هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (129)
---> شهر رمضان (131)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (27)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (226)
---> قرانيات (80)
---> أسرة (21)
---> فكر (130)
---> مفاهيم (209)
---> سيرة (95)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (6)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)
---> العدد الرابع والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 افتتاحية العدد 44

 الانفعالات النفسية عند المراهق

 الاعمال بين الحبط والتكفير

 لبنان في مهب الرياح: المقاومة ضمانة بقائه

 في رحاب سورة ابراهيم‏ (ع)

 معارف قرآنية ... وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم

 علماء قدوة

 لطائف ومعارف

 كلمات وردت في القرآن : النفس

 في رحاب الزيارة الجامعة  :  أهل الذكر

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 بيان صادر عن هيئة علماء بيروت: غزة تنتصر

 حديث الغدير عند الشيعة والسنّة

  كتاب تشريح الفكر السلفي المتطرف

 العبيد والأحرار

  الكعبة البيت الحرام قيام للناس

 التكريم الالهي

  هدم القبور الطاهرة عودة إلى التاريخ

 مصعب بن عمير بطل الهجرة وشهيد احد

 تأملات في الخطاب الحسيني يوم عاشوراء

  صور من الظاهر والباطن

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1251

  • التصفحات : 9043047

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : فكر .

              • الموضوع : لبنان في مهب الرياح: المقاومة ضمانة بقائه .

                    • رقم العدد : العدد الرابع والاربعون .

لبنان في مهب الرياح: المقاومة ضمانة بقائه

لبنان في مهب الرياح: المقاومة ضمانة بقائه

 

الشيخ علي سليم سليم

مدخل

في بلد كلبنان تتمظهر الطائفية في كل مفاصل حياة هذا البلد تكاد تكون مساوقة لوجوده المركب الجامع لكل التناقضات فيغدو الحديث عن الحياة المدنية والعيش المشترك، والوطن النهائي لجميع أبنائه، عالماً من الخيال وأقرب إلى الزجليات التجاملية!

والحال أن الموضوعية، لو وجدت، تقتضي أن تتناول الطوائف كمعطيات سوسيولوجية([1]) وتمظهرات ثقافية، وإبعادها ما أمكن عن اسقاط العقائدي على السياسي وعكسه.

  يريدون تكرار مسار 1982، لكن موازين القوى مختلفة عند الطرفين، هناك قوة لبنانية مسلحة ومتدربة، وهي لن تقبل بالانقضاض عليها، لأن المسألة تصبح أكبر من مسألة تحرير الأرض، عندها تصبح مسألة حياة أو موت، وجود أو إندثار.. "وليس المسألة أنه هناك سلاح "غير شرعي"، فالسلاح الشرعي الذي يجب أن يحمي السيادة والناس، غير موجود، وإن وجد وحازته الدولة التي لها حق "حصرية السلاح" تقوم بإتلافه! ثم أن كل الجهات والأحزاب تملك الكثير من السلاح مع فارق وجود الأسلحة التي تهدد "إسرائيل" هنا جوهر المشروع بالإضافة إلى تصوير المشكلة زوراً أنها سلاح المقاومة، وعلى الدولة من أجل حفظ سيادتها أن تعمل على نزع هذا السلاح! لأنه يشكل قوة لبنان، وأبسط دليل على ذلك "هو أن الذي كان يقف عائقاً أما المشاريع الصهيونية في المنطقة وخططها التوسعية وأطماعها وعدوانها هو قوة المقاومة ومحورها، بدليل أنه عندما كان التقدير لدى الكيان الإسرائيلي على مدى عقود هو قوة محور المقاومة وقدرته على الردع، لم يبادر إلى تفعيل مشاريعه وخططه العدوانية ولكن عندما أضحى التقدير مختلفاً لدى هذا الكيان نتيجة ما أصاب محور المقاومة من ضرر، فقد وضعت تلك المشاريع موضع التفعيل، ما يعني أن قوة المحور كانت تشكل عامل ردع لحماية الأمن القومي العربي بما يشمل دول محور التطبيع.. حيث (إسرائيل الكبرى) تشمل ثمان دول بعضها بأجمعها!!

