هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 المدح والقدح

 هيئة علماء بيروت تستنكر المجازر الجماعية بحق البحرينيين العزل

  صلاة الليل فضلها وآثارها

 مرتكزات بناء الأسرة في الإسلام

  شهر رمضان ربيع القرآن

  تفسير آيات الحج من سورة الحج

 خطبة الجمعة

  العبادة ومنها الحج غاية الخلق لا الخالق.

 البصمة الوراثية في إختبار الأبوة والبنوّة

 عيد الغدير يوم الولاية

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7020518

  • التاريخ : 19/03/2024 - 04:54

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : أسرة .

              • الموضوع : كيف نربي أبناءنا ونعلمهم .

                    • رقم العدد : الثالث عشر / الرابع عشر .

كيف نربي أبناءنا ونعلمهم

 

 

 

 

 

كيف نربي أبناءنا ونعلمهم

من الطفولة إلى المراهقة

 

 

بقلم: الشيخ عبد الهادي عاصي

 

في البداية نقول إن الطفولة السعيدة تعني شباباً سليماً وقوياً يتمتع بالصحة النفسية والجسدية والسعادة الدنيوية.

وهذه الطفولة في الماضي مرّت بعصور أُسيئت فيها المعاملة تجاه الأطفال والمراهقين كما أُسيءَ الظن بطبيعتهم وأعمالهم ونواياهم لذا اعتبرت القسوة والتخويف من الوسائل المهمة في تربيتهم وطبعاً هذا خطأ فادح وثابت دينياً وعلمياً.

ذكرنا في العدد الماضي أنه على الأهل الاهتمام بتربية أطفالهم من الناحية الجنسية لكي ينشأوا على العفة والنزاهة لذا قلنا إنه يجب إبعاد الأطفال عن كل عمل مثير يؤدي إلى نضج النشاط الجنسي قبل أوانه لأن هذا من شأنه أن يسبب كثيراً من المشاكل العضوية والنفسية والروحية عندهم فالإسلام أوصى في منهاجه التربوي الآباء والأمهات بالامتناع عن إثارة الغريزة الجنسية عند الأطفال بالمناظر المهيجّة والعبارات المشينة، والهدف هو مسايرة قانون الفطرة وضمور الميل الجنسي عند الأطفال حتى يحين وقت نضوجه.

1 ـ أهمية التربية الجنسية:

يُجمع علماء التربية وعلم النفس والصحة النفسية على أهمية تربية الآباء التربية الجنسية الصالحة لأبنائهم حتى يتيسر لهم تنشئتهم نشأة سليمة ولكي لا يتسببوا في تعقيدهم نفسياً... إنّ الآباء الذين يلتزمون الصمت إزاء أبنائهم أو الذين يصدون أبناءهم ويلصقون الجنس بقيم القذارة  والعيب إنما يضرّون أبناءهم ويزيدون من شوقهم وميلهم للبحث فيه فينفرون من الآباء ويبحثون عن اجابات لأسئلتهم من أقرانهم أو من الخدم وهي عادة اجابات خاطئة وضارة.

وطريقة تربية الآباء تربية جنسية تتلخص في اشراك أبنائهم في حلقات دراسية أو توجيه برامج اعلامية عامة تتضمن أحاديث في علم الحياة والتشريح وأسس الصحة النفسية والفروق الفردية في مراحل النمو المختلفة ونفسية الطفل والمراهق.

ولهذه الدراسات والمناقشات أثرها في وضع حد لتردد وخجل الآباء والأمهات من مناقشة حقائق هامة مع أولادهم لهذا تلجأ الجامعات في الدول المتقدمة ثقافياً وتربوياً وعلمياً إلى تدريس مادة الأسرة والزواج في برامجها للشباب قبل الزواج للغرض نفسه.

إن التربية الجنسية للطفل والمراهق يجب ألا تُترك للصدفة... ويجب أن تبدأ في المنزل وتستمر في المدرسة بالروح العلمية الهادئة... على أن تعطى المعلومات الجنسية ضمن الدراسات الخاصة بالنبات والحيوان في علم الأحياء والصحة والتشريح والنبات... أي بطريق غير مباشر...

