هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 الامام أبو عبد الله جعفر الصادق ع

 وقفات مع الزيارة الجامعة

 وثيقة التفاهم ضمانة وطنية تجب حمايتها

 معنى الرجس ومراتبه فى القرآن

 إطلالة على عقائد اليهود

 منزلته من رسول الله(ص)

 صدر العدد الجديد من مجلة اللقاء

 الدعوة إلى الله

 بمناسبة الذكرى 37 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية

 تستنكرالعمل الصهيوني التخريبي في المسجد الأقصى الشريف

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7042163

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:11

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : فكر .

              • الموضوع : كتاب تشريح الفكر السلفي المتطرف .

                    • رقم العدد : العدد العشرون .

كتاب تشريح الفكر السلفي المتطرف

 

 كتاب تشريح الفكر السلفي المتطرف


المؤلف: حسن محسن رمضان


* فصول الكتاب:
الأول: تعريف مختصر بشخصيات الكتاب
وهم: أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، أبو مصعب الزرقاوي، أبو قتادة الفلسطيني، يوسف صالح العبيري، أبو جندل الأزدي
الثاني: المنهج العام للفكر السلفي المتطرف
الثالث: الطاغوت والولاء والبراء والعمليات المسلحة
الملاحق
المصادر التي أحالت إليها شخصيات الكتاب
"كتاب مهم"، حيث إنه يمثل مرجعية في موضوع يتضمن تداخلات دينية وفقهية وفكرية وتاريخية وسياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية ألا وهو موضوع "التطرف الديني" والمتمثل – على وجه الخصوص – بـ(تنظيم القاعدة) الإرهابي.
يرى مؤلف الكتاب في مقدمته أن مسألة (التطرف الإسلامي) تحتل اليوم موقعاً بارزاً في وعي الإنسان على مستوى العالم كله فأينما يلتفت الفرد المسلم اليوم، شمالاً أو جنوباً، شرقاً أو غرباً، سوف يجد أن مسألة (التطرف الإسلامي) بالذات تحتل جزءاً هاماً من قناعات تلك المجتمعات.
وعن بروز حالة التطرف وتفاقمها يقول  لا يمكننا إطلاقاً إنكار الدور المهم والجوهري الذي لعبته الدول الغربية ذات المصالح الاستعمارية بشقيها السياسي والاقتصادي في المنطقة في بروز وتفاقم الفكر المتطرف والتي اكتوت هي بناره لاحقاً، فهي في وقت من الأوقات قد دعمت الجماعات السلفية المتطرفة بالمال والسلاح، كما حدث في المواجهة غير المباشرة بين الكتلتين العظميين المتصارعتين حينها عند الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.
ويضيف: لا يمكننا أيضاً أن ننكر دور (الديكتاتوريات)، والنزعات الرسمية التسلطية، والقمع، وكبت الحريات، والمعتقلات، وانعدام الوسائل السلمية للمعارضة في الدول العربية والإسلامية في بروز هذه الحالة.
ولا يمكننا أن ننكر دور حالة (الفقر)، وانعدام فرص العمل، والتباين الشديد بين الأقلية الثرية المتسلطة والأغلبية الفقيرة المسحوقة.
ولا يمكننا أن ننكر دور حالة الاغتراب على المستوى الإسلامي الحضاري وبروز تهديد حقيقي لتميّز الهوية الإسلامية في ظل ظروف التخلف وانعدام التنمية الحقيقية.
ولا يمكننا أن ننكر دور حالة الهزائم السياسية والعسكرية التي عانت منها الدول العربية والإسلامية، ولا تزال، على مدى الستين سنة الماضية تحت راية الدول القومية والعلمانية والاشتراكية في بروز حالة من الرفض الواعي لهذه الشعارات والحنين إلى انتصارات الماضي "السلفي" الإسلامي.