وهنا لا بد من دفع وهم، يعمل البعض على الترويج له، وهو أن هذه الحرب الأخيرة التي دارت بين محور المقاومة والكيان الإسرائيلي قد اثبتت فشل خيار المقاومة في ردع هذا الكيان ولجم عدوانه وخططه ولكن لو عدنا إلى تجارب عقود من الزمن مع هذا الكيان، والتي ثبتت جميعها جدوائية خيار المقاومة في ردعها ولجمه، وخير دليل على ما تقدم أكثر من عقدين من زمن سبقت معركة "طوفان الأقصى" حيث ساد الأمن في لبنان إلى حد بعيد جداً، وبمستوى غير مسبوق من اعتداءات الكيان الإسرائيلي وإجرامه، وما شجع العدو بخصوص الحرب الأخيرة ليس أصل خيار المقاومة، بل تقدير العدو بوجود نقاط ضعف أمنية واستخبارية يمكن له استغلالها لإلحاق الضرر بالمقاومة وردعها، وإلا لكانت المعركة مختلفة برمتها فالمعيار عند العدو ـ وهذا دليل إضافي على صوابية خيار المقامة ـ قوة المقاومة، فقد كان مردوعاً، وتقديره ضعف المقاومة لم يعد مردوعاً، فما يردع العدو هو قوة المقاومة على جميع الصعد.."([2])

"لقد سبق للعدو أن تهيأت له فرصة تاريخية لتحقيق أطماعه التوسعية وأهدافه الأمنية والسياسية في لبنان، فبادر إلى اجتياح 1982 الذي انتهى بإتفاق 17 أيار عام 1983، وسقط بفعل المقاومة وانتفاضة 6 شباط 1984، فمنذ ذلك الوقت وإلى اليوم، لا تزال تقف سنداً منيعاً أمام المخططات الأميركية والإسرائيلية لجر لبنان إلى فخ التطبيع.. ورغم فشل القضاء على المقاومة أو أضعافها إلى الحد الذي يسمح بفرض هذا المستوى من الشروط والاملاءات عليها، يبقى شرط التطبيع هو سحق المقاومة، وهو أمر لم ولن يتحقق ما دامت لم تسحق في أكثر الحروب الإسرائيلية عنفاً ووحشية على لبنان في ظل الاحتضان الشعبي الذي يفرضها كقوة سياسية شعبية لا يمكن تجاوزها في المعادلة الداخلية.

ولكن ماذا عن المشروع التوسعي الصهيوني في المنطقة الذي يستلهم العبارات التوراتية التي تأمر بالتحول إلى أرض الكنعانيين وإلى لبنان إلى النهر الكبير نهر الفرات، وهي الأرض التي قدم منها إبراهيم! ويبدو من تصريحات قادة العدو اليوم ومن سياسة الاحتلال المتواصل للأرض السورية باتجاه العراق، أنه قد تم نفض الغبار مجدداً عن ذلك المشروع الاستيطاني في بلاد ما بين النهرين الذي كان مؤجلاً، لأن أولوية القادة الصهاينة كان الاستيطان في فلسطين.

"إن الاستكانة والهزيمة النفسية، ورفض مقاومة مشروع تهويد الأرض ستدفع هذه البلاد إلى جحيم التمزق والحروب الدينية التي لا نهاية لها، والمنتصر الوحيد في هذا الوضع المأساوي هو من يحلم بابتلاع أرضنا بالاستعانة بالفتاوى الدينية التي تبرر الاستيطان واقتلاع الشعوب وإبادتها ومحو هويتها وإزالة كل أسباب الحياة.." ([3])

لقد دخلنا زمن التوحش الأميركي الإسرائيلي، ولم يعد هؤلاء مترددين لفعل أي شيء يخدم مصالحهم، ولو أدى إلى الإبادة، دون وازع ولا محاسب، فهم فوق القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، فهذا أصبح من مخلفات "النظام الدولي الليبرالي" وبات في سلة المهملات، بل وأكثر من هذا، هم يقولون: القوانين والقرارات والمحاكم.. أنشأت لتطبق على الدول الضعيفة..!