ولكن عندما يكبر الطفل ويصبح في مقتبل سن المراهقة أي 41 ـ 51 تعطى له معلومات واضحة عن الأمراض السرّية، وحكمة التشريع الاجتماعي للزواج وقواعد تكوين الأسرة تكويناً صحيحاً وسليماً[1]. أما بالنسبة للسن الذي نبدأ فيه بالتربية الجنسية للطفل فيجب ألا نبدأ إلا عندما يسأل الطفل ويجب عندئذ أن تعطى له المعلومات في كل مرحلة من مراحل النمو بالطريقة التي تلائمها... وحبذا لو أمكن اعطاء فكرة عامة عن الجنس بطريقة غير مباشرة للطفل قبل سن العاشرة.

هذا ويجمع علماء التربية على أنّ مهمة شرح المعلومات الجنسية يجب أن يقع أغلبها على عاتق الأم الواعية... على أن يساعدها الأب والمدرسة في الأمر... ولا يجوز أن يوكل الطبيب بشيء من ذلك.

إن موضوع الجنس يجب أن لا يعامل في العائلة كلغز كما أنّه من الخطأ الظن بأن الأطفال لا يحتاجون إلى معلومات في هذا الشأن.

 

مفهوم التربية الجنسية:

للتربية الجنسية تعريفات عديدة نذكر أهمها وهو: أنها المعلومات التي يحصل عليها الطفل لكي يتحمل المسؤولية تجاه جسده ومجتمعه. وتعريف آخر وهو تحضير الطفل والشاب تدريجياً للحياة الزوجية والعائلية. وتعريف ثالث وهو أن التربية الجنسية هي مجموعة من التصورات والأحاسيس والأفكار الشعورية واللاشعورية والتي تنتج تصرفات سلوكية[2].

وتعريف رابع يقول إن التربية الجنسية هي أمر يتعلق بالتربية الاجتماعية والصحية والعاطفية والعلاقات الإنسانية والحياة العائلية والبيولوجيا الإنسانية، وعلى هذا الأساس فإن التربية الجنسية ليست مجرد وصف للأعضاء التناسلية ووظائفها لأن هذه أمور تشريحية فيزيولوجية يتعلمها كل إنسان منذ سن السادسة من عمره ويتدرج معها.

كما تشمل التربية الجنسية، إلى جانب الجزء المتعلق بالمعلومات جزءاً مهماً وإن لم يكن الأهم وهو الجزء العاطفي. اللذة والحب والعلاقة بين الرجل والمرأة وهي أمور لا يتطرق إليها أحد لا مع الصغار ولا الكبار لذلك يعتبر البعض أن التربية الجنسية نوع من التربية التي تمدُّ الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة والاتجاهات السليمة إزاء القضايا الجنسية بقدر ما يسمح به نموه الجسمي والفيزيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي، وفي اطار العادات والتقاليد السائدة مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة النفسية.

من هنا يؤكد العلماء أن العلاقة الجنسية هي نتيجة ينتهي إليها وليست هي البداية في العلاقة بين شخصين (كما يحصل في بلاد الغرب) لأن الجنس هو تتويج للعلاقة العاطفية وهذا التتويج يجب أن يتم بصورة شرعية[3].

يقول الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي: يجب أن نتذكر أن كلمة تربية ـ كلمة معيارية وليست وصفية، فهي تتضمن السبل النفسية والعقلية التي من شأنها أن ترقى بالفرد والمجتمع من حالة دنيا إلى حالة مُفضِّلة حسب المقاييس والموازين المتبعة فإذا قلنا التربية الجنسية فهي تعني المناهج التي يضمن الأخذ بها الارتفاع بالعلاقات الجنسية إلى المستوى الإنساني والاجتماعي الأفضل والأكثر انسجاماً مع مبادئ ذلك المجتمع وقناعاته.

 

2 ـ المفهوم الغربي للتربية الجنسية:

والمفهوم الغربي للتربية الجنسية يتركز على حق الفرد في التعرف على جسده وكيفية اشباع رغباته من جميع النواحي كمبدأ تقوم عليه الثقافة الجنسية. والجدير بالذكر أنّ استعمال كلمة الثقافة الجنسية بدل (التربية الجنسية) أفضل وأدق لأن التربية تعني التعليم أما المقصود من الثقافة أبعد من حدود نظام التعليم.

