هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



  الامام الحسين عليه السلام : سيرته والنصوص على إمامته وخصائصه ومناقبه وفضائله

  عيد الغدير

  من علامات ظهور الامام الحجة عليه‌السلام :

  مملكة الكراهية

 مجالس عاشوراء منابر للوعي

  من يتحدث باسم الإسلام؟

 من علامات الظهور الحتمية والقريبة

  نافع بن هلال الجملي المذحجي

 الجهاد

 قبس من هدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7046559

  • التاريخ : 29/03/2024 - 06:17

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : مفاهيم .

              • الموضوع : السنة النبوية والتنصيص علي إمامة علي .

السنة النبوية والتنصيص علي إمامة علي

 السنة النبوية والتنصيص علي إمامة علي

إن من أحاط علما بسيرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم في تأسيس دولة الإسلام، وتشريع أحكامها وتمهيد قواعدها، وبمواقف علي بن أبي طالب وزير رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في أمره وظهيره علي عدوه، وعيبة علمه، ووارث حكمه، وولي عهده، وصاحب الأمر بعده ومن وقف علي أقوال النبي وأفعاله في حله وترحاله، يجد أن نصوص النبي صلي الله عليه وآله وسلم في خلافة علي عليه السلام وإمامته متواترة، وإليك البيان:

 

حديث بدء الدعوة

أخرج الطبري وغيره أنه لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: - (وأنذر عشيرتك الأقربين) [1] دعا رسول الله عليا، فقال له: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني حتي أباديهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ عسا من اللبن. فلما جاء القوم وأكلوا وشربوا قام النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقال: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالي أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني علي هذا الأمر، علي أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا [2] .

ودلالة الحديث علي الخلافة لعلي والوصاية له لا تحتاج إلي بيان، وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي أن النبوة والإمامة كانتا متعاقدتين بعقد واحد تتجليان معا ولا تتخلفان.

 

 

حديث المنزلة

 روي البخاري ومسلم في صحيحيهما وكثير من أهل السير والتاريخ أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خلف علي بن أبي طالب عليه السلام علي أهله في المدينة عند توجهه إلي تبوك فأرجف به المنافقون، وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا به، فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب عليه السلام سلاحه وخرج حتي أتي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وهو نازل بالجرف، فقال: يا نبي الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني، وتخففت بي، فقال: كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي؟ فرجع علي إلي المدينة ومضي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في سفره [3] .

 الحديث يدل بوضوح علي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أفاض علي علي عليه السلام بإذن من الله سبحانه الخلافة والوصاية، فكل مقام كان ثابتا لهارون فهو أيضا ثابت لعلي عليه السلام إلا ما استثناه وهي النبوة، علي أن الاستثناء دليل العموم. وما جاء في صدر الحديث من أنه خلفه علي أهله لا يكون دليلا علي التخصيص لبداهة أن المورد لا يكون مخصصا.

 

 

حديث الغدير

 حديث الغدير حديث الولاية الكبري، حديث كمال الدين وإتمام النعمة ورضي الرب تعالي وهو حديث نزل به كتاب الله المبين وتواترت به السنة النبوية، وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلي يومنا هذا. وقد صب شعراء الإسلام واقعة الغدير في قوالب شعرية وإليك خلاصة تلك الواقعة: أجمع الرسول صلي الله عليه وآله وسلم الخروج إلي الحج في السنة العاشرة من الهجرة تلك الحجة التي سميت بحجة الوداع وحجة الإسلام وحجة البلاغ، فلما قضي مناسكه انصرف راجعا إلي المدينة ومن معه من الجموع المذكورة وصل إلي غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة فعند ذاك نزل جبرئيل الأمين بقوله: - (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) –.

 وكان أوائل القوم قريبين من الجحفة فأمر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أن يرد من تقدمهم ويحبس من تأخر عنهم حتي إذا أخذ القوم منازلهم نودي بالصلاة، صلاة الظهر، فصلي الناس، وكان يوما حارا يضع الرجل بعض ردائه علي رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، فلما انصرف من صلاته قام خطيبا وسط القوم علي أقتاب الإبل، وأسمع الجميع رافعا عقيرته، فقال: الحمد لله، ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدي، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: أيها الناس، إني أوشك أن أدعي فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: " نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وجاهدت، فجزاك الله خيرا ". قال: " ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ ". قالوا: " بلي نشهد بذلك ". قال: " اللهم اشهد ". ثم قال: " أيها الناس، ألا تسمعون؟ " قالوا: " نعم ". قال: " فإني فرط علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ". فنادي مناد: " وما الثقلان يا رسول الله؟ " قال: الثقل الأكبر، كتاب الله، والآخر الأصغر، عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ". ثم أخذ بيد علي فرفعها، حتي رؤي بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال: " أيها الناس، من أولي الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ ". قالوا: " الله ورسوله أعلم ". قال: " إن الله مولاي، وأنا مولي المؤمنين، وأنا أولي بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فعلي مولاه - يقولها ثلاث مرات - ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب ". ثم لم يتفرقوا حتي نزل أمين وحي الله بقوله: - (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) - الآية [4] ، فقال رسول  الله: " الله أكبر علي إكمال الدين وإتمام النعمة ورضي الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي ". ثم أخذ الناس يهنئون عليا، وممن هناه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر، كل يقول: بخ بخ، لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي، ومولي كل مؤمن ومؤمنة. وقال حسان: أتأذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا، فقال: قل علي بركة الله، فقام حسان، فقال: يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا فقال فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه وكن للذي عادي عليا معاديا  فلما سمع النبي أبياته قال: " لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ". هذا مجمل الحديث في واقعة الغدير، وقد أصفقت الأمة علي نقله، فلا نجد حديثا يبلغ درجته في التواتر والتضافر ولا في الاهتمام به نظما ونثرا.

 لا أظن أن أحدا ينكر سند الحديث وتواتره، فقد رواه:

1 - من الصحابة 110 صحابيا.

 2 - ومن التابعين 84. وأما عدد الرواة من العلماء والمحدثين فنذكرهم علي ترتيب القرون.

3 - في القرن الثاني: 56 عالما ومحدثا.

 4 - في القرن الثالث: 92 عالما ومحدثا.

5 - في القرن الرابع: 43 عالما ومحدثا.

 6 - في القرن الخامس: 24 عالما ومحدثا.

 7 - في القرن السادس: 20 عالما ومحدثا.

 8 - في القرن السابع: 20 عالما ومحدثا.

 9 - في القرن الثامن: 19 عالما ومحدثا.

 10 - في القرن التاسع: 16 عالما ومحدثا.

 11 - في القرن العاشر: 14 عالما ومحدثا.

12 - في القرن الحادي عشر: 12 عالما ومحدثا.

 13 - في القرن الثاني عشر: 13 عالما ومحدثا.

14 - في القرن الثالث عشر: 12 عالما ومحدثا.

15 - في القرن الرابع عشر: 19 عالما ومحدثا [5] .

وقد ألف غير واحد من أعلام الفريقين كتبا في أسناد الحديث وتواتره وإنما المهم هو تبيين دلالة الحديث علي الإمامة الكبري.

 

 

دلالة الحديث علي الولاية الكبرى

 إن لفظة " مولي " في كلام النبي صلي الله عليه وآله وسلم " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " بمعني " أولي " كما في قوله سبحانه: - (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) - [6] . وقد فسر المفسرون قوله: - (هي مولاكم) - بقولهم هي أولي لكم، وهناك قرائن حالية ومقالية علي أن المراد من ذلك اللفظ هي الولاية. أما القرائن الحالية فهي أن النبي أمر بحبس المتقدم في السير ومنع التالي في محل ليس صالحا للنزول، غير أن الوحي حبسه هناك والناس قد أنهكتهم وعثاء السفر وحر الهجير وحراجة الموقف حتي أن أحدهم ليضع طرفا من ردائه تحت قدميه فعند ذاك رقي رسول الله منبر الأهداج. فهل يصح أن يراد من المولي في هذا الموقف الحرج غير إبلاغ الولاية لعلي وأنه هو المتصرف والآخذ بالزمام بعده، وإلا فلو أغمض علي هذا المعني  وقيل بأن المراد من المولي الناصر والمحب لسقط الكلام عن البلاغة واحتفظ عامة الناس بحق النقد والرد علي النبي بعدم ضرورة حبس هذه الحشود في ذلك الموقف غير الصالح للنزول، وإلقاء الخطبة لأجل تفهيم الجميع أمرا واضحا وهو الدعوة إلي نصرة علي وحبه. فلا يسوغ للنبي صلي الله عليه وآله وسلم حشر الجماهير في حر الرمضاء إلا أن تكون الخطبة حول أمر خطير تناط به حياة الإسلام وكيان المسلمين وهي تعيين الوصي بعده وإضفاء الولاية العامة علي من بعده. وأما القرائن المقالية فكثيرة ونشير إلي بعضها:

الأولي: صدر الحديث وهو قوله صلي الله عليه وآله وسلم: " ألست أولي بكم من أنفسكم "، فهذه قرينة علي أن المراد من المولي ما ورد في الصدر وهي الأولوية في النفوس والأموال قال سبحانه: - (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) - [7] .

 الثانية: قوله في ذيل الحديث: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " وفي جملة من الحديث قوله " وانصر من نصره واخذل من خذله " أو ما يؤدي مؤداه فلو أريد منه غير الولاية العامة والأولوية بالتصرف فما معني هذه الإطالة. الثالثة: أخذ الشهادة من الناس حيث قال: " ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق " فإن وقوع قوله " من كنت مولاه " في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة يحقق أن المراد هو الخلافة بعد الرسالة للأولوية علي الناس. ولعل يكفيك ما ذكرنا من القرائن ولم يفهم الشعراء والأدباء منذ صدور الحديث من صاحب الرسالة إلا الولاية العامة لعلي عليه السلام، وقد أنشأ حسان شعرا في هذا المقام حيث قال: فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا وهذا هو علي صاحب الولاية يقول في شعره: وأوجب لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم وهذا هو قيس بن سعد بن عبادة ذلك الصحابي العظيم يقول: وعلي إمامنا وإمام لسوانا أتي به التنزيل يوم قال النبي من كنت مولاه فهذا مولاه خطب جليل هذا هو داهية العرب عمرو بن العاص يكتب إلي معاوية رسالة وفيها قصيدته المعروفة بالجلجلية يقول فيها معترضا علي معاوية: وكم قد سمعنا من المصطفي وصايا مخصصة في علي وفي يوم خم رقي منبرا وبلغ والصحب لم ترحل فأمنحه إمرة المؤمنين من آل مستخلف المنحل [8]

هذا هو خلاصة القول في إمامة علي بعد رحيل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم من الله. ومن عجائب الأمور أن الشيعة قد ذهبت إلي أن عدد الخلفاء بعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم هو اثنا عشر خليفة، ونري ذلك أيضا في الصحاح والمسانيد، وقد تضافرت الروايات الناهزة علي سبع عشرة رواية، أن عدد خلفاء الرسول هو اثنا عشر خليفة والمواصفات المحددة لهم تنطبق بالتمام علي أئمة الشيعة، وإليك بيانه. روي البخاري عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول: يكون اثنا  عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش [9] . وروي مسلم عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة " ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: " كلهم من قريش " [10] .

وروي أيضا: لا يزال هذا الدين منيعا إلي اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمنيها الناس، فقلت لأبي ما قال؟ قال: " كلهم من قريش " [11] .

هذه النصوص تثبت أن صيغة الحكومة والإمامة عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم كانت هي التنصيص وقد نص علي علي عليه السلام وهو نص علي ولده الحسن عليه السلام وهو علي أخيه الحسين عليه السلام وتوالت الأوصياء حسب التنصيص إلي اثني عشر إماما، وعلي ضوء ذلك اتفقت الشيعة علي أن الأئمة الاثني عشر خلفاء الرسول وأنهم منصوبون من الله لزعامة الأمة وقد نص الرسول علي عددهم بل وعلي أسمائهم كما ونص كل خليفة سابق منهم علي الخليفة من بعده ودونك أسماءهم: أولهم الإمام علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول وصهره تربي في حجره، ولم يزل يقفو أثره طول حياته وهو أول الناس إسلاما وأشدهم استقامة في طاعة الله وتفانيا في الدين، بلغ في علمه وتقاه درجة تقاصر عنها شأو أقرانه. كان الإمام أفضل الناس وأمثلهم بعد رسول الله ولم يكن يومذاك رجل أليق بزعامة الأمة وقيادتها منه. نعم قدمت مجموعة من المهاجرين غيره عليه عليه السلام وتناسوا النص وأجمعوا علي صرف الخلافة من أول يومها عن وليه المنصوص عليه. ولم ير الإمام بدا - لحفظ مصالح الدين والمسلمين - من تسليم الأمر إليهم فلزم عقر داره مدة خمسة وعشرين عاما إلي أن رجعت إليه الخلافة واتفقت علي قيادته وزعامته كلمتهم لا سيما جبهة الأنصار وسنام العرب. فتولي الإمام مقاليد الخلافة وأحيا سنة النبي الأعظم في عدله وإنصافه ومساواته بين الناس ولم يكن لأحد فيه مطمع، ولا عنده هوادة ولم يكن يقيم وزنا لغير الحق ولم يحكم بين الأمة إلا بالحق والعدالة حتي قتل في محراب عبادته لشدة عدله. فالحق أن الإمام مفخرة من مفاخر المسلمين علي الإطلاق بل الإنسانية جمعاء.

 فالإمام علي عليه السلام أول الأئمة الاثني عشر، ويليه: الحسن بن علي، الحسين بن علي، فعلي بن الحسين زين العابدين، فمحمد ابن علي الباقر، فجعفر بن محمد الصادق، فموسي بن جعفر الكاظم، فعلي بن موسي الرضا، فمحمد بن علي الجواد، فعلي بن محمد الهادي، فالحسن بن علي العسكري، فمحمد بن علي بن الحسن الحجة المهدي المنتظر. هؤلاء أئمة الشيعة الاثني عشر وقادتهم يقتبس من أنوارهم ويهتدي بهداهم وقد حفظت تواريخهم وآثارهم ودونت أحاديثهم وما رويت عنهم. والإمام الثاني عشر هو الإمام المهدي المنتظر الذي تواترت الروايات علي ظهوره في آخر الزمان. إن الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين، إلا من أصمه الله، فكل من كان له أدني إلمام بالحديث يقف علي تواتر البشارة عن النبي وآله وأصحابه، بظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم، ونشر  أعلام العلم والعدل، وإعلاء كلمة الحق وإظهار الدين كله ولو كره المشركون، وهو بإذن الله ينجي العالم من ذل العبودية لغير الله ويبطل القوانين الكافرة التي سنتها الأهواء. ويقطع دابر التعصبات القومية والعنصرية، ويزيل العداء والبغضاء التي صارت سببا لاختلاف الأمة واضطراب الكلمة، وتأجيج نار الفتن والمنازعات، ويحقق الله بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله: - (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) - [12] .

 وقال سبحانه: - (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) - [13] هذا ما اتفق عليه المسلمون في الصدر الأول والأزمنة اللاحقة وقد تضافر مضمون قول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج رجل من ولدي، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ". ولو وجد هناك خلاف بين أكثر السنة والشيعة فالاختلاف في ولادته، فإن الأكثرية من أهل السنة يقولون بأنه سيولد في آخر الزمان، والشيعة بفضل الروايات المتواترة تذهب إلي أنه ولد في " سر من رأي " عام 255 ه، وغاب بأمر الله سبحانه سنة وفاة والده، عام 260 ه، وهو يحيي حياة طبيعية كسائر الناس غير أن الناس يرونه ولا يعرفونه، وسوف يظهره الله سبحانه ليحقق عدله. وهذا المقدار من الاختلاف لا يجعل العقيدة بالمهدي من المسائل الخلافية، ومن أراد أن يقف علي عقيدة السنة والشيعة في مسألة المهدي، فعليه أن يرجع إلي الكتب التالية لمحققي السنة ومحدثيهم:

 1 - " صفة المهدي " للحافظ أبي نعيم الأصفهاني.

 2 - " البيان في أخبار صاحب الزمان " للكنجي الشافعي.

 3 - " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان " لملا علي المتقي.

 4 - " العرف الوردي في أخبار المهدي " للحافظ السيوطي.

 5 - " القول المختصر في علامات المهدي المنتظر " لابن حجر.

6 - " عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر " للشيخ جمال الدين الدمشقي. وعلي ضوء ذلك اتفقت الشيعة علي أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو غائبا مستورا، وتلك الحجج في عامة الأدوار تتمثل إما في نبي أو في وصي نبي، والحجة المهدي (عجل الله تعالي فرجه) هو خاتم الأوصياء حي يرزق منحه الله من العمر أطوله كما منح للمسيح ذلك، وليس علي الله بعسير فهو القادر علي كل شئ فله أن يمنح عبدا من عباده أي قدر شاء من العمر، فلا قدرة الله متناهية ولا الموضوع في نفسه محال ولا أسس علم الحياة تعانده، وما جاء العلم بحد لحياة البشر لا يتجاوزه. وقد ادخره الله ليوم يتظاهر فيه الزمان بالجور والعدوان والقتل وسفك الدماء والفساد وإحاطة المجتمع بأنواع العذاب والبلاء. فهذه الكوارث والمكاره تهيئ المجتمع وتدفعه إلي ثورة عارمة علي الظلم والعدوان، تقتلع بها جذور الفساد وتقطع دابر الجبابرة عن أديم الأرض، حتي ترفرف رايات العدل والإسلام في شرق الأرض وغربها بقيادة آخر الخلفاء وخاتم الأوصياء فيملأ الله به الأرض عدلا وأمنا كما ملئت ظلما وجورا. هذه خلاصة القول في الإمام المهدي.

وفي خاتمة المطاف نأتي بما كتبه الدكتور عبد الباقي في كتابه الذي أسماه " بين يدي الساعة " فقال في تضافر الأخبار الواردة في حق المهدي: إن المشكلة ليست في حديث أو حديثين أو راو أو راويين إنها مجموعة من الأحاديث والأخبار تبلغ الثمانين تقريبا اجتمع علي تناقلها مئات الرواة وأكثر من صاحب كتاب صحيح. فلماذا ترد كل هذه الكمية، أكلها فاسدة؟ لو صح هذا الحكم لأنهار الدين - والعياذ بالله - نتيجة تطرق الشك والظن الفاسد إلي ما عداهما من سنة رسول الله. وإذا نظرنا إلي المهدي نظرة مجردة فإنا لا نجد حرجا من قبولها وتصديقها أو علي الأقل عدم رفضها  .

 

1] الشعراء: 214.

[2] الطبري: التاريخ: 2 / 63 - 64 وابن الأثير: الكامل: 2 / 40، أبو الفداء عماد الدين الدمشقي في تاريخه: 3 / 90 والإمام أحمد: المسند: 1 / 159 إلي غير ذلك من المصادر.

[3] البخاري: الصحيح، غزوة تبوك: 6 / 3، طبع عام 1314 ه، ومسلم: الصحيح: فضائل علي: 7 / 120، وابن ماجة: السنن في فضائل أصحاب النبي: 1 / 55، وأحمد: المسند: 1 / 173، 175،177، 179، 182، 185، 330.

[4] المائدة: 67.

[5] المائدة: 3.

[6] راجع في الوقوف علي مصادر هذا البحث الكتاب القيم " الغدير " الجزء الأول.

[7] الحديد: 15.

[8] الأحزاب: 6.

 [9] البخاري: الصحيح: 9، باب الاستخلاف، ص 81، وما رواه متن ناقص كما سيظهر مما نقله مسلم.

[10] مسلم: الصحيح: 6 / 3، باب الناس تبع لقريش، من كتاب الإمارة.

[11] المصدر السابق، ولاحظ مسند أحمد: 5 / 98.

[12] النور: 55.

[13] الأنبياء: 105.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/28   ||   القرّاء : 4726


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net