البناء على قبور الانبياء و الاولياء و اتخاذها مساجد و اماكن للعبادة *
البناء على قبور الانبياء و الاولياء و اتخاذها مساجد و اماكن للعبادة *
السيد مرتضى العسكري(ره)
ادلة القائلين بتحريم البناء على القبور
اخـتـلـف المسلمون في امر البناء على قبور الانبياء و الاولياء والطواف حولها و اتخاذها مساجد و محلا للعبادة
و استدل القائلون بتحريمها بروايات اهمها :
ا - عن علي قال : كان رسول اللّه (ص ) في جنازة , فقال ايكم ينطلق الى المدينة فلا يدع بها وثنا الا كسره , ولا قبرا الا سواه ,ولاصورة الا لطخها؟ فقال (رجل ): انا يا رسول اللّه , فانطلق فهاب اهل المدينة , فرجع .فقال علي
انا انطلق يا رسول الله قال : فانطلق ثم رجع , فقال : يا رسول اللّه , لم ادع بها وثنا الا كسرته , ولاقبرا الا سويته , ولا صورة الا لطختها
وقد تكرر ورود هذا الحديث في كتب الحديث واكتفينا بايراد اتم لفظ منه مسند أحمد 1 / 87 ، 89 ، 96 ، 110 ، 111 ، 128 ، 138 ، 139 ، 145 و 150 . ومسند الطيالسي ، ح 96 و 155 .
ب - رووا عـن الـنـبـي (ص ) انـه قال : (( اللهم لا تجعل قبري وثنا, لعن اللّه قوما اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )) مسند أحمد 2/246 .
و فـي ورايـة اخرى ان الرسول (ص قال قاتل اللّه اليهود, اتخذوا قبور انبيائهم مساجد مسند أحمد 2/285 .
ج - استدلوا بما روي عن النبي (ص ) في نهي النساء عن زيارة القبور بما جاء في الروايات الاتية
فـي سنن ابن ماجة و الترمذي و ابي داود بسندهم عن ابي هريرة وحسان و ابن عباس : ان رسول اللّه (ص ) لعن زوارات القبور سنن ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء للقبور 1/502