"وهذا لا يتعارض مع إعادة النظر في ما هو قائم من حدود الدول التي رسمتها "سايكس بيكو" والاستيلاء على أجزاء منها إذا اقتضت المصلحة في ذلك، كما هو حاصل اليوم، وما يرسم لمستقبل المنطقة وتقسيمها إلى كانتونات إثنية وطائفية ومذهبية وهذا ما يفسر كلام ترامب عن "حدود إسرائيل الضيقة" وكان قد سبقه كلام منذ ما يزيد على مئة سنة، عندما اعتبروا فلسطين مفتاح الدفاع عن الشرق الأوسط، وكلما كانت لدينا قواعد في فلسطين، فستكون مكانتنا في الشرق الأوسط مضمونة إلى الأبد.

وبين زمن وآخر، يجدد الغرب منح نفسه، ووكيلته إسرائيل الحق في إعادة تشكيل المنطقة وفقاً لإرادته ولمصالحه، إلا أن محور المقاومة، المكلوم بالإبادة والضربات الأمنية، وبالرغم منها، لا يبدو أضعف ذاتياً ودولياً، ممّا كان عليه الحال في حرب 2006 إبان مشروع غوندا ليزا رايس للشرق الأوسط الجديد، أو في محطات مفصلية مماثلة ولا إسرائيل أقوى من تلك المرحلة، ولو انها اليوم أكثر جاهزية وحافزية للعدوان". ([4])

لقد خاضت المقاومة أشرس حرب في تاريخها، أي منذ سنة 1982 ولغاية اليوم، ومنذ انطلاقتها، كان هدفها الأساسي مواجهة المحتل بما تمتلكه من إمكانات متواضعة، ومرت بتجارب قاسية ودفعت أثماناً باهظة، وراكمت إنجازات جليلة، ورسمت معادلات ردع، كبحت جماح عدوانيته التي لا تقف عند حد. وفرضت عليه لأول مرة في تاريخ الصراع معه، انسحاباً من أرض عربية أحتلها ما يزيد على عقدين من الزمن بالقوة دون شروط.

وحتى في حربه الأخيرة هذه، بدعم مطلق من الغرب كله وكثير من أنظمة العرب الساعية لإقامة مصالحة معه على حساب قضية الأمة المركزية، فشل العدو في تحقيق الهدف المباشر للحرب بالقضاء على المقاومة أو إضعافها إلى حد اخضاعها للتسليم بإملاءات الأمريكي والإسرائيلي، كما فشل في شطبها من المعادلة الداخلية، ولم تنجح رهاناته في انهيار خطوط الدفاع في جنوب الليطاني أمام الاجتياح السريع الذي حشد له خمس فرق عسكرية، بعدما أظهر المقاومون صموداً أسطورياً أدى إلى حصر القتال البري في الخط الأول للقرى الأمامية.

وقد ظهر جلياً بعد وقف إطلاق النار، أن جيش العدو يمارس خلال الفترة الفاصلة بين اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب المفترض تطبيقه، سياسة التنكيل والتدمير الممنهج التي هدفت إلى إلغاء كل مقومات الحياة وتأخير عملية إعادة بناء القرى التي دمرها بوحشية لا مثيل لها، انتقاماً على إذلال المقاومة له طوال العقود الماضية.

"وبما أن نتائج المواجهات العسكرية في هذه الحرب لم تحقق الهدف المنشود بسحق الحزب والمقاومة معه، تم اللجوء إلى تأليب القوى السياسية على مستوى استحقاقات قادته كانتخابات بلدية ونيابية، أو عبر الدعاية الإعلامية بأن المقاومة غير مجدية، أو عبر تحويل مطلب قوى بعينها نزع السلاح إلى مطلب عام للبنانيين، والقول بأن سردية القوة والردع أثبتت فشلها وزادت الدمار من دون جدوى، وهو تبنّ للمنطق الذي يلوم الشعوب المستعمرة على مصابها!! ولكن على المقاومة واجب إفهام الأطراف المعادية، بأن مشروع ضربها لا يحمل إلا الخراب إلى لبنان، ولا يمكن للعدو تحقيقه، لأن المقاومة قادرة على قلب الطاولة متى لزم الأمر.." ([5])