كما لا يمكننا أن ننكر دور حالة (الفصام) التي تميزت به الدول العربية، على الخصوص فيما يتعلق بأنظمتها السياسية من جهة، ووصفها لمجتمعاتها التي تحكمها من جهة ثانية، فالأمر في حالة الفصام هذه لا يعدو أحد أمرين إما أنظمة تدعي الحكم بالشريعة الإسلامية وتطبيقها في مجتمعاتها بينما ينخرط رؤساؤها وحكوماتها في ممارسات هي أبعد ما تكون عن أبسط مبادئ الدين من حيث الإنسانية والعدالة والمساواة والأمانة والنزاهة في الذمة المالية أو الخُلقية، وإما أنظمة متسلطة علمانية بدرجة أو بأخرى، وتكرر على مسامع مجتمعاتها، ليلاً نهاراً، بأنها مجتمعات مسلمة، محافظة، ويلعب فيها رجل الدين دوراً ما بدرجة أو بأخرى، فالحالة الأولى أفرزت متطرفين من كل شكل ولون، ولكن الحالة الثانية أفرزت متطرفين من قبل الحالة الأولى، وبسنوات طويلة، وليكونوا قدوة ورموزاً لمن أتى من بعدهم في الحالة الأولى.
يرى مؤلف الكتاب أن هذه العوامل، وربما أيضاً غيرها، اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية، لعبت دوراً على درجة ما من الأهمية في بروز حالة التطرف وتفاقمها.
ويشير الكاتب الى إشكالية مهمة وهي أن (العامل المشترك) لكل الجماعات المتطرفة ذات النزعة الدينية هو استنادها لـ"النص". أو بالأحرى فهمها هي للنص بواسطة منهج محدد سلفاً، قد يختلف في التفاصيل الدقيقة للنتائج، ولكنه حتماً متفق تماماً في النتيجة العامة. ولا ينشأ أي سياق متطرف إلا إذا وجد نصاً يُشرعن له تطرفه من خلال منهج محدد وواضح في الاستدلال والاستنتاج والاستقراء. وبالتالي فإن مشكلة (التطرف الإسلامي)، في أصلها، هي مشكلة (نصوص) ومشكلة (منهج) بالدرجة الأولى. وإنه لا يشذ عن هذا السياق أي حالة من حالات (التطرف الإسلامي) بشقيه السني والشيعي.
ويبين مؤلف الكتاب أن التطرف الأبرز اليوم على الساحة العالمية هو (التطرف السني ذو المنهج السلفي) إذ محور الصراع من الفيلبين شرقاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية غرباً، وما بينهما من عشرات الدول، هو صراع (سلفي ـ دولي) تشارك فيه العشرات من الدول في كل قارات العالم وبلا استثناء، ويتم الإنفاق عليه المئات من مليارات الدولارات سنوياً على شكل مواجهات عسكرية مباشرة (العراق، أفغانستان) أو إدارة معتقلات (غوانتانمو، المعتقلات السرية للولايات المتحدة الأمريكية) أو عمليات استخباراتية على مستوى العالم كله وتشمل الجوانب المالية والعسكرية والفنية واللوجستية للتطرف. وفي هذا الصراع يخوض الطرفان فيه صراع تصفية للآخر بشكل عنيف ومركّز لا مجال فيه، كما هو واضح، لأي احتمال للتعايش أو التنازل. فالطرفان هدفهما القضاء على الآخر، بطريقة أو بأخرى.
(التطرف السلفي) – كما يقول الكاتب - هو إشكالية منهج ونص، معاً، يتفاعلان لينتجا موقفاً يبدو شاذاً على السياق العام المعاصر. ولكن الحقيقة، كما يحاول هذا الكتاب أن يبينه، أن (التطرف السلفي) قد لا يبدو بالضرورة شاذاً إذا ما أرجعناه إلى أساسيات المنهج السلفي ومصادره التي يستقي منها نصوصه، ومواقف وفتاوى شيوخه، سواء منهم القدماء أو المعاصرين،. فالمسألة مع (المنهج السلفي المتطرف) تبدو طارئة من وجهة النظر المعاصرة لأنها، فقط، برزت وانتشرت بسبب الدعوة السلفية ذات الطابع الرسمي والمنظم خلال الخمسين سنة الماضية والتي مولتها حكومات محددة من أموال النفط، وإلا فإن أتباع المنهج السلفي كانوا دوماً أقلية صغيرة جداً في كل المجتمعات