النبي (ص) والبكاء
النبي (ص) والبكاء
الشيخ علي أمين شحيمي
البكاء هو مظهر من مظاهر انفعال النفس الإنسانية كما إنه أي البكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ؛ جبل عليها الإنسان يلجأ إليها في العديد من المواقف التي يمر بها في حياته فهي تعبر عن حالاته النفسية التي تختلج في داخله وهو اصدق تعبير عن المشاعر الإنسانية فتارة تعبر عن الخوف وأخرى عن الرجاء أو الحزن أو اليأس وغيرها من حالاته وانفعالاته فالبكاء لا يختص بأهل مذهب أو ملة أو عقيدة أو فكر دون أخرى أو ثقافة بل هو أمر فطريا يلجأ إليه الإنسان عند مداهمة إي أمر له والبكاء رافق الإنسان منذ وجوده ونشأته
وللبكاء العديد من الفوائد التي تعود على الإنسان بمنافعها منها
1- فوائد البكاء الصحية
في دراسة علمية يقول فريق من الباحثين عن أن البكاء يساعد في إخراج السموم من الجسم، بالإضافة إلى أنها تخفف من الضغط النفسي والعصبي التي يتعرض لها المرء.
وينصح أخصائيي الطب النفسي بعدم التردد في البكاء وذرف الدموع وخاصة
في المواقف أو الأحداث المحزنة والمؤلمة، ذلك أن الدموع تقوم بتنظيف وتطهير
العيون من البكتيريا والجراثيم العالقة بها، ويساعد البكاء في التنفيس عن
الشخص وإراحته، وتقليل التوتر الذي يشعر به وطرح السموم الناتجة عن
التوترات العصبية والعاطفية والانفعالات النفسية الكثيرة ومشكلات الحياة
اليومية.
فإن العلماء يرون أن كبت المشاعر وحبس الدموع يسبب التسمم, بسبب انحباس
المواد والمركبات المؤذية داخل أنسجة الجسم , مشيرين إلى أن المرأة تعيش
حياة أطول من الرجل بسبب تخلصها من سموم جسمها عن طريق دموعها, لأنها
أكثر استعدادا للبكاء من الرجل
يقول الإمام الصادق (ع)
اعرف يا مفضل! ما للأطفال في البكاء من المنفعة* واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة* إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثاً جليلة* وعللاً عظمية* من ذهاب البصر* وغيره.
فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم *فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم* والسلامة في أبصارهم* أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء* ووالداه لا يعرفان ذلك؟ فهما دائبان يسكناه* ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له* وأجمل عاقبة.
فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضون على الشيء أنه لا منفعة عنه* من أجل أنهم لا يعرفون ولا يعلمون السبب فيه* وكثيرا مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه وعلت كلمته
2- يهذب النفس
إن الإنسان عندما يخطئ ويرتكب الذنوب والمعاصي يكون في حالة نفسية لا تعني له القيم والأخلاق إي شئ ويكون مهيأ لكي يرتكب أي معصية ولكنه عندما يشعر بالندم ويعلن توبته تكون حالته النفسية والداخلية قد تبدلت وتغيرت وهو على أتم الاستعداد لتقبل مفاهيم جديدة وهنا يأتي دور البكاء في تليين القلب والمشاعر والأحاسيس وجعله يشعر بعظيم جنايته فيلعب البكاء الدور المهم في تكوين وخضوع تلك النفس وجعله يشعر بتقصيره أمام الله سبحانه وتعالى
3- يليين القلب
فالبكاء من خشية الله وخوفا منه ينقي القلب ويزيل منه القساوة
يقول تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) الحديد: 16
4- عنوان الرفض
عبر التاريخ ومرورا بكل الأمم والشعوب كان البكاء هو العنوان الأبرز لرفض كل أنواع الظلم والطغيان فكانت تلجا إليه عندما لا تجد وسيلة لدفع ذلك الظلم وكان الجبابرة لا يستطيعون تحمل ذلك البكاء فيحاولون منعه بكل الوسائل المتاحة لهم ومن ذلك سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(ع) وبكاءها بعد وفاة والدها النبي محمد (ص) وغصب حقها وحق أمير المؤمنين (ع) فلم يستطع الظالمون حتى تحمل بكاءها فقطعوا الاراكة التي كانت تظلها في البقيع ولاحقوها إلى بيت الإحزان ساعين لمنعها من البكاء
5- البكاء من خشية الله