"ولا يمكن نزع الشرعية عن المقاومة، مهما حاول الإعلام المحلي الممول خليجياً، تصوير السلاح المقاوم أنه المشكلة في ظل تخلي الدولة تاريخياً عن القيام بواجب حماية القرى الحدودية من القتل والتدمير، المشكلة هو نفس هذا الوحش الرابض على حدودنا، ومن أتى به ومن يدعمه ويوفر له كل وسائل الدعم، جوهر المشكلة هو هذا، ونحن نعرفه، وعايشناه عقوداً من الزمن بكل ما فيها من مآسٍ واعتداءات، وهم يتجاهلون ويجهّلون الحقيقة، ويعملون ما بوسعهم لتجنيب الحكم الجديد التداعيات السلبية للاعتداءات الإسرائيلية خاصة الأميركي، الذي يهدف إلى تعزيز مكانته في المعادلة الداخلية، انطلاقاً من أن الفشل في توفير الحماية المطلوبة للبنان، يقوض المنطق المستند إلى فرضية أن الدبلوماسية تشكل بديلاً ناجعاً للمقاومة"([6]).

إصرار على إن المقاومة هزمت!!

بعيداً عن حرب المصطلحات التي تخضع عادة بما يتلاءم مع التوجهات السياسية بما لا يعكس الحقائق الميدانية، وهو سجال لا طائل منه ولا يقارب المنهج العلمي أساساً، ولا يخضع للمعايير المتبعة في مقاربة الأمور.

بين النصر والهزيمة كيف توضع المحددات، فهل النصر هو عدم تمكين العدو من تحقيق أهدافه المعلنة في الحرب؟ وهل الهزيمة تتحقق بالقتل والتدمير، وإن أدى إلى إضعاف الطرف الآخر وقيد قدراته لكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف الأساسي وهو القضاء عليه، حتى وإن أظهر عنجهيته وأكثر من سلوك الأعمال الاستفزازية والحرب النفسية وكي الوعي والتأثير في العقل الجمعي من خلال الممارسات اليومية بإظهار التفوق في مجالات عديدة لتقبل مفهوم الإخضاع عنوة في ظل عجزه عن كسر إرادة وعزيمة أهل المقاومة للتعويض عن إخفاقاته في تحقيق أهدافه في الميدان.

"ويدأب الاعلام المعادي للمقاومة، المحلي منه والاقليمي على تحميل المسؤولية بكل تداعيات الحرب ومآسيها وأثمانها للمقاوم المدافع عن أرضه وشعبه، وخطأ الخيار المقاوم من الأساس! بحجة اختلال موازين القوى، وعدم التكافؤ. لكن جميع التجارب التحررية، والصراع بين الاحتلال والمقاومة كانت الموازين فيها لمصلحة الاحتلال، الفرنسي في الجزائر والأميركي في فيتنام والعراق والإيطالي في ليبيا..

وتارة بحجة عدم توقع رد الفعل التدميري بشكل صحيح، وهذا لا يعني سوى محاولة تخفيف جرائم العدو وتبرير دمويته، فحتى بعض حلفاء العدو، ذهلوا من الرد غير المعهود في حروبه لدرجة تطبيقه بروتوكول "حنيبعل" وقتل جنوده ومستوطنيه إذا لزم الأمر ذلك، فهل ينبغي للمقاومة أن تستشرف أن العدو سيصاب بهستيريا الدم والتدمير، ودوس الشرعية الدولية والمحاكم والهيئات القضائية التابعة للأمم المتحدة أو أن يحتشد العالم لإنقاذ "إسرائيل" حينما ضعفت، ليشكل "حرب عالمية" على المقاومة، فماذا تفعل أية مقاومة في العالم أمام حرب الإلغاء الوجودي؟! وهل يمكننا على هذا المنوال أن نحمل الجزائريين والفيتناميين مسؤولية الاجرام، أو أن نحمل اليابانيين مسؤولية جريمة القصف الذري الأميركي لهيروشيما وناكازاكي لأنهم قصفوا الميناء الأميركي فجاء الثأر بالنووي المرعب" ([7])

فهل هذا منطق عقلائي أو ديماغوجي ([8])؟!

