الشيخ سمير رحال
1_ مدخل في بيان المضمون الاجمالي للسورة:
هذه السورة التي لا تتجاوز ثماني عشرة آية، سورة جليلة ضخمة، تتضمن حقائق كبيرة من حقائق العقيدة و الشريعة ومن حقائق الوجود و الإنسانية. حقائق تفتح للقلب وللعقل آفاقا عالية و آمادا بعيدة و تثير في النفس و الذهن خواطر عميقة و معاني كبيرة و تشمل من مناهج التكوين والتنظيم، وقواعد التربية و التهذيب، و مبادئ التشريع و التوجيه، ما يتجاوز حجمها و عدد آياتها مئات المرات! ) في ظلال القرآن، ج6، ص: 3335(
اما تسمية هذه السورة بسورة «الحجرات» فلورود هذه الكلمة في الآية الرابعة منها و«الحجرات»: جمع «حجرة» وهي هنا إشارة إلى البيوت « بيوت جمع بيت و هذا اللفظ يطلق على الغرفة الواحدة [أو مجموع الغرف في مكان واحد لعائلة معيّنة] و هو مشتقّ من المبيت ليلا ...» المتعددة لأزواج النّبي المجاورة للمسجد ... وكان للنبي (ص) تسع زوجات لكل واحدة منهن حجرة من جريد النخل، وعلى بابها ستار من الشعر.
وأصل الكلمة مأخوذ من «الحجر» أي المنع لأنّ الحجرة تمنع الآخرين من الدخول في حريم «حياة» الإنسان ... والتعبير ب «وراء» هنا كناية عن الخارج من أي جهة كان!
قال المفسرون: انطلق ناس من العرب الى المدينة، و وقفوا وراء حجرات النبي و نادوا يا محمد اخرج إلينا، فتربص النبي قليلا ثم خرج اليهم، و وصفهم سبحانه بأن أكثرهم لا يعقلون لما في فعلهم ذاك من البداوة و الجفاء (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) .