وهنا يعتقد الدكتور البوطي أن المقصود بالتربية الجنسية «اعطاء الطفل الخبرة الصالحة التي تؤهله لحسن التكيف مع المواقف الجنسية في مستقبل حياته والحاضر» اعتماداً على التعليم والاتجاه والتوجيه.

فيما يعتبر الدكتور عبد الله ناصح أنّ التربية الجنسية تعني: تعليم الولد وتوعيته ومصارحته منذ أن يعقل القضايا التي تتعلق بالجنس وترتبط بالغريزة وتتصل بالزواج حتى إذا شب وترعرع وتفهم أمور الحياة عرف ما يحل وعرف ما يحرم[4]...

 

3 ـ المفهوم الإسلامي للتربية الجنسية:

باختصار يمكن تحديد مفهوم إسلامي للتربية الجنسية لا يقصد به اشاعة الفاحشة بل علاجها بشكل علمي وديني، وهذا المفهوم هو عبارة عن عملية تربوية تساعد الناشئة والأطفال على اكتساب جملة من التصورات والحقائق والمعارف والمفاهيم والقيم والاتجاهات والعادات السليمة والصحيحة التي ترتبط بالجنس والسلوك الجنسي كحقيقة بيولوجية واجتماعية بهدف تحصين الناشئة والأفراد بالقيم والاتجاهات الايجابية اللازمة لتوجيه الدافع الجنسي في اطاره الشرعي ومساعدتهم على اتخاذ القرارات المستقبلية المسؤولة عن تكوين الأسرة السعيدة في اطار القيم الدينية والمعايير الاجتماعية التي يؤمن بها المجتمع الإسلامي من أجل صحة الفرد وسعادته وطهارة المجتمع[5].

لذلك نقول إنه لم تعد مسألة الجنس مجرد موضوع تربوي فحسب بل مسألة تخص سلامة المجتمع واستقراره من النواحي كافة، فضلاً عن أنها تدخل تحت راية علم جديد (علم تحسين السلالات) والجنس وسيلة هذا العلم.

وبناء للوظيفة الطبيعية للغريزة الجنسية حيث جعل الله سبحانه }هن لباس لكم وأنتم لباس لهن{ (البقرة: 781) العلاقة بين الرجل والمرأة طبيعية فكل منهما يميل للآخر ويسعى إلى ارضائه، وجعل وظيفة الجنس حفظاً للنوع البشري من الانقراض وتلبية للشهوة الجنسية بطريقة مهذبة وشرعية لأن الجنس ليس شهوة طائشة ولا نزوة عابرة.

وهنا نعتقد أنّ التربية الجنسية السليمة تخلق جيلاً يتمتع بشخصية قوية، واثقاً من نفسه ومطمئناً ومحصّناً بمناعة قوية تحميه من انخراطه في الشذوذ والانحراف.

وأي أمرٍ آخر سيؤدي إلى وجود جيل قلق غير متزن ومعقد نفسياً كما أنَّ علاقته بالجنس الآخر علاقة مهزوزة ومليئة بالمتاعب.

 

4 ـ التربية الجنسية وضرورتها إسلامياً:

حتى لا يأخذ أبناؤنا ثقافة الجنس بطرق سرية وملتوية، أو ملاذاً آخر غير أهلهم للتفتيش عن الجنس أو يتلقفونه من أفواه المنحرفين. ولننشر الوعي الإسلامي بينهم، ولنغرس الوازع الديني في نفوسهم، ولنحثهم على الزواج ونرغبهم فيه لحفظ الجنس البشري والاستجابة للشهوة بطريقة شرعية، علينا أن نزودهم بمعلومات جنسية صحيحة (لا حياء في الدين) (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (الحج: 87) تناسب أعمارهم وثقافتهم وتساعد على تطوير نضجهم العقلي والنفسي والاجتماعي، ولإدخال المعلومات الجنسية إلى عقولهم بشكل علمي خاصة إذا علمنا مدى تعطش الشباب للثقافة الجنسية الإسلامية، فالشباب اليوم يؤمن بهذا الدين المبارك ونرى الكثير منهم مجاهدين في سبيل الله مدافعين عن أمتهم ووطنهم وعزتهم وكرامتهم ولا يوجد أي مانع يمنعهم من الالتزام بأحكام الإسلام في المسائل الجنسية ونحن ندرك تماماً كم يأخذ موضوع الجنس ليس من وقت الشباب وحياتهم فقط بل ومن تفكيرهم ونواياهم فهم ينتظرون أية فرصة للحديث عن الجنس أو للاطلاع حوله بشتى السبل ومن مختلف المصادر المتوفرة، لذلك علينا أن نعمل لحماية أطفالنا من الاباحية الجنسية المنتشرة والمتفشية كالوباء عبر وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ولتحصينهم ضد البرامج الجنسية الوافدة ولتعريفهم على مخاطر السلوك الجنسي الخاطئ.