لا حدود لأطماع العدو:

يرفض العدو تثبيت حدود نهائية لكيانه، وهو يسعى كلما سنحت له الفرصة عند تبدل الموازين الدولية، إلى توسيع هذه الحدود وقضم المزيد من الأراضي العربية.. ففي ظل الاحتلال البريطاني لفلسطين، كان السعي حثيثاً لإحتساب منطقة جنوب الليطاني ضمن النفوذ البريطاني، الأمر الذي حال دونه عناد فرنسا التي أرادت أن تحتفظ بأكبر مساحة تحت حكمها.. ومع ذلك بعض من في الداخل عندنا يروج لفكرة إن إسرائيل ليست كياناً توسعياً مخالفاً بذلك كل الوقائع وتصريحات قادة هذا الكيان في هذا الشأن!!

ينبغي ألا نخدع بما يسوق لمنطقتنا، فليس لديهم سوى مشاريع الهيمنة عليها وتفكيكها، وإضعاف جيوشها، وسحق مقاوماتها وقتل شعوبها أو تشريدهم، بل هذه سياسته في السلم والحرب على حد سواء، والسلم في قاموسه الوجودي هدنة بين حربين، بل هذه سياسة سابقة على تأسيس الكيان، تجدها في أدبيات وممارسات الصهاينة منذ القرن التاسع عشر، فأرض إسرائيل التوراتية، هم يجاهرون بها اليوم وليست سراً، فإسرائيل بلا حدود تعني استيطاناً وتطهيراً عرقياً وإبادة جماعية، واجتياحاً واحتلالا وتوسعاً، وأي أرض تحتلها لا تخرج منها!

المعركة مع "إسرائيل" ليست معركة عادية، هي ليست حرباً، وليست صراعاً، وليست خلافاً عرضياً، هي صراع وجود ولا يمكن التعايش معها بأي شكل، فعندما اختلت معادلات الصراع، رأينا العربدة والاستباحة والعدوانية والانتهاكات التي لا حدود لها.. وفي كل يوم تزداد شرعية المقاومة بسبب التجربة مع سلطة اليوم العاجزة بالمطلق عن فعل أي شيء ويأتيك من يتحدث بكل صلافة عن التحكم بقرار السلم والحرب، وجدولة سحب السلاح وحصره بيد الدولة، والحال أن الدولة مستقيلة من دورها، فهي سلطة وصاية، لا تملك قرارها، فقط هي كائن وظيفي مطلوب منه تنفيذ الأوامر الأميركية، بحيث بلغت الوقاحة في المبعوثين وآخرهم توماس برّاك بالتهديد والعبث بخرائط المنطقة، وطلب نزع سلاح المقاومة أياً تكن التبعات، وليس كل السلاح، بل السلاح الذي يؤذي إسرائيلي، وترك لبنان دون سلاح ودون حماية ودون ضمانة. هذا مطلب إسرائيلي واضح، وكل الضجيج والتهويل والتهديد، هو في خدمة المطالب الإسرائيلية وإن غُلّفت وزينت بعناوين مثل هيبة الدولة والسيادة واستعادة.. وبسط سلطتها، وما إلى ذلك من مفردات براقة جاذبة، لكنها أثبتت أنها أوهام وسراب من خلال تجربة السلطة مع الاحداث والاعتداءات والقتل والتدمير والاحتلال، انها أعجز من أن تحمي نفسها فضلاً عن حماية الناس.. هذا العدو لا يأمن من غدره، فيمكن أن يفعل أي شيء خاصة أن من بعض من نشاركه العيش في هذا الوطن، يشجعه على العدوان ويبرر له كل انتهاكاته وقتله اليومي لنا بسبب حملنا السلاح للدفاع عن أنفسنا!!

 

[1]علم اجتماعي يركز على السلوك وأنماط العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وثقافة الحياة اليومية

[2] نحاس وتراب: المسألة التقنية وإسرائيل، محمد شقير، بتصرف، الاخبار: 5451

[3] نحو العرق در: بدر الحاج: الاخبار: 5451 بتصرف

[4] خليل كوثراني: إسرائيل والشرق الأوسط الجديد، الاخبار: ت2 2024

[5] (إسرائيل تصعّد، إبراهيم الأمين. الاخبار: 5463)

[6] (العدوان على الضاحية قرار أميركي: على حيدر الاخبار: 5463)

[7] بين نقد المقاومة وأتهامها بالتآمر مع العدو) علاء اللامي: الاخبار: 5463

[8] سياسة استهواء الجماهير واستغلالها وخداعها لتحقيق مآرب سياسية

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/25   ||   القرّاء : 86


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net