر القراني


لا شك في وقوع المجاز في القران الكريم، وهو القران العربي المبين الذي نزل بألفاظ العرب ومعانيها ومذاهبها في تبيان المعاني من مجاز وكنايات وغير ذلك من ضروب البلاغة، وإن أنكره جماعة كالظاهرية بزعمهم أن المجاز كذب أو أخوه والقران منزّه عنه، وهذه شبهة باطلة وقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولو كان المجاز كذباً كان أكثر كلامنا فاسداً لأنا نقول نبت البقل، وأينعت الثمرة ورخص السّعر، وهو قسمان:
الأول: المجاز في التركيب ويسمى مجاز الإسناد والمجاز العقلي وعلاقته الملابسة وذلك أن يسند الفعل أو شبهه إلى غير ما هو له أصالة لملابسته له كقوله تعالى: (وإذا تليت عليهم اياته زادتهم إيماناً) نسبت الزيادة وهي فعل اللَّه إلى الايات لكونها سبباً لها.
ومنه قوله تعالى: (يوماً يجعل الولدان شيباً) نسب الفعل إلى الظرف (يوماً) لوقوعه فيه.
وقوله تعالى: (فأمّه هاوية) لما كانت الأم كافلة الولد وغاذيته ومأواه ومربيته، وكانت النار للكافر كذلك جعلها أمه.
الثاني: المجاز في المفرد ويسمى المجاز اللغوي وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له وأنواعه كثيرة منها:
1 إطلاق اسم الكل على الجزء كقوله تعالى: (يجعلون أصابعهم في اذانهم) أي أناملهم ونكتة التعبير عنها بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة من الفرار فكأنهم جعلوا الأصابع.
2 أو العكس بأن يطلق الجزء ويراد الكل كقوله تعالى: (ووجوه يومئذٍ خاشعة عاملة ناصبة) عبّر بالوجوه عن جميع الأجساد لأن التنعم والنصب حاصل لكلها.
3 إطلاق المسبّب على السبب كقوله تعالى: (ينزّل لكم من السماء رزقاً) أي يتسبب عنه الرزق.
4 أو العكس (ما كانوا يستطيعون السمع) أي القبول والعمل به لأنه مسبّب عن السمع.
5 تسمية الشي‏ء بما يؤول إليه كقوله تعالى: (إني أراني أعصر خمراً) أي عنباً يؤول إلى الخمرية وقوله تعالى: (ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً) أي صائر إلى الكفر والفجور.
6 تسمية الشي‏ء بما كان عليه نحو قوله تعالى: (واتوا اليتامى أموالهم) أي الذين كانوا يتامى إذ لا يُتْم بعد البلوغ.
7 إطلاق اسم الحال على المحل كقوله تعالى: (ففي رحمة اللَّه هم فيها خالدون) أي في الجنة لأنها محل الرحمة.
8 أو العكس كقوله تعالى: (فليدع ناديه) أي أهل ناديه أي مجلسه، ومنه التعبير باليد عن القدرة نحو (بيده الملك).
9 تسمية الشي‏ء باسم ضده نحو قوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم) والبشارة حقيقة في الخبر السارّ.
10 إقامة صيغة مقام أخرى وتحته أنواع كثيرة منها إطلاق المصدر على الفاعل نحو (فإنهم عدو لي) ولهذا أفرده، وعلى المفعول نحو ولا يحيطون بشي‏ء من علمه أي من معلومه أو العكس.
أو اطلاق المفرد على المثنى (واللَّه ورسوله أحق أن يرضوه) أي يرضوهما.
أو المثنى على المفرد (ألقيا في جهنم) أي ألقِ.
أو اطلاق الجمع على المفرد (قال رب ارجعون) أي أرجعني.
ومنها وضع جمع القلة موضع الكثرة (وهم في الغرفات امنون) وغرف الجنة لا تحصى ومنها تأنيث المذكر (الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) أنّث الفرودس وهو مذكّر حملاً على معنى الجنة.
11 القلب وهو ما تحدثنا عنه في العدد الماضي وهو على أنحاء ونمثل له بقوله تعالى: (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) أي لتنوء العصبة بها، وقوله تعالى: (ثم تولّ عنهم فانظر) أي فانظر ثم تولّ.
12 استعمال صيغة أفعل لغير الوجوب، وصيغة لا تفعل لغير التحريم وأدوات الإستفهام لغير طلب التصور والتصديق وأداة التمنّي والترجّي والنداء لغيرها.
وكذا استعمال حروف الجر في غير معانيها «وهذا القسم سنفرد له بحثاً في عدد مقبل» وهناك أقسام أخرى لم نذكرها كما أن لكل قسم صوره العديدة لم نذكرها تراجع في مظانها.
ملاحظة هامة:
إن أفعال المجاز لا تخرج منها المصادر ولا تؤكّد بالتكرار فتقول:
أراد الحائط أن يسقط ولا تقول أراد الحائط أن يسقط إرادة شديدة.
أو قالت الشجرة فمالت ولا تقول قالت الشجرة فمالت قولاً شديداً.
وفي قوله تعالى: (وكلّم اللَّه موسى تكليماً) وكّد بالمصدر (تكليماً) معنى الكلام ونفى عنه المجاز.
وكذا قوله تعالى: (إنما قولنا لشي‏ء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) فوكّد القول بالتكرار (كن فيكون) ووكّد المعنى بإنما ؟


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=55
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2007 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28