هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (121)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شهر الدعاء والتضرع الى الله

 ليلة القدر... لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ

 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 اشكالية الحوار بين المثقف وعالم الدين‏

 الإيمان باليوم الاخر وفاعليته في التورع‏

 فطرية الدين وبعثة الانبياء عليهم السلام

 إطلالة على عقائد اليهود

 الحج معادٌ مُمثّل

 هيئة علماء بيروت تشيد بالرد الحاسم على الاعتداء الأميركي

 الضِّيافة الرَّبانيَّة

  الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام عطاء رغم الحصار

 كتاب «أمة قلقة»...

  قراءة القرآن لإحياء القلوب

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1171

  • التصفحات : 7094810

  • التاريخ : 19/04/2024 - 14:18

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : سيرة .

              • الموضوع : سيّد الشهداء أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما السّلام .

سيّد الشهداء أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما السّلام

 سيّد الشهداء أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما السّلام

ذكر مولده ومقتله ، وقدر عمره ومدّة خلافته ، وكنيته ولقبه ونقش خاتمه ، وعدد أولاده وصفته ، ونظم الشعر في رثائه ، وجملة من مناقبه ، وما جرى له بعد موت معاوية ، وتفصيل شهادته.

وُلد الحسين بن علي (عليهما السّلام) بالمدينة المنوّرة عام الخندق ، في شعبان يوم الخميس أو الثلاثاء لخمس أو ثلاث خلون منه ، وقيل في آخر ربيع الأول ، وقيل لخمس خلون من جمادى الاُولى سنة ثلاث أو أربع من الهجرة .

حملت به اُمّه الزهراء صلوات الله عليها بعد ولادة أخيه الحسن (عليه السّلام) بخمسين ليلة ، فلم يكن بينهما سوى هذه المدّة ومدّة الحمل . وروى مولانا الإمام جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه (عليهما السّلام) : (( أنّه لم يكن بينهما إلاّ طهر واحد )) . وكانت مدّة حمله ستّة أشهر .

فلمّا وُلِد جاءت به اُمّه فاطمة (عليها السّلام) إلى جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاستبشر به ، وأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، وعقّ عنه كبشاً يوم السّابع ، وسمّاه حسيناً ، وأمر اُمّه أنْ تحلق رأسه وتتصدّق بزنة شعره فضّة كما فعلت بأخيه الحسن (عليه السّلام) ، فامتثلت ما أمرها به .

وقُتل (عليه السّلام) شهيداً بكربلاء من أرض العراق عاشر المحرّم سنة إحدى وستين من الهجرة ، وعمره الشريف خمس وخمسون ، أو ست وخمسون سنة

عاش منها مع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ست سنين أو سبع سنين وشهوراً ، ومع أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثلاثين سنة إلاّ أشهراً ، ومع أخيه الحسن (عليه السّلام) بعد وفاة أبيه نحو عشر سنين ، وبعد وفاة أخيه الحسن (عليه السّلام) نحو عشر سنين ، وقيل : خمس سنين وأشهراً ؛ للاختلاف في تاريخ وفاة الحسن (عليه السّلام) ، وهي مدّة خلافته وإمامته الثابتة بقوله (صلّى الله عليه وآله) له ولأخيه الحسن (عليهما السّلام) : (( ابني هذان إمامان قاما أو قعدا )) .

كنيته : أبو عبد الله .

لقبه : الرشيد ، الطيّب ، الوفي ، السيّد ، الزكي ، المبارك ، التابع لمرضاة الله ، الدليل على ذات الله ، السبط .

نقش خاتمه : ( لكلِّ أجلٍ كتابْ ) .

ملوك عصره : معاوية وابنه يزيد .

له من الأولاد تسعة ؛ ستّة ذكور وثلاث بنات .

فالذكور : علي الأكبر ، وعلي الأوسط ، وعلي الأصغر ، ومحمّد ، وعبد الله ، وجعفر . والبنات : زينب ، وسكينة ، وفاطمة .

وقال المفيد : له أربعة ذكور وابنتان ـ بإسقاط أحد العليّين ومحمّد وزينب ـ ، واختلف في علي الأكبر ؛ فالمشهور أنّه المقتول بكربلاء ، واُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّة .

وقال المفيد : إنّ الأكبر هو زين العابدين (عليه السّلام) ، واُمّه شاهزنان بنت كسرى يزدجرد ؛ والأصغر جاءه سهم بكربلاء فقتله ؛ وجعفر اُمّه قضاعية ، توفي في حياة أبيه ولم يعقب ؛ وعبد الله الرضيع جاءه سهم وهو في حجر أبيه فذبحه ، واُمّه واُمّ سكينة الرباب بنت امرئ القيس بن عدي ( كلبية معديّة ) ؛ وفاطمة اُمّها اُمّ اسحاق بنت طلحة بن عبد الله تيمية .

والذِكر المخلّد والثناء المؤبَّد من بين بنيه لعلي زين العابدين (عليه السّلام) ، ومنه عقبه :

ذرّيةٌ مثلُ ماءِ المُزنِ قد طهِروا   وطُيّبوا فصفتْ أوصافُ ذاتِهمُ

قالت اُمّ الفضل زوج العبّاس بن عبد المطلب ـ واسمها لبابة ـ : يا رسول الله ، رأيت في منامي كأنّ عضواً من أعضاءك سقط في بيتي . قال (صلّى الله عليه وآله) : (( خيراً رأيت ، إنْ صدقَتْ رؤياك فإنّ فاطمة ستلد غلاماً ، فأدفعه إليك لترضعيه )) . فولدت فاطمة (عليها السّلام) الحسين (عليه السّلام) فكفلته اُمّ الفضل .

قالت اُمّ الفضل : فأتيت به يوماً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فبينما هو يقبّله إذْ بال ، فقطرت منه قطرة على ثوب النبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقال : (( خذيه )) . فأخذته ، وقرصته قرصة بكى منها ، فقال كالمغضب : (( مهلاً يا اُمّ الفضل ، آذيتني وأبكيتِ ابني ، فهذا ثوبي يُغسل )) . وفي رواية : (( لقد أوجع قلبي ما فعلتِ به )) .

فإلى أيّ حدّ بلغ الأذى بالنبي (صلّى الله عليه وآله) حين كانت السّيوف والرماح والسهام تقع في بدن ولده الحسين (عليه السّلام) حتّى اُثخن بالجراح ، وصارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ ؟!

وهل يُلام مَن بكى على الحسين (عليه السّلام) وتألّم لقتله وواسى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الحزن والبكاء ؟ وهل يتوقّف مسلم في استحقاق قتَلة الحسين (عليه السّلام) اللّعنة ، ومَن أمر بذلك أو أعان عليه ، بعد قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ) الأحزاب / 57 ؟

في كتاب ( وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ) للسمهودي الشافعي ، عن علي (عليه السّلام) قال : (( زارنا النبي (صلّى الله عليه وآله) فبات عندنا ، والحسن والحسين نائمان ، واستسقى الحسن ، فقام النبي (صلّى الله عليه وآله) وأخذ قربة لبناً ، فصبّ منها في القدح ثمّ جعل يسقيه ، فتناول الحسين فمنعه وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ، كأنّه أحبّ إليك ؟ قال : إنّما استسقى أولاً . ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله) : إنّي وإيّاك وهذان وهذا الراقد ( يعني عليّاً ) يوم القيامة في مكان واحد )) .

قال السمهودي : وعن علي (عليه السّلام) قال : (( زارنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فعملنا له خزيرة ـ وهي لحم يقطع صغاراً ويصبّ عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق ـ ، وأهدت لنا اُمّ أيمَن قعباً من لبن وصحفة من تمر ، فأكل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأكلنا معه ، ثمّ وضّأت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ أي غسلت يديه ـ فمسح رأسه وجبهته ولحيته بيده ، ثمّ استقبل القبلة فدعا بما شاء الله ، ثمّ أكبّ إلى الأرض بدموع غزيرة ، يفعل ذلك ثلاث مرّات ، فتهيبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنْ نسأله ، فوثب الحسين على ظهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبكى ، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : بأبي واُمّي ، ما يُبكيك ؟ قال : يا أبتِ ، رأيتك تصنع شيئاً ما رأيتك تصنع مثله ! فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : يا بُني ، سُررتُ بكم اليومَ سروراً لم اُسرّ بكم مثله قط ، وأنّ حبيبي جبرائيل (عليه السّلام) أتاني وأخبرني أنّكم قتلى وأنّ مصارعكم شتّى ؛ فأحزنني ذلك ودعوت الله لكم بالخيَرة )) .

 

 

ودلّت وصيّة أخيه الحسن (عليه السّلام) إليه على إمامته ، كما دلّت وصيّة أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى الحسن (عليه السّلام) على إمامته ، بحسب ما دلّت وصيّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) على إمامته .