كما علينا أن نُقدّم لهم الزاد المعرفي والثقافي والتربوي من أجل توجيه طاقاتهم نحو البناء والأنشطة البديلة الهادفة من دينية ورياضية وثقافية وعلمية واجتماعية ثم نعمل على تعميم القيم الخلقية المرتبطة بالجنس فندّعم ونرسخ ما فطرنا الله عليه فننشر العفة في المجتمع ونيسرها أمام الشباب لمنع كل أوجه الانحراف الجنسي ومظاهره من البغاء والاغتصاب واللواط وغيره[6].

وعلى ضوء ما تقدم نعتقد أن الإسلام أول من حدد التربية الجنسية واهتم بها ووضعها ضمن حدود ومبادئ الطهارة والتمسك بالقيم الإنسانية كما حدد العلاقة بين الرجل والمرأة.

كما اعتبر الإسلام أن التربية الجنسية جزء من الأخلاق الإسلامية مستندة إلى مبادئ الدين والعقيدة والتي هي رمز الحضارة والرقي.

لذلك إعتمد الإسلام في حديثه عن الجنس على طريقة محترمة غير مثيرة أو اباحية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وهكذا نجد أن الإسلام في اهتمامه بالجنس وبحثه بتفاصيله يعتبر أكثر تقدمية من أي نظام أو اجتهاد جاءت به البشرية في العصر الحاضر وما على الباحث الموضوعي إلا العودة إلى بطون الكتب لنبش تلك المسائل والاستنارة بها والتفيؤ بظلالها سلامة لصحة البشر ونفسياتهم واستقراراً لمجتمعات العالم بشكل عام.

 

5 ـ دور الأهل في التربية الجنسية:

أطفالنا أكبادنا فهم أمل حياتنا وهم الذخيرة لمستقبل وطننا وأمتنا وقد تواجهنا مشاكل عديدة أثناء تربيتهم والعناية بهم لكي نصل بهم إلى بر الأمان والسن الذي يدرك الطفل فيه الصح من الخطأ سواء مشاكل الجنس أو غيرها وخاصة مع وجود المدارس المختلطة.

فإذا قرأ الطفل القرآن الكريم وسأل عن معنى: ملامسة النساء أو الرفث، المقاربة، المباشرة، النكاح، الاعتزال، الزنى، شهوة الرجال من دون النساء أو سأل عن أحكام العبادات من استبراء أو استنجاء وغير ذلك فبماذا يجيب الأهل وكيف؟ ربما لا يملك الكثير من الأهل الجرأة الكافية للكلام مع أبنائهم لذا لا بد من معالجة النقص لديهم عبر قراءة الكتب واستماع المحاضرات وحضور الندوات.

على الأهل أولاً أن يخلصوا أنفسهم من الرواسب القديمة والخاطئة تجاه الجنس كي يستطيعوا أن يقودوا أولادهم نحو التربية الجنسية السليمة[7].

وهنا نقول إنه من الخطأ الفادح انجاب أولاد وتولي تربيتهم بدون دراسة لأصول التربية مسبقاً وخاصة التربية الإسلامية إذ أن 99% من انحرافات الشباب سببها جهل الآباء والمربين بأساليب هذه التربية.

ولا يحتاج الأمر إلى خجل أو انفعال أو سخرية أو ضحك عندما نحدث أبناءنا عن الجنس بل يحتاج الأمر إلى الاتزان ورباطة الجأش والجرأة، والصراحة والوضوح مع ضرورة التكامل بين الأهل (الآباء والأمهات) عند الحديث وإلا فسوف يسببون لأولادهم القلق والخوف.

