من خصائص شهر رمضان وصفاته _ شهر الاسلام
من خصائص شهر رمضان وصفاته _ شهر الاسلام
شهر رمضان هو أهمّ هذه الفترات التي خصّها الله وأجزل فيها الجزاء والثواب.
عن رسول الله (ص): "لو يعلم العبد ما في رمضان يودّ أن يكون رمضان السنة".
لما فيه من النعم اللّامتناهية التي يغدقها الله على عباده في هذا الشهر المبارك.
وعنه (ص) – لمّا حضر شهر رمضان –: "سبحان الله! ماذا تستقبلون؟! وماذا يستقبلكم"؟! قالها ثلاث مرّات. أي ماذا تستقبلون من مضاعفة للأجر والثواب والحسنات وأمّا ماذا يستقبلكم من آثار هذه البركات على التقوى وتهذيب النفس وصفاء السريرة وسوى ذلك.
ومن هذه البركات: غفران الذنوب: وشهر رمضان أهمّ محطة فتحها الله لعباده تكفيراً عن ذنوبهم. فعن رسول الله (ص): "إنّ الشقيّ حقّ الشقيّ من خرج من هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه".
وعن الإمام الصادق (ع) في بيان أنّ هذه الفرصة لا يمكن أن تُعوّض خلال السنة قوله: "مَن لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلا أن يشهد عرفة".
فتح أبواب السماء: وذلك للدعاء والعبادة والعمل الصالح. فعن رسول الله (ص): "إنّ أبواب السماء تفتح في أوّل ليلة من شهر رمضان، ولا تغلق إلى آخر ليلة منه".
تصفيد الشياطين في شهر رمضان: عن رسول الله (ص): "إذا استهلّ رمضان غلّقت أبواب النّار، وفتّحت أبواب الجنان، وصفّدت الشياطين".
وهذه النعمة الإضافيّة من شأنها أن تخفّف على الإنسان الكثير من الأعباء في مسيرة تزكيته لنفسه ويرقى بشكلٍ أسرع إلى رضوانه ومغفرته.
تقسيم الأرزاق وكتابة الآجال: عن الإمام الصادق (ع) إذا دخل شهر رمضان: "فاجهدوا أنفسكم، فإنّ فيه تقسم الأرزاق، وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر".
سبيل إلى رضوان الله تعالى: عن الإمام زين العابدين (ع): كان من دعائه إذا دخل شهر رمضان: "الحمد لله الذي حبانا بدينه واختصّنا بملّته وسبلنا في سبل إحسانه لنسلكها بمنّه إلى رضوانه، حمداً يتقبّله منّا، يرضى به عنّا، والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام".
وقد ذُكرت لهذا الشهر في الأدعية سواءٌ في أدعيّة الصحيفة السجادية المباركة أو في غيرها صفات عديدة تدلّ على اهمية هذا الشهر وعظمته ومحله الرفيع في الاسلام
فعن الامام السجاد عليه السلام : ...شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام"
(شهر الإسلام)
فشهر الإسلام بمعنى شهر التسليم لله. وقد ورد في الآية الشريفة ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ (لقمان: 22
فإسلام الوجه لله يعني تسليم القلب والروح والخضوع لإرادة الله وحكمه وشريعته.
في شهر رمضان المبارك على الإنسان أن يكون لديه جهوزية لمزيدٍ من التسليم في مقابل الشرع المقدّس والأحكام الإلهية
طبعًا فالإنسان المسلم والعبد المؤمن مُسَلِّمٌ دائمًا للأمر الإلهي؛ ولكنّ ظهور هذا التسليم وبروزه في هذا الشهر أكثر منه في سائر الشهور؛ وذلك بسبب وجود تكاليف أكثر في هذا الشهر.
الوجه الثاني: إنّ صوم شهر رمضان المبارك قد شُرّع للمسلمين فقط فهو خاصٌ بالمسلمين، ولهذا السبب كان شهر رمضان المبارك “شهر الإسلام”.
وغير المسلمين في الشرائع السابقة وان كانوا مكلفين بالصيام كما هو مفاد الآية الكريمة ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) ولكن صوم المسلمين بهذا الشهر وبما له من خصوصيّات وبركات، ليس عند أيّ أمّةٍ أخرى، غير المسلمين.
شهر الطهور.
كذلك هو شهر الطهور. والطهور إما المطهِّر أي ذلك الشهر الذي يوجد فيه العنصر الذي يعطي للإنسان الطهارة .
وإما أن يكون بصورة المصدر، أي شهر الطهارة من القذارات والملوّثات.
فشهر رمضان غايته التقوى ولقاء الله بقلب سليم وما التكليف بالعبادات والاصول الاخلاقية الا في هذا السبيل.
ففي الخطبة الفدكية للزهراء عليها السلام : فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، ... والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله في ما أمركم به وما نهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماءُ..
"شهر التمحيص"
والتمحيص تخليص الشيء ممّا يخالطه ممّا فيه عيب له فهو كالتزكية.
فالمعدن القيّم كالذهب الممتزج بالمعادن الرخيصة عندما يوضع في الفرن فهو بذلك يمحّص. والمقصود بالتمحيص هنا هو تخليص الذات الإنسانية الطاهرة من الشوائب والقذارات.
شهر التوبة والإنابة.
فالتوبة هي الرجوع عن ارتكاب الخطأ وعن التفكير الخاطئ. والإنابة تعني الرجوع إلى الله. فما ذُكر حول التوبة والإنابة يحتاج إلى خطوة أولى وهي أن نلتفت إلى عيوب العمل وندرك أين يوجد الإشكال فيه؛ أين يكمن خطؤنا وذنبنا وتقصيرنا..
وبالنتيجة، فإن علينا أن نراقب أنفسنا في شهر رمضان مهما أمكن، ونصلح سلوكياتنا وأفكارنا وأقوالنا وأعمالنا؛ ونفتّش عن الإشكالات الموجودة فيها لنتخلص منها.
شهر التقوى
موارد التقوى
ففي أغلب الأوقات عندما تُذكر التقوى ينصرف ذهن الإنسان إلى رعاية ظواهر الشرع والمحرمات والواجبات ولا شك بأن هذا الأمور مهمّة، لكن للتقوى أبعاداً أخرى غالباً ما نغفل عنها؛ ففي دعاء مكارم الأخلاق توجد فقرةٌ تبيّن هذه الأبعاد:
"اللهم صلِّ على محمد وآله وحلّني بحلية الصالحين وألبسني زينة المتقين"
فما هو لباس المتّقين؟ فيأتي الشرح الملفت: "في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة
"وضم أهل الفرقة "وإصلاح ذات البين"،
فبسط العدل يُعدّ أرفع أنواع التقوى. وكظم الغيظ تجاه الأصدقاء، أما مقابل الأعداء فيجب أن نتحلّى بالغيظ ﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ (التوبة: 15).
فاجتناب هذا الغضب الذي يؤدي إلى الانحراف والخطأ في الفكر والعمل يُعد من موارد التقوى.
وايضا شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام والعبادات والطاعات تضاعف فيه الحسنات اضعافا مضاعفة والذنب مغفور والعمل مقبول فهلموا يرحمكم الله تعالى .