الإسلامية وبلا استثناء. ولكن قلتهم التاريخية هذه لا تعني أبداً غياب النصوص المؤصلة للتطرف، ولا تعني أيضاً غياب المنهج الذي يقود إليه، ولكنها تعني أن من كان يتبنى هذا المنهج ويدعو له في الماضي هم قلة قليلة جداً غير مؤثرة في المجموع العام، أو أنهم كانوا محصورين ضمن رقعة جغرافية مدنية ضيقة ضمن محيط أكبر من البادية والقبائل، أما اليوم فهو منهج دول ذو ثقل رأسمالي لا يجد أية غضاضة في أن يوجه فائض رأس المال هذا في سبيل المنهج ومصادر نصوصه.
ويرى المؤلف أنه ومع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الصراع الرافض هو ما ميز فترات سابقة في التاريخ الإنساني مع كل مبدأ أو مفهوم جديد تجابه به مجموعة ما (كل الصراع الديني بلا استثناء)، فإن هذا الصراع اليوم يبدو أكثر انتشاراً، وأعمق تأثيرا،ً وأعنف شكلاً ومضموناً على الرقعة الجغرافية في هذه الكرة الزرقاء التي تسمى الأرض، فمع سهولة التنقل، وتطور وسائل نقل المعلومات والأفكار، وبروز الهويات الدينية في مجابهة الهويات القومية، والعكس، وتطور وسائل الهيمنة للقوى المتغلبة في العالم أصبح هذا (الصراع) هو المحرك الرئيس للكثير من أشكال الرفض الذي بات يطلق عليه اسم (الإرهاب). وإذا وجهنا اهتمامنا لمسألة (التطرف الديني الإسلامي)، على سبيل المثال، نجد أن المسألة في أساسها لا تعدو أن تكون صراعاً بين مبدأين، بين مفهومين، بين قيمتين، يتشاركان في الإسم ولكن يختلفان في المضمون والمعنى. فعندما يتكلم المتطرف عن (العدل) فإنه يتكلم عن معيار مخالف تماماً لما تحمله الحضارة الحديثة من معنى لهذه (القيمة). وكذلك، فإن مفاهيم الحضارة الحديثة للسلام والحوار هي مباينة تماماً في المعنى والمضمون لقناعة المتطرف، وقس على هذا مبادئ حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحرية العقيدة ضمن أخرى كثيرة، فأساس مسألة (التطرف) كما أصبح يُطلق عليها هو الرفض القاطع للتخلي عن مفاهيم محددة لصالح قيم حضارية حديثة تحمل نفس الإسم ولكن تخالفها في المعنى والمضمون، ولم تكن (مشكلة التطرف) لتبرز على الساحة العالمية – اليوم - لولا أن هذه القيم والمبادئ موضوع الخلاف تستدعي من المؤمن بها العمل بمضامينها، وهذا، في بعض صورها، يضعه في صدام مباشر وعنيف مع الآخرين المخالفين له.
في جانب أكثر أهمية يشير الكاتب الى "إن السياق العام للمجتمعات المسلمة يحمل في جوهره بخطاب متناقض. فهو من ناحية الخطاب السياسي والدعائي، وربما الاجتماعي أيضاً، يشرح مفاهيم الولاء والبراء والجهاد على أنها محصورة ضمن نطاق محدود داخل العقيدة الإسلامية بحيث يبدو معها الآخر المختلف وكأنه بمأمن منها. ولكن من ناحية أخرى فإن الخطاب الفقهي القابع في بطون الكتب التي تمتلئ بها المكتبات في أسواق نفس هذه المجتمعات تحمل رأياً آخر مباينا تماماً لهذا الخطاب الدعائي، ولا يمت له بصلة أبداً. بالطبع، فإن أول من يعرف هذا التناقض الشديد هو الفقهاء وشيوخ الدين والمؤسسات الشرعية والفقهية، ولكنهم يصمتون. ولكن من يتكلم بصوت مسموع هم من نسميهم اليوم بـ (المتطرفون). وهؤلاء، في الحقيقة، لم يفعلوا أكثر من أن يرجعوا إلى هذه المصادر الفقهية التي تمتلئ بها المكتبات ليستخرجوا هذه النصوص ليستدلوا بها على مواقفهم".
يقول المؤلف واصفاً مؤلَفه:
