من فضائل الامام الحسن المجتبى عليه السلام
من فضائل الامام الحسن المجتبى عليه السلام
أعلن الإمام علي (عليه السلام) ان الإمام الحسن (عليه السلام) هو وصيّه من بعده واشهد على ذلك أولاده وأهل بيته ورؤساء الشيعة، وقال في وصيته: " يا بني، إنّه قد أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أوصي إليك، وادفع إليك كتبي وسلامي، كما أوصى إليّ ودفع إليّ كتبه وسلامه، وأمرني أن آمرك، إذا حضرك الموت ان تدفعهما إلى أخيك الحسين (عليه السلام)
وبعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنه خطب الإمام الحسن (عليه السلام) بالناس في مسجد الكوفة، فقام المهاجرون والأنصار وباقي المسلمين بمبايعة خليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبايعته جميع الأمصار الإسلاميّة عدا الشام التي كان واليها معاوية.
الإمام الحسن (عليه السلام) في القرآن الكريم:
1 – أذهب الله عنه الرجس وطهّر تطهيراً في آية التطهير: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ الأحزاب – 33
2- ابنُ رسول الله الذي ابتهل به أمام خصومه بين يدي الله عز وجلّ في آية المباهلة: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ آل عمران – 61
3- جزاه الله على صبره جنةً وحريراً في سورة الإنسان: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً﴾ الإنسان – 12
4- مِن القربى الذين طلب النبي (صلى الله عليه وآله) من المسلمين مودتهم في آية المودة: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ الشورى – 23
الإمام الحسن (عليه السلام) على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله
1- سيّد شباب أهل الجنة، (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)
2- ريحانة رسول الله من الدنيا، ( إنّ الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا)
3- مِن رسول الله، ورسول الله منه، ( حسن منّي وأنا منه)
4- حبيب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومحبّه حبيب الله، ( من أحبَّهما أحببته، ومن أحببته أحبَّه الله )
5- مبغضه بغيض الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) ( ومن أبغضهما وبغى عليهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله ادخله النار وله عذاب مقيم)
الفضائل الشخصية
حب النبي (ص) له
كان النبي (ص) يحمل الحسن على عاتقه، ويقول: اللهم إني أحبه؛ فأحبه، وأحيانا عندما كان النبي (ص) يسجد في صلاة الجماعة يصعد الحسن على كتفه، فلا يرفع النبي رأسه من السجود حتى ينزل الحسن من على كتفه، فعندما يسأله أصحابه عن طول سجوده؟ يجيبهم: أردت أن ينزل هو بنفسه من على كتفي.
وورد في فرائد السمطين أن النبي (ص) قال عنه أنه سيد شباب الجنة، وحجة الله على الأمة، ومن تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني.
عبادته
كان الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، أعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم، وكان اذا حج، حج ماشياً وربما مشى حافياً، ولقد حج خمساً وعشرين حجة ماشياً وان النجائب لتقاد معه، وقاسم اللّه تعالى ماله مرتين، وروي ثلاث مرات، حتى انه كان يعطي من ماله نعلاً ويمسك خفاً.
وكان اذا ذكر الموت بكى، واذا ذكر القبر بكى، واذا ذكر البعث والنّشور بكى، واذا ذكر الممر على الصراط بكى، واذا ذكر العرض على اللّه تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان اذا قام في صلاة ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان اذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل اللّه الجنة، وتعوذ باللّه من النار، وكان لا يقرأ من كتاب اللّه عز وجل : يا ايها الذين آمنوا الا قال لبيك اللهم لبيك، ولم ير في شيء من احواله الا ذاكراً للّه سبحانه.
وكان اصدق الناس لهجة، وكان اذا توضّأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه، فقيل له في ذلك، فقال : حقّ على كل من وقف بين يدي رب العرش ان يصفر لونه وترتعد مفاصله. وكان اذا بلغ باب المسجد رفع رأسه، ويقول : الهي ضيفك ببابك، يا محسن قد اتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك، يا كريم.
وكان اذا فرغ من الفجر لم يتكلم، حتى تطلع الشمس.
اخلاقه
عن انس بن مالك قال : حيَّت جارية للحسن بن علي (عليه السلام) بطاقة ريحان فقال لها : انت حرة لوجه اللّه، فقلت له في ذلك، فقال : ادبنا اللّه تعالى، فاذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردُّوها، وكان احسن منها اعتاقها.
وروي انه لم يسمع قط منه (عليه السلام) كلمة فيها مكروه، الا مرة واحدة، فانه كان بينه وبين عمرو بن عثمان خصومة في ارض، فقال له الحسن (عليه السلام) : ليس لعمرو عندنا الا ما يرغم انفه.
ومن حلمه:
ما روى المبرد وغيره أن شامياً رآه راكباً فجعل يلعنه، والحسن (عليه السلام) لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلم عليه وضحك، فقال :
أيها الشيخ اظنك غريباً، ولعلك شبهت، فلو اشبعتنا اعتبناك، ولو سألتنا اعطيناك،
ولو استرشدتنا أرشدناك،ولو استحملتنا أحملناك،وان كنت جائعاً أشبعناك،وان كنت عرياناً كسوناك،وإن كنت محتاجاً أغنيناك،وان كنت طريداً آويناك،وان كان لك حاجة قضيناها لك،فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً، فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال:
أشهد أنك خليفة اللّه في أرضه اللّه اعلم حيث يجعل رسالته، وكنت انت وابوك ابغض خلق اللّه الي، وحول رحله اليه وكان ضيفه الى ان ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم.
وروي انه لما مات الحسن (عليه السلام) اخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين (عليه السلام) : تحمل اليوم جنازته وكنت بالامس تجرعه الغيظ، قال مروان: نعم كنت افعل ذلك، بمن يوازن حلمه الجبال.
تواضعه
ورد أن الإمام الحسن (ع) مر على فقراء يأكلون فتيتاً من الخبز، فعندما رأوه دعوه ليأكل معهم، فنزل الإمام من فرسه، وجلس يأكل معهم حتى شبع، ثم دعاهم إلى بيته، فأطعمهم، وكساهم. وفي خبر آخر ورد أن أحد خدمه صدر منه ما يستحق العقوبة عليه، فقال للإمام الحسن(ع): «وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ»، فقال الإمام عفوت عنك، ثم قال: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، فقال الإمام: أنت حرّ لوجه الله، وأعطاه ضعف ما كان يعطيه.
اشتهاره بالإنفاق في سبيل الله ومساعدة الناس
إن المصادر الإسلامية ذكرت أن ثاني أئمة أهل البيت (ع) كان "كريما" و"سخيا" و"جوادا".وورد أنه أنفق جميع أمواله مرتين في سبيل الله، وبادر إلى تقسيم أمواله ثلاث مرات، فكان ينفق نصفا منه، ويترك لنفسه نصفا آخر.
وهناك أخبار تتحدث عن مساعدته للناس حتى ذكر أنه قطع الطواف وهو معتكف في المسجد الحرام ليقضي حاجة مسلم، وسُئل عن سبب عمله فقال: كيف لا أذهب معه ورسول الله(ص) قال: من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجة وعمرة وإن لم تقض له كتبت له عمرة.