فالتربية الجنسية للطفل من قبل الوالدين هي تربية وقائية (توعية مسبقة) يبدؤها الإسلام في سن مبكرة عندما يطلب من الأهل فصل الذكور عن الإناث في غرف النوم والاحتشام من الأم والمرأة وعدم كشف زينتها للآخرين، أما بعد البلوغ تصبح التربية ضرورية وواجبة وهي تربية قادرة على اعلاء الدوافع الجنسية وتحويلها إلى النشاطات الاجتماعية والفنية والرياضية لذا اعتبر الإسلام أن المطلوب من الأهل تهذيب أمور الجنس لا بناؤها فهي موجودة في النفس بشكل قوي والحاجة إلى تهذيبها تدخل في اطار العملية التربوية، كما اعتبر الإسلام أن الدافع الجنسي خلقه الله تعالى في النفس البشرية ليكون سبباً في استمرار الكائنات الحية جميعها ومنها الإنسان وقد حدد الله تعالى زمناً محدداً لتفجير هذه الطاقة ليصبح الإنسان قادراً على الانجاب وسمى الشرع هذا السن (بسن التكليف) ولكي يسير الدافع الجنسي في نفس الطفل بشكل هادئً دعا الإسلام إلى الإلتزام بأوامر ونواه بعد أن طالب أهله باتخاذ اجراءات عدة حتى يبقى الطفل الناشئ متوازناً وطاهراً بلا انحراف ونقياً بلا تلوث. لذا يرفض الإسلام الحديث عن شؤون الجنس مع الأطفال بشكل اباحي كما يحدث في الغرب بحجة مصارحة الطفل أو الواقعية كمسألة تعري الوالدين أمام أطفالهما وخطورتها لكنه ركز على أهمية الاجابة الصادقة للأطفال حول جسد الطفل وجهازه التناسلي على أن يتم ذلك بشكل مؤدب وأخلاقي حسب فهم الطفل سواء بالاختصار أو التلميح، لذلك فإن تهيئة الولد في مرحلة الطفولة المتأخرة ما بين 01 ـ 21 سنة لاستقبال التغيرات الحيوية التي تدفع الجسد إلى تمام النضج أمر مهم لأن الطفل لا يمكن تركه حتى يبلغ ثم تبدأ التربية الجنسية وذلك على صعيد الذكر أو الأنثى، فلا يجوز أن تفاجأ الفتاة بأمر العادة الشهرية أو يفاجأ الشاب بالاحتلام وهما لا يعرفان شيئاً عن تأثير ما يحصل معهما على صحتهما وعبادتهما وعلاقاتهما وإذا كان بعض الأهل يفضلون أن لا يعلموا بنشاط أبنائهم الجنسي أو أن يتجاهلوه عوضاً عن أن يخوضوا في بحثه معهم بصراحة، فهذه مشكلة تحتاج إلى حل حتى ولو أراحوا أنفسهم بسبب تولي المدرسة معالجة الموضوع لأن الأولى أن يقوموا هم بالحديث مع أبنائهم بدون خجل أو حرج مع التأكيد على حاجتهم للمعلومات الدقيقة والتثقيف على الأمور الجنسية.

ولا شك أن المعنيّ أولاً هو الأب الذي يوجه ابنه الذكر جنسياً ويعلمه أحكام الفقه، كما تقوم الأم بتوجيه البنت وتعليمها الأحكام المتعلقة بذلك. ولكن للأسف الشديد أن كثيراً من الآباء والأمهات لا يعبأون بمشاعر أطفالهم (ذكوراً وإناثاً) وأحاسيسهم فنراهم يهتمون بملابسهم وطعامهم وعلمهم لكنهم يعملون المتغيرات الداخلية التي تطرأ على أجسادهم.

هذا وللبحث تتمة



[1] أسئلة الأطفال بماذا نجيب عليها د. ملاك جرجس.

 

[2] التربية الجنسية بين الغرب والإسلام للسيد خضر الموسوي ص53.

 

[3] المراهقات والجنس د. نبيل قليلات ص67).

 

[4] تربية الأولاد في الإسلام، د. عبد الله ناصح، ج2، ص994.

 

[5] التربية الجنسية من منظور إسلامي. الحسين معدي ص61.

 

[6] التربية الجنسية بين الغرب والإسلام، خضر الموسوي، ص14.

 

[7] التربية الجنسية، محمود الأستانبولي، ص21.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2008/01/23   ||   القرّاء : 10543


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net