الإحسان إلى الوالدين
الإحسان إلى الوالدين
ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد التوحيد مباشرة في أربع مواضع، وهذا الاهتمام يدل على مدى الأهمية التي يوليها الإسلام للوالدين.
- ﴿لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾1.
- ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾2
- ﴿أَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾3
- ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَ تَعْبُدُوا إِلاَ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾4.
فالملاحظ في هذه الآيات الكريمة أنها تذكر نوعاً التوحيد في العبادة، وحصر العبادة بالله تعالى، إذ العبادة نوع من الخضوع الكلي أمام عظمة المعبود، (معبود واحد، وإله واحد). ولا بدّ في تحقّقها من التحلي بأعلى درجات الصفاء، والتذلل والاحترام والقدسية لله تعالى.
وكذا فهنالك في الآيات الأخرى نهي عن الشرك، ويلازمه التوحيد.
وفي كلا الحالتين فلقد أردف المولى في هذه الآيات الإحسان إليهما بعبادته، ليدلّ على الأهمية والموقع الخاص (وهذه من الحالات الخاصة في القرآن الكريم)، وعلى أن الإحسان إليهما والبرّ بهما واجب كما عبادته.
منزلة شكر الوالدين ومنزلة شكر الله
رفع القرآن الكريم منزلة شكر الوالدين إلى منزلة شكر الله تعالى، قال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾5، وهذا دليل على عمق وأهمية حقوق الوالدين في منطق الإسلام وشريعته، بالرغم من أن نعم الله التي يشكرها الإنسان لا تعدّ ولا تحصى.
وجوب الإحسان للوالدين حتى المشركين
يؤكّد القرآن الكريم على الإحسان للوالدين حتى لو كانا مشركين.
قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾6.
2- التوجيه القرآني التفصيلي في التعامل معهما:
في الآيات (23- 24) من سورة الإسراء يذكر عدّة توجيهات:
1- ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾.
2- ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾.
3- ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾.
4- ﴿فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾.
5- ﴿وَلاَ تَنْهَرْهُمَا﴾.
6- ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾.
هذه الآيات تعبر عن دستور ونظام اجتماعي شامل ينظّم علاقة من أهم العلاقات الاجتماعية ، وهي علاقة الأولاد بوالديهم..
1- البقرة، 83.
2- النساء، 36.
3- الأنعام، 151.
4- الإسراء، 23.
5- لقمان، 14.
6- لقمان، 15.
