العصمة
العصمة
العصمة هي عبارةٌ عن إبعاد إحتمال الإشتباه والخطأ أو إتباع الهوى، والدليل العقلي على الإمامة هو الدليل العقلي على العصمة، لأن إحتمال الخطأ والمعصية والإشتباه إن كان وارداً في حق من نأخذ منه معالم الدين، لإنتفى الغرض من وجوده.
- إنّ الدليل العقلي يثبت لنا وجوب النصّ على الخليفة والإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن معرفة مثل هذا الشخص غير ممكن إلا من خلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
- إن هذا النص منحصر بالإمام علي عليه السلام لأن أحداً لم يذهب إلى القول بوجود نص على غيره.
- تختص مدرسة أهل البيت عليهم السلام من بين الفرق الإسلامية بالتزامها بالعصمة للائمة خلفاء النبي (ص)
-
التفسير الخاطئ للعصمة:
ذهب بعضهم إلى تفسير العصمة بشكل خاطئ، حيث جعل العصمة نوعاً من المنع الإلهي عن إرتكاب الذنوب، أي إنّ المعصوم خاضع للرقابة الإلهية الخاصة بنحو كلّما همّ بإرتكاب المعصية منعه الله من ذلك فوراً، ويتصوّر هؤلاء أنّ الله وكّل ملكاً يمنع المعصوم من إرتكاب الذنوب، فالمعصوم يهمّ بالمعصية ويفكّر بها ولكنّ الله يقف حائلاً أمام قيامه بإرتكابها فعلاً وخارجاً.
هذا النحو من تفسير العصمة خاطئ جداً، لأنها إذا كانت كذلك، فهذا يعني أنها لا تُعدّ كمالاً للمعصوم، ولن يستحق عليها أي مديح، وذلك واضحٌ لكل من لاحظ المثال التالي: فإنّنا لو إفترضنا أن أحدهم اعتنى بمراقبة طفلٍ معيّن، بنحو يمنعه من الوقوع فيما لا ينبغي بشكلٍ دائمٍ، فإنّ هذا الإمتناع للطفل عن الوقوع بالخطأ لن يُسجّل كمالاً له.
لو كانت العصمة كذلك فما الفرق بين المعصوم وبين الإنسان العادي، إنّ وجود رادع خارجي كالملائكة لدى المعصوم لا يعتبر فضيلةَ له، إنّ هذه الحالة تشبّه بأن يتهيّأ شخصٌ للسرقة ثم يمتنع عنها لوجود شرطيّ يتبعه بشكلٍ دائمٍ، من غير وجود منعة ذاتيةٍ خاصةٍ عنده تجاه السرقة.
- إنّ التفسير الصحيح للعصمة هو بما يرجع إلى وجود حالةٍ خاصةٍ لدى المعصوم تمنعه من ارتكاب الذنوب، إنّ حقيقة العصمة هي أنها عبارة عن الإيمان الشديد بمخاطر الذنوب، فالمعصوم يشعر حقيقة بآثار الذنوب فلا يقدم عليها.
_ أما الآيات التي تنسب المعصية للأنبياء هو أنها تتحدث عن معاصٍٍ خاصة بهم تابعة لدرجات قربهم وحالاتهم.
الدليل العقلي للعصمة :
_ إن الدليل العقلي الذي تعتمد عليه مدرسة أهل البيت عليهم السلام لإثبات الإمام الحافظ للشريعة بعد النبي هو الدليل على كون مثل هذا الشخص معصوماً.
- الدليل العقلي على الإمامة مؤلف من مقدمات:
1- إنّ الإسلام كدينٍ يشمل جميع شؤون الحياة البشرية.
2- إنّ الفرصة لم تسمح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلّم الناس الدين كاملاً في حياته.
3- من المستحيل أن يكون هذا الدين قد ترك ناقصاً، بل لا بدّ من وجود شخص أو أشخاص قام النبي صلى عليه وآله وسلم بإبلاغهم الدين كاملاً، ووظيفتهم بيانه بعده صلى الله عليه وآله وسلم.
4- إن مثل هذا الشخص موجودٌ عند مدرسة أهل البيت عليهم السلام وهو الإمام علي عليه السلام وغير موجود عند الخلفاء.