خصائص الامام عليه السلام
خصائص الامام عليه السلام
ذكر الامام علي ( ع ) في كتاب البحار ج 25 ص 164 بعض خصائص الامام ، و هي باختصار :
1 أن يكون أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه ، و جميع ما يحتاج اليه الناس ، فيحتاج الناس اليه و يستغني هو عنهم .
2 أن يكون معصوما من جميع الذنوب ، فلا يزلّ في الفتيا ، و لا يخطئ في الجواب ، و لا يلهو بشي ء من أمر الدنيا .
3 أن يكون أسخى الناس ، حتى يؤدي ما في يديه من أموال المسلمين لأصحابها .
4 أن يكون أشجع الناس يوم الزحف ، حتى لا ينهزم الناس بسببه .
و أصدق شاهد على ذلك قول الامام علي ( ع ) في البحار ج 68 ص 390 : كبار حدود ولاية الامام المفروض الطاعة ، أن يعلم أنه معصوم من الخطأ و الزلل و العمد ، و من الذنوب كلها صغيرها و كبيرها . لا يزل و لا يخطئ و لا يلهو بشي ء من الامور الموبقة للدين ، و لا بشي ء من الملاهي . و أنه أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه ، و فرائضه و سننه و أحكامه . مستغن عن جميع العالم ، و غيره محتاج اليه . و أنه أسخى الناس ، و أشجع الناس . . .
النصوص :
قال الامام علي « ع » :
إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر أقواهم عليه ، و أعلمهم بأمر اللّه فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل . ( الخطبة 171 ، 308 ) و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر و العلم بمواضع الحقّ . ( الخطبة 171 ، 308 ) و قال ( ع ) في وصف الائمة ( ع ) : عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ، لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 )
من نصب نفسه للنّاس إماما ، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، و ليكن تأديبه بسيرته ، قبل تأديبه بلسانه . ( 73 ح ، 577 )
هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و باشروا روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . أولئك خلفاء اللّه في أرضه ، و الدّعاة إلى دينه . ( 147 ح ، 595 )
الامام قدوة
قال الامام علي « ع » :
أيّها النّاس ، إنّي و اللّه ما أحثّكم على طاعة إلاّ و أسبقكم إليها ، و لا أنهاكم عن معصية إلاّ و أتناهى قبلكم عنها . ( الخطبة 173 ، 311 )
ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما ، يقتدي به و يستضي ء بنور علمه . ( الخطبة 284 ، 505 )
على الامام أن يعيش كأضعف الناس
شكا العلاء بن زياد الحارثي أخاه عاصم الى أمير المؤمنين ( ع ) بأنه لبس العباءة و تخلى عن الدنيا . فجي ء بعاصم الى الامام ( ع ) فأنّبه ، و قال له : أترى اللّه أحل لك الطيبات ، و هو يكره أن تأخذها ؟ .
فاستنكر عاصم على الامام ( ع ) تقشفه و زهده ، و هو يدعوه الى ترك التقشف . فأجابه الامام ( ع ) بأن ما يطلب من الامام غير ما يطلب من غيره ، فان اللّه فرض على إمام الامة أن يعيش كأضعف شخص في رعيته ، حتى يتأسى به الفقير ، و لا يطغى الغني .
و في هذا المعنى قام الامام ( ع ) في البحار ج 4 ص 336 : إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه ،
ففرض عليّ التّقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي ، كضعفاء النّاس ، كي يقتدي الفقير بفقري و لا يطغي الغنيّ غناه .
النصوص :
قال العلاء بن زياد الحارثي للامام ( ع ) : يا أمير المؤمنين ، أشكو اليك أخي عاصم بن زياد . قال : و ما له ؟ قال : لبس العباءة و تخلى عن الدنيا . قال : عليّ به . فلما جاء قال :
يا عديّ نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك و ولدك ؟ أترى اللّه أحلّ لك الطّيّبات ، و هو يكره أن تأخذها ؟ أنت أهون على اللّه من ذلك .
قال : يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة ملبسك و جشوبة مأكلك . قال ( ع ) : ويحك ،
إنّي لست كأنت ، إنّ اللّه تعالى فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا ( أي يقيسوا ) أنفسهم بضعفة النّاس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره ( أي كيلا يهيج به ألم الفقر فيهلكه ) . ( الخطبة 207 ، 400 )
من كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف الانصاري و كان عامله على البصرة و قد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها ، فمضى اليها قوله :
أمّا بعد ، يا بن حنيف ، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها . تستطاب لك الألوان ، و تنقل إليك الجفان و ما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم ، عائلهم مجفوّ ( أي محتاجهم مطرود ) و غنيّهم مدعوّ . فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ( قضم : اكل بطرف أسنانه . فما اشتبه عليك علمه فالفظه ،و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه .
ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به و يستضي ء بنور علمه ، ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ( أي ثوبيه الباليين ) ، و من طعمه بقرصيه ( أي رغيفيه ) .
ألا و إنّكم لا تقدرون على ذلك ، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد و عفّة و سداد . فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرأ ، و لا ادّخرت من غنائمها وفرا ، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا ، و لا حزت من أرضها شبرا . و لا أخذت منه إلاّ كقوت أتان دبرة ( التي عقر ظهرها فقل أكلها ) . و لهي في عيني أوهى و أهون من عفصة مقرة . بلى كانت في أيدينا فدك ( قرية نحلها النبي ( ص ) لابنته الزهراء ) من كلّ ما أظلّته السّماء ، فشحّت عليها نفوس قوم ( أي الخليفة الاول و الثاني ) و سخت عنها ( أي زهدت بها ) نفوس قوم آخرين ( أي بني هاشم ) و نعم الحكم اللّه . و ما أصنع بفدك و غير فدك ، و النّفس مظانّها في غد جدث ( أي قبر ) تنقطع في ظلمته آثارها ، و تغيب أخبارها ، و حفرة لو زيد في فسحتها ، و أوسعت يدا حافرها ، لأضغطها الحجر و المدر ، و سدّ فرجها التّراب المتراكم .
و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق ( كناية عن الصراط ) . و لو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، و لباب هذا القمح ، و نسائج هذا القزّ . و لكن هيهات أن يغلبني هواي ،و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، و لا عهد له بالشّبع أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :
و حسبك داء أن تبيت ببطنة و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، و لا أشاركهم في مكاره الدّهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطّيّبات ، كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ( أي البهيمة السائبة شغلها أن تلتقط القمامة ) تكترش من أعلافها ، و تلهو عمّا يراد بها . أو أترك سدى و أهمل عابثا ، أو أجرّ حبل الضّلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة . . ( الخطبة 284 ، 505 )
قال ( ع ) : إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه ، ففرض عليّ التّقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء النّاس ، كى يقتدي الفقير بفقري ، و لا يطغي الغنيّ غناه . ( أصول الكافي )