وهو العنوان الأكبر والأبرز للبكاء وهو الدليل على صدق العبودية لله عز وجل وأكثر ما يتحقق البكاء من خشية الله أثناء العبادات من صلاة ودعاء وقراءة قران
و لقد ذكر القرآن البكاء في عدة مواضع فمدح البكائيين من معرفة الله
يقول تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)[الإسراء 109]:"
يقول تعالى: (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ):"
يقول تعالى: (أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)[النجم 59-61]
يقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)[الأنفال 2]
يقول تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) [الإسراء 109]
عن النبي (ص)
عن سعيد بن يسار بياع السابري قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني أتباكى في الدعاء وليس لي بكاء ؟ قال : نعم ولو مثل رأس الذباب .
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من شئ إلا وله كيل ووزن إلا
الدموع فان القطرة منها تطفئ بحارا من نار وإذا اغرورقت العين بمائها
لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة فإذا فاضت حرمه الله على النار ولو أن باكيا
بكى في أمة لرحموا .
6- عند مصيبة الموت
فالإنسان باختلاف ثقافاته ومذاهبه وألوانه وطبائعه عندما تقع فاجعة الموت بمن يحب فانه يلجا إلى البكاء والنوح ولم يسجل التاريخ إن امة كانت تضحك عند حلول الموت بساحتهم ولكن البعض ممن عميت بصيرتهم وقل دينهم قالوا بعدم جواز البكاء و أرادو منع طبيعة من طبائع الإنسان وفطرة من فطره أن يلجا أليها وسوف اذكر البعض من مواقف النبي التي بكى فيها لا بل طلب من المسلمين البكاء ولن أتعرض لمنشأ الخلاف ومتى حدث ومواقف الأشخاص من البكاء سلبا أو إيجابا
البكاؤون خمسة
عن محمد بن سهل البحراني ، يرفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية ، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره ، وحتى قيل له : ( تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ) ، وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا : إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار ، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحد منهما . وأما فاطمة ( عليها السلام ) فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تأذى بها أهل المدينة ، فقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك ، وكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف ، وأما علي بن الحسين ( عليه السلام ) فبكى على الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : جعلت فداك ، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله ما لا تعلمون " إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة .
الخصال صفحة 281
ترخيص النبي (ص) بالبكاء
عن علي ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رخص في البكاء عند المصيبة وقال : النفس مصابة والعين دامعة والعهد قريب
موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 2 - ص 73
أبو هريرة : مات ميت من آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب
ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - ص 1675
ورد في الخبر: إن النساء بكين حين وفاة رقية ، فجعل عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ ( ص ) بيده وقال : دعهن يا عمر . وقال : " وإياكن ونعيق الشيطان . . إلى أن قال : فبكت فاطمة على شفير القبر ، فجعل النبي ( ص ) يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه
وأخرج أيضا في مسند أبي هريرة حديثا جاء فيه : أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وآله جنازة معها بواكي فنهرهن عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " دعهن فإن النفس مصابة ، والعين دامعة ".
النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - ص 298
بكاء النبي (ص) عند الموعظة
قال ( صلى الله عليه وآله ) : " إن أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ، ويا ولدي ، ويا أبي ، ويا أمي وأقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه : اعطفوا علينا بدرهم أو برغيف أو بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنة " ، ثم بكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبكينا معه ، فلم يستطع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يتكلم من كثرة بكائه ، ثم قال : " أولئك إخوانكم في الدين ، فصاروا ترابا رميما ، بعد السرور والنعيم فينادون بالويل والثبور على أنفسهم يقولون : يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة وندامة ، و ينادون : أسرعوا صدقة الأموات " .
(مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 2 - ص 484
بكاء النبي (ص) على حمزة
محمد بن علي بن الحسين قال : لما انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من وقعة أحد إلى المدينة سمع من كل دار قتل من أهلها قتيل نوحا وبكاءا ، ولم يسمع من دار حمزة عمه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لكن حمزة لا بواكي له ، فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت ولا يبكوه حتى يبدؤوا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه ، فهم إلى اليوم على ذلك
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 3 - ص 284
قال ابن إسحاق في غزوة أحد : ومر رسول الله ( ص ) - حين رجع إلى المدينة - بدور من الأنصار ، فسمع بكاء النوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله ( ص ) ثم قال : لكن حمزة لا بواكي له . فأمر سعد بن معاذ ، ويقال : و أسيد بن حضير نساء بني عبد الأشهل : أن يذهبن ويبكين حمزة أولا ، ثم يبكين قتلاهن . فلما سمع ( ص ) بكاءهن ، وهن على باب مسجده أمرهن بالرجوع ، ونهى ( ص ) حينئذ عن النوح ، فبكرت إليه نساء الأنصار ، وقلن : بلغنا يا رسول الله ، أنك نهيت عن النوح ، وإنما هو شئ نندب به موتانا ، ونجد بعض الراحة ، فأذن لنا فيه . فقال : إن فعلتن فلا تلطمن ، ولا تخمشن ، ولا تحلقن شعرا ، ولا تشققن جيبا. قالت أم سعد بن معاذ : فما بكت منا امرأة قط إلا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا
وعن عبد الله بن مسعود قال ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب لما قتل
ذخائر العقبى - احمد بن عبد الله الطبري - ص 181
قال ابن عبد البر وغيره لما رأى النبي صلى الله عليه وآله حمزة قتيلا بكى ، فلما رأى ما مثل به شهق. وذكر الواقدي: أن النبي صلى الله عليه وآله كان يومئذ إذا بكت صفية يبكي وإذا نشجت ينشج ( قال ) : وجعلت فاطمة تبكي ، فلما بكت بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وروى ابن مسعود قال : " ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وآله باكيا قط أشد من بكائه على حمزة ابن عبد المطلب لما قتل . - إلى أن قال - ووضعه في القبر ثم وقف صلى الله عليه واله وسلم على جنازته وانتحب حتى نشغ من البكاء . . . " .
توضيح: النشغ : الشهيق حتى يبلغ به الغشي
النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - ص 293
بكاء النبي (ص) على جعفر بن أبي طالب
قال ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدا ، ويقول : كانا يحدثاني ويؤنساني فذهبا جميع
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 3 - ص 280 - 281
وعن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وآله - إذ كان جيش المسلمين في مؤتة - : أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب . وأن عيني رسول الله صلى الله عليه وآله لتذرفان .
النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - ص 294
وفي ترجمة جعفر من الاستيعاب قال : لما جاء النبي صلى الله عليه وآله نعي جعفر ، أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها ، قال : ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول : واعماه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " على مثل جعفر فلتبكي البواكي " أخرجه البخاري في باب البكاء عند المريض من أبواب الجنائز صفحة 155 من الجزء الأول من صحيحه ، وأخرجه أيضا مسلم في باب البكاء على الميت صفحة 341 من الجزء الأول من صحيحه
النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - ص 296
بكاء النبي (ص) على ولده إبراهيم
- أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد عبد الرحمان بن عوف فأتى إبراهيم وهو يجود بنفسه ، فوضعه في حجره فقال : يا بني إني لا أملك لك من الله شيئا وذرفت عيناه ، فقال له عبد الرحمان : يا رسول الله تبكي ؟ أولم تنه عن البكاء ؟ قال : إنما نهيت عن النوح ، عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نعم : لعب ولهو ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة : خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان . إنما هذه رحمة ، من لا يرحم لا يرحم ، لولا أنه أمر حق ، ووعد صدق ، وسبيل بالله وإن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا ، وإنا بك لمحزونون . تبكي العين ، ويدمع القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل
ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - ص 1674
بكاء النبي (ص)على عثمان بن مظعون
الشهيد الثاني قال : وروي انه لما مات عثمان بن مظعون كشف [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] عن وجهه الثوب فقبل بين عينيه ثم بكى بكاء طويلا فلما رفع السرير قال : طوباك يا عثمان لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها
موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 2 - ص 73
بكاء النبي (ص)على سعد بن عبادة
وعن ابن عمر : عاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) سعد بن عبادة فوجده في غشيته ، فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا . فقال : ( ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا ) ) وأشار إلى لسانه ( أو يرحم )
ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة - الشهيد الأول - ج 2 - ص 47
المفيد : بإسناده إلى هشام بن محمد انه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما وصل إليه وفاة مالك : أما والله ليهدن موتك عالما فعلى مثلك فلتبك البواكي
موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 2 - ص 74
بكاء النبي (ص) على الإمام الحسين (ع)
روت أم الفضل بنت الحارث قالت : كان الحسين في حجري فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد حملت معي الحسنين ، فوضعته في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وآله تهريقان من الدموع فقلت له : " - يا نبي الله - بأبي أنت وأمي - ما لك ؟ ! ! - أتاني جبرائيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا . وذعرت أم الفضل ، فانبرت تقول : - تقتل هذا - وأشارت إلى الحسين - ؟ - نعم ، وأتاني جبرائيل بتربة من تربته حمراء
وفي رواية ابن عساكر 13 / 62 عن أم الفضل قالت : إن النبي ( ص ) دخل علي يوما وحسين معي فأخذه وجعل يلاعبه ساعة ثم ذرفت عيناه ، فقلت له : ما يبكيك ؟ فقال : هذا جبرائيل يخبرني ان أمتي تقتل ابني هذا .
حياة الإمام الحسين (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج 1 - ص 97
وروت أم سلمة قالت : كان النبي ( ص ) جالسا ذات يوم في بيتي ، فقال : لا يدخلن علي أحد ، فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج النبي ، فإذا الحسين في حجره " أو إلى جنبه " يمسح رأسه وهو يبكي فقلت له : " والله ما علمت حتى دخل " . فقال لي : إن جبرائيل كان معنا في البيت ، فقال : أتحبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : إن أمتك ستقتله بأرض يقال لها كربلأ ، فتناول جبرائيل من ترابها ، فأراه النبي .
روت عائشة قالت : دخل الحسين بن علي على رسول الله ( ص ) وهو يوحى إليه ، فنزا على رسول الله ، وهو منكب ، فقال جبرائيل : أتحبه يا محمد ؟ قال : وما لي لا أحب ابني ؟ قال : فان أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبرائيل فأتاه بتربة بيضاء فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا ، واسمها الطف ، فلما ذهب جبرائيل من عند رسول الله ( ص ) والتربة في يده وهو يبكي فقال : " يا عائشة إن جبرائيل أخبرني أن ابني حسينا مقتول في أرض الطف وان أمتي ستفتن بعدي " . ثم خرج إلى أصحابه وفيهم علي وأبو بكر ، وعمر ، وحذيفة ، وعمار وأبو ذر ، وهو يبكى فبادروا إليه قائلين : " ما يبكيك يا رسول الله ؟ ! ! " . " أخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة ، وأخبرني أن فيها مضجعه "
حياة الإمام الحسين (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج 1 - ص 98 - 99