(هذا الكتاب) هو محاولة لجعل "النص" يُحدّث القارئ بنفسه، وهو محاولة لجعل المصادر السلفية هي التي تتولى الحديث عن نفسها، وهو محاولة لجعل السلفيين المتطرفين أنفسهم يحدّثون القارئ، والسبب هو أن دلالات "النص" المباشرة تكون دائماً أبلغ في التعبير من محاولات إعادة الصياغة التي يقوم بها الدارسون والمؤلفون عادة في بحوثهم أو كتبهم لتركيز المعنى ضمن محيط أقل في المساحة، فالنص، كما هو، تجلٍّ لمراد صاحبه سلباً أو إيجاباً، كما أن "النص" كما كتبه صاحبه سوف ينفي محاولات الاعتراض التي سوف تنشأ لا محالة بسبب دعاوى (سوء الفهم) و(سوء النية) أو مثل هكذا أعذار لا أول لها ولا آخر...
(هذا الكتاب) يحوي نصوصهم كما شاء أصحابها أن يعبروا عنها في سبيل الدعوة إلى منهجهم وعقيدتهم فهو يقول للقارئ ما أراد هؤلاء أن يقولوه ولكن بشكل أكثر تركيزاً وتنظيماً، ولهذا السبب فإن كل فصل ينقسم إلى مدخل ثم إلى أدبيات أفراد تم اختيارهم ليمثلوا وجهة النظر السلفية المتطرفة. ففي المدخل يتم استعراض النصوص المؤسسة للسياق المنهجي العام للسلفية، سواء من مصادرها القديمة أو آراء وفتاوى شيوخها المعاصرين. ثم بعد ذلك يتم استعراض هؤلاء الأفراد الذي يمثلون الفكر المتطرف لهذا المنهج والغرض الأساسي من هذا التقسيم هو مقارنة ما هو موجود أصلاً في المصادر الرئيسية لهذا الفكر، والتي قلما تخلو منها مكتبة في أية دولة إسلامية، وبين كتابات هؤلاء الأفراد التي يعاقب القانون في أغلب هذه البلاد نفسها على مجرد محاولة الحصول على نسخة منها...
(هذا الكتاب) هو محاولة للبحث في التربة الخصبة، في الجذور، في الماء الذي يتسرب قطرة قطرة خلالهما ليسقي فكر هؤلاء ومنهجهم. وأنا أعلم مقدماً أن كِلا الطرفين، السلفيون المتطرفون والسلفيون الذين يقفون على النقيض منهم، سوف يرون هذا الكتاب كمحاولة للنيل من منهجهم وفكرهم وعقائدهم. وإن كان الغرض الأصلي من الكتاب هو كشف (الفكر المتطرف)، بغض النظر عن صفته.
يبين مؤلف الكتاب تفاصيل منهجيته في التعريف بشخصيات الكتاب فيقول ممهداً للفصل الأول من الكتاب:
إن التعريف الشامل الذي يسعى إلى مقارنة المصادر المتعددة لشخصيات هذا الكتاب يعتبر صعبا من جهة، وخارج إطار إهتمام هذه الدراسة بالتأكيد من جهة أخرى. إذ أن الإهتمام منصب بالدرجة الأولى على (الأفكار المؤسسة للمنهج السلفي المتطرف) وليس (البحث الشامل عن سيرة أصحابها وتتبع التفاصيل التاريخية لحياتهم). فالسيرة الشخصية لأصحاب هذا الفكر، في معظمهم، تجنح نحو السرية، ويلفها الغموض وتضارب الآراء، كما أن الادعاءات فيما يخص سيرتهم تتشابك فيها الدعاية المتعاطفة مع الدعائية العدائية لها بدون أدنى شك، فالخطوط العامة لسيرة هؤلاء تبدو بدرجة أو بأخرى معروفة، ولكن التفاصيل لهذه الخطوط هي أبعد ما تكون عن هؤلاء الأشخاص هو (الفكر) الذي يتبنونه، ويدعون إليه، ويعملون في سبيله، وما التطرق إلى السيرة الشخصية لهم إلا على سبيل الإجابة العامة عن التساؤل الذي سوف يدور في ذهن كل قارئ لهذا الكتاب عن هوية هذا الشخص الذي يقرأ عنه، ولهذه الأسباب فإن هذه السير هي شديدة الإختصار، اعتمدت، كلما أمكن ذلك، على التفاصيل التي تأتي على لسان هؤلاء الشخصيات عند كلامهم عن أنفسهم خلال كتاباتهم أو لقاءاتهم، ولكن - في الأغلب الأعم - فإن التفاصيل هي ما أوردته مصادر متعددة منها المواقع الجهادية المتوفرة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والتي تكون بطبيعتها متعاطفة مع هؤلاء الأشخاص، وأيضاً ما أوردته المصادر الرسمية عنهم والتي تكون بطبيعتها عدائية ومنتقصة.
الفصل الأول:
يقدم الكتاب في البداية تعريفاً موجزاً لمجموعة من رموز الفكر السلفي المتطرف المعاصرين، بدءاً من (أسامة بن لادن) المليونير السعودي من أصل يمني الذي قاتل السوفييت في أفغانستان سنة 1979، ونسبت إليه مجموعة من التفجيرات ضد المصالح الأمريكية في أماكن مختلفة من العالم، وعلى رأسها الأعمال الإرهابية التي وقعت في (11 سبتمبر 2001)،  ثم الطبيب المختص بالجراحة (أيمن الظواهري) ليصبح الساعد الأيمن لبن لادن، ثم (أبو مصعب الزرقاوي) القادم من مدينة الزرقاء بالأردن، وهو شخص لا يملك مؤهلات علمية، إلى العراق ليتولى تنظيم القاعدة هناك، وليقوم بنحر الجنود الأمريكان المختطفين بيده، وكان يخطط لإدخال العراق في حرب أهلية شاملة، كما تسرب في رسالة منه لـ ابن لادن. ثم (أبو قتادة الأردني) من أصل فلسطيني الذي يعد من أهم منظري التيار السلفي المتطرف. ثم السعودي (يوسف صالح العييري)
الفصل الثاني:
ويتناول فيه مؤلف الكتاب (المنهج العام) للفكر السلفي المتطرف، ويقول:
إن المقصود بمصطلح (السلفيين) هو إرجاع الأحكام الشرعية إلى القرآن والسنة. وأصحاب (مذهب السلف) ظهروا في القرن الرابع الهجري، وكانوا من (الحنابلة)، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع على يد (ابن تيمية)، ثم تجددت دعوتهم في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر على يد (محمد بن عبد الوهاب)، وعلماء ومفسرين آخرين.. (السلفيون) إنهم الذين اتبعوا طريق الأوائل، وحاربوا البدع التي تتكاثر يوماً بعد يوم، مع مستجدات الحياة اليومية. ويتلخص تفكيرهم في ادعاء امتلاك الحقيقة بصورتها الإسلامية، والانتساب إلى العصمة، استناداً إلى ما جزم به (ابن تيمية) من أن "السلفية هي الطريقة المثلى - ومذهب السلف لا يكون إلا حقاً - وإنهم أعلم ممن بعدهم وأحكم، وإن مُخالفهم أحق بالجهل والحشو". ومن أقطابهم (الشيخ ناصر الدين الألباني) الذي يقول عن السلفيين جازماً: "هم وحدهم الذين يمثلون الفرقة الناجية من النار".
الفصل الثالث:
يسجل فيه المؤلف الآراء المتطرفة والفتاوى السلفية التي تدخل في باب إبطال وتحريم وتكفير وتخطئة عدد كبير من الناس والعادات والمفاهيم، بدءاً بمسائل العقيدة الكبرى، وصولاً إلى الأشياء الصغيرة كـ تحريم لبس المرأة للكعب العالي، وسواقتها للسيارة، ومهرجان (القرقيعان) الذي يقام في منتصف رمضان في دول الخليج، وعيد الأم، وعيد الشجرة، وتناول الطعام من البوفيه المفتوحة حتى إن أحد المصادر السلفية ينص على أن الدعوة إلى القومية والوطنية والولاء للوطن والأرض ما هي إلا حلقة من حلقات الإضلال اليهودي للمسلم والقضاء على الإسلام! لقد تبنت كتابات وآراء معاصرة المنهج التكفيري والتطرف العقائدي الذي يرفض الآخر إذا لم يستسلم لفقه تلك الجماعات وفهمها وآرائها.
ولقد تبنى المنهج السلفي بصفة عامة مبدأ تحريم الخروج على (ولي الأمر)، حتى وإن كان جائراً أو ظالماً أو سفاك دماء، وثمة نصوص عديدة تؤكد طاعة الحاكم في كل شيء عدا أن يأمرك بمعصية الله وارتكاب الموبقات كـ(شرب الخمر وعقوق الوالدين) بيد أن السلفيين المعاصرين أصبحوا أكثر تشدداً من سابقيهم بكثير، فـ ابن لادن يقول:
"كل من سوغ لنفسه اتباع تشريع وضعي أو قانون بشري مخالف لحكم الله فهو كافر خارج عن الملة".
يتضمن كتاب (تشريح الفكر السلفي المتطرف)، أيضاً، فصلاً فيه ملاحق مهمة وإحصائيات يعرض فيه المؤلف بعض الأدبيات المنشورة على الإنترنيت من دون أي تعليق
ويختم مؤلف الكتاب فصل الملاحق بإحصائية لأهم الأعمال الإرهابية لجماعة القاعدة في العراق مستنداً فيها الى (موقع إيلاف الإلكتروني) والتي تبين وحشية تنظيم القاعدة ودمويته من خلال ذكر تفاصيل بعض عملياته الإجرامية الغادرة التي طالت في معظمها أتباع أهل البيت (عليهم السلام)... ولكن "بقية السيفِ أبقى عدداً وأَكثر ولداً".
 وقد رد مؤلف الكتاب على إشكالية في غاية الأهمية والخطورة والتي من الممكن تسميتها (صنمية الصحابة) حيث يرى كثير من المسلمين أن منهج الإسلام هو "المنهج الذي اختطه الأوائل من أصحاب رسول الله (ص) علماً وعملاً.. وهكذا هي السلفية".
يصف مؤلف الكتاب في تعليقه (مشكلة - أزمة) تعريف (الصحابة) عند أتباع المذاهب الأربعة:
"إنه مبالغ فيه في المثالية والتجرد، فصحابة النبي (ص)، وخصوصاً منذ أول وفاته، لم يكونوا كلهم على نسق واحد من (أسمى حالات الكمال) في التعامل من القرآن والسنة. قراءة بسيطة وسريعة لتاريخ الطبري مثلاً سوف تعطيك الدليل على ذلك، ولم يكونوا كلهم سباقين "في تطبيق المنهج قدراً وزماناً"، وإلا لمَ قال عمر "اقتلوا سعداً، قتله الله"، ولمَ كان سعد بن عبادة لا يصلي بصلاتهم، ولا يحج معهم حتى قيل بعد ذلك أن الجن قتلته، وفيم قُتل عثمان، ولم حرَّض مَنْ حرَّض، ولِمَ قاتل الزبير وطلحة علي ين أبي طالب، ولِمَِِِ خرَجت أم المؤمنين عائشة من بيتها، ولِمَ حدث ما حدث بين معاوية وعلي، وما الذي جمع عمرواً بمعاوية، وعلى ماذا شهد الثلاثة على المغيرة بن شعبة، ولجلج الرابع ضمن أسئلة لا أول لها ولا آخر... تلك المثالية التي يحاول أن يضيفها السلفيون على السلف ومجتمعهم ...
يقول مؤلف الكتاب: "أساس مشكلة التطرف هو أن مصادر تشريعه وأساسيات فقهه موجودة أصلاً في كتابات وآراء ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ضمن مصادر أخرى ، وهذه الكتابات والآراء مطبوعة ومنشورة ومتوفرة في كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية بدون أي قيد أو شرط أو حتى محاولة تفنيد أو مناقشة، وهي تُدّرس وتُحفظ على أنها المنهج السلفي الذي كان عليه النبي (ص) وصحابته والسلف الصالح في جامعات بعض الدول ومدارسها ومساجدها ومراكز الدعوة والإرشاد، ويتم تلقين الأطفال والنشء على أن هذه الآراء والمصادر تحتوي على منهج الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، أهل الحديث، بل الحقيقة هي أنه يكفي أي سلفي أن يحتج برأي ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب حتى يملك الدليل على ما يفعل أو يقول، ولتنظروا فقط الى محتوى رسائل وكتابات التوجه السلفي المتطرف حتى تملكوا الدليل على هذا".
ختاماً... كتاب تشريح الفكر السلفي المتطرف – كما وصفه كاتبه - هو محاولة للتشريح، تشريح الفكر السلفي المتطرف. هي عملية قد تثير اشمئزاز البعض، وقد تثير اعتراض البعض، وقد تثير غضب البعض وثورتهم، ولكن في النهاية هي ضرورية، لأن الفهم الذي نجنيه من أية عملية للتشريح تعمق فهمنا للحياة من جهة، ولكنها من جهة أخرى، وهي الأهم، فإنها تحفظ الحياة بشكل أكثر صحة لأنها عمقت فهمنا لآليات المرض وكيفية تفاعله وانتشاره.
 


 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/17   ||   القرّاء : 7692


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net