وكان الحسين (عليه السّلام) في هذه المدّة صابراً للهدنة إلتي بينه وبين معاوية ، فالتزم الوفاء بها . فلمّا مات معاوية ، أظهر أمره بحسب الإمكان ، ولمّا وجد أنصاراً دعا إلى الجهاد ، وتوجّه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى العراق ؛ استنصاراً بمَن دعاه .

وقدّم أمامه ابن عمّه مسلم بن عقيل (رضي الله عنه وأرضاه)  للدعوة إلى الله وللبيعة على الجهاد ، فبايعه مَن بايعه على ذلك ، وعاهدوه وضمنوا له النصرة والنصيحة . ثم نكث مَن نكث ، وخذلوه وأسلموه ، فقُتل بينهم ولم ينصروه ، وخرجوا إلى حرب الحسين (عليه السّلام) ، فحاصروه ومنعوه المسير إلى بلاد الله ، واضطرّوه إلى حيث لا يجد ناصراً ولا ملجئاً منهم ، وحالوا بينه وبين ماء الفرات وقتلوه .

فمضى (عليه السّلام) ظمآن مجاهداً صابراً محتسباً مظلوماً ، قد نُكثت بيعته واستحلّت حرمته ، ولم يوفَ له بعهده ولا رعيت فيه ذمّة ، شهيداً على ما مضى عليه أبوه وأخوه (عليهما السّلام  .

ممّا جاء في صفة الحسين (عليه السّلام

ممّا جاء في صفة الحسين (عليه السّلام) ، أنّه كان أشبه النّاس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) . وقال أنس بن مالك ـ لمّا رأى رأس الحسين (عليه السّلام) بين يدي ابن زياد ـ : كان أشبههم برسول الله صلّى الله عليه وآله

وعن علي (عليه السّلام) : (( كان الحسن أشبه برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين الصدر الى الرأس ، والحسين أشبه به فيما كان أسفل من ذلك )) .

وأقوى دليل وأوضح برهان على كمال فضل الحسنَين (عليهما السّلام) وعلوّ مقامهما وإمامتهما للمسلمين ؛ أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) باهَلَ بهما وهما صبيّان ، كما دلّ عليه قوله تعالى في آية المباهلة(قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) آل عمران / 61 .

. وبايع لهما النبي (صلّى الله عليه وآله) وهما صبيّان لم يبايع صبيّاً غيرهما ، وأوجب لهما الجنّة على عملهما وهما طفلان بقوله تعالى في سورة هل أتى : فَوَقَاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنّةً وَحَرِيراً الإنسان / 11 ـ 12 .

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الحسنَين (عليهما السّلام) : ( هما ريحانتاي من الدّنيا

. وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة

  وقال (صلّى الله عليه وآله) فيهما : هذان ابناي ، فمَن أحبَّهما فقد أحبّني ، ومَن أبغضهما فقد أبغضني ))

 . وقال (صلّى الله عليه وآله) فيهما : اللهمَّ ، إنّي اُحبّهما فأحبهما ))

 . وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( ابناي هذان ، إمامان قاما أو قعدا.

وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) يصلّي ، فإذا سجد وثب الحسَنان (عليهما السّلام) على ظهره ، فإذا أرادوا أنْ يمنعوهما ، أشار إليهم أنْ دعُوهما ، فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال : (( مَن أحبّني فليُحب هذين )) .

وكان (صلّى الله عليه وآله) يجثو للحسنَين (عليهما السّلام) فيركبان على ظهره ، ويقول : نِعمَ الجملُ جملكما ! ونعم العدلان أنتما ! ))

 . وحملهما (صلّى الله عليه وآله) مرّة على عاتقه ، فقال رجل : نعم الفرس لكما ! فقال (صلّى الله عليه وآله) : ( ونِعمَ الفارسان هما  .

وحجّ الحسَنان (عليهما السّلام) ماشيين ، فلم يمرّا برجل راكب إلاّ نزل يمشي ، فقال بعضهم لسعد بن أبي وقّاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا نستحسن أنْ نركب وهذان السيّدان يمشيان  فرغب إليهما سعد في أنْ يركبا ، فقال الحسن (عليه السّلام) : (( لا نركب ، قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ، ولكننا نتنكّب عن الطريق )) . فأخذا جانباً من النّاس .

وكان ابن عبّاس مع علمه وجلالة قدره يمسك بركاب الحسنَين (عليهما السّلام) حتّى يركبا ، ويقول : هما ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .

وأجلس النبي (صلّى الله عليه وآله) الحسن (عليه السّلام) على فخذه اليمنى والحسين (عليه السّلام) على فخذه اليسرى ، وأجلس عليّاً وفاطمة (عليهما السّلام) بين يديه ، ثمّ لفّ عليهما كساءه أو ثوبه ، ثمّ قرأ ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً . الأحزاب / 33 . ثمّ قال : هؤلاء أهل بيتي حقّاً

وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) : (( أنا سِلم لمَن سالمتُم ، وحرب لمَن حاربتُم )) .

ونظر (صلّى الله عليه وآله) إلى الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، فقال : مَن أحبّ هذين وأباهما واُمّهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة )) .

وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً )) . وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( مَن أحبّ أنْ ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، فلينظر إلى الحسين (عليه السّلام

قال المدائني : خرج الحسن والحسين (عليهما السّلام) وعبد الله بن جعفر (رضي الله عنه) حجّاجاً ، ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا ، فمرّوا بعجوز في خباء لها فقالوا : هل من شراب ؟ قالت : نعم . فأناخوا بها ، وليس لها إلاّ شويهة في كسر الخيمة ، فقالت : اجلسوا وامتذقوا لبنها . ففعلوا ذلك ، وقالوا لها : هل من طعام ؟ قالت : لا ، إلاّ هذه الشاة ، فليذبحها أحدكم حتّى اُهيّئ لكم منها ما تأكلون .

فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها ، ثمّ هيّأت لهم طعاماً فأكلوا ، وأقاموا حتّى أبردوا ، فلمّا ارتحلوا قالوا لها : نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، فإذا رجعنا سالمين فألمّي بنا فإنّا صانعون إليك خيراً . ثمّ ارتحلوا .

وأقبل زوجها فأخبرته عن القوم والشاة ، فغضب وقال : ويحك ! تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثمّ تقولين نفر من قريش !

ثم بعد مدّة ألجأتهما الحاجة إلى دخول المدينة ، فدخلاها وجعلا ينقلان البعر إليها ويبيعانه ويعيشان منه . فمرّت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن بن علي (عليهما السّلام) جالس على باب داره ، فعرف العجوز وهي له منكرة ، فبعث غلامه فردّها فقال : (( يا أمَة الله ، أتعرفينني ؟ )) . قالت : لا . قال : (( أنا ضيفك يوم كذا وكذا )) . فقالت العجوز : بأبي أنت واُمّي ! فأمر الحسن (عليه السّلام) فاشتري لها من شياه الصدقة ألف شاة ، وأمر لها بألف دينار ، وبعثها مع غلامه إلى أخيه الحسين (عليه السّلام) فقال : (( بِكم وصلك أخي ؟ )) فقالت : بألف دينار وألف شاة . فأمر لها الحسين (عليه السّلام) بمثل ذلك ، ثمّ بعث بها مع غلامه إلى عبد الله بن جعفر فقال : بكم وصلك الحسن والحسين ؟ فقالت : بألفي شاة وألفي دينار . فأعطاها مثل ذلك.

 

ومما جاء في كرم الحسنَين (عليهما السّلام) ما ذكره البيهقي في كتاب المحاسن والمساوئ ، قال : ذكروا أنّ رجلين ؛ أحدهما من بني هاشم والآخر من بني اُميّة ، قال هذا : قومي أسمح . وقال هذا : قومي أسمح . قال : فسلْ أنت عشرة من قومك ، وأنا أسأل عشرة من قومي .

فانطلق صاحب بني اُميّة ، فسأل فأعطاه كلّ واحد منهم عشرة آلاف درهم . وانطلق صاحب بني هاشم إلى الحسن بن علي (عليهما السّلام) فأمر له بمئة وخمسين ألف درهم ، ثمّ أتى الحسين (عليه السّلام) فقال : (( هل بدأت بأحد قبلي ؟ )) قال : بدأت بالحسن ، قال : (( ما كنتُ استطيع  أنْ أزيد على سيّدي شيئاً )) . فأعطاه مئة وخمسين ألفاً من الدراهم ، فجاء صاحب بني اُميّة يحمل مئة ألف درهم من عشرة أنفس ، وجاء صاحب بني هاشم يحمل ثلاثمئة ألف درهم من نفسين ، فغضب صاحب بني اُميّة فردّها عليهم فقبلوها . وجاء صاحب بني هاشم فردّها عليهما فأبيا أنْ يقبلاها ، وقالا : (( ما كنّا نبالي ، أخذتها أم ألقيتها في الطريق )) .

ممّا جاء في كرم الحسين (عليه السّلام) ، ما رواه عمرو بن دينار قال : دخل الحسين بن علي (عليهما السّلام) على اُسامة بن زيد وهو مريض ، وهو يقول : وآغمّاه ! فقال له الحسين (عليه السّلام) : (( وما غمّك يا اُسامة ؟ )) . فقال : دَيني ، وهو ستّون ألف درهم . فقال الحسين (عليه السّلام) : (( هو علَيّ )) . فقال : إنّي أخشى أنْ أموت . فقال الحسين (عليه السّلام) : (( لنْ تموت حتّى أقضيها عنك )) . قال : فقضاها قبل موته .

وكان (عليه السّلام) يقول : (( شرّ خصال الملوك ؛ الجُبن عن الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عن الإعطاء )) .

ووفد أعرابي إلى المدينة فسأل عن أكرم النّاس بها ، فدُلّ على الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السّلام) ، فدخل المسجد فوجده يصلّي ، فوقف بازائه وأنشأ يقول :

لمْ يَخبِ الآن مَنْ رجاكَ ومَنْ   حـرَّكَ من دون بابِك الحلَقهْ
أنـت جـوادٌ وأنـت مُعتَمَدٌ   أبـوك قـدْ كان قاتلَ الفسَقهْ
لـولا الّذي كان منْ أوائِلكُمْ   كـانتْ علينا الجَحيمُ مُنطبقهْ

فسلّم الحسين (عليه السّلام) ، وقال : (( ياقنبر ، هل بقي من مال الحجاز شيء ؟ )) قال : نعم ، أربعة آلاف دينار . فقال (عليه السّلام) : (( هاتها ، قد جاء مَن هو أحقّ بها منّا )) . ثمّ نزع بردته ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب ؛ حياءً من الأعرابي ، وأنشأ يقول :

خُـذْهـا فـإنّي إليك معتذرٌ   واعـلَـمْ بأنّي عليك ذو شَفَقهْ
لو كان في سَيرنا الغداةَ عصاً   أمستْ سمانا عليكَ مُندفِقه (1) 
لـكـنَّ ريبَ الزّمان ذو غِيرٍ   والـكـفُّ مـنّي قليلةُ النّفَقهْ

فأخذها الأعرابي وبكى . فقال له الحسين (عليه السّلام) : (( لعلّك استقللت ما أعطيناك ؟ )) . قال : لا ، ولكن كيف يأكل التراب جودك ؟!

أمّا شجاعته (عليه السّلام) فهي التي ضُربت بها الأمثال وسارت بها الركبان ، وأنست شجاعة جميع الشجعان . وهو الذي دعا النّاس إلى البراز في يوم كربلاء فلم يزل يقتل كلَّ مَن برز إليه حتّى قتل مقتلة عظيمة . وهو الذي كان يحمل على الأعداء وقد تكاملوا ثلاثين ألفاً فينهزمون بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، فلمّا رأى شمر ذلك ، استدعى الفرسان فصاروا في ظهور الرجّالة ، وأمر الرماة أنْ يرموه ، فرشقوه بالسهام حتّى صار كالقنفذ ، فأحجم عنهم وحالوا بينه وبين رحله .

فقال (عليه السّلام) : (( ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ! إنْ لمْ يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرُباً كما تزعمون

 

وفضائل الحسنَين (عليهما السّلام) لا تحصى بحدّ ولا تحصر بعدّ ، كيف ؟ وهما ولدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسبطاه وريحانتاه من الدنيا ، وسيّدا شباب أهل الجنّة ، خير النّاس أباً واُمّاً وجدّاً وجدّةً وخالاً وخالةً وعمّاً وعمّةً ؛ أبوهما أمير المؤمنين سيّد الأوصياء (عليه السّلام) ، واُمّهما فاطمة الزهراء بضعة الرسول وسيّدة النّساء (عليها السّلام) ، وجدّهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سيّد ولد آدم ، وجدّتهما خديجة بنت خويلد أمّ المؤمنين أول نساء هذه الاُمّة إسلاماً ، التي بذلت أموالها في إحياء الدين فقام الاسلام بمالها وسيف علي بن أبي طالب . وأخوالهما وخالاتهما أبناء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبناته ، وعمّهما جعفر الطيّار في الجنّة ، مع ما لهما في أنفسهما من الفضائل .

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/20   ||   القرّاء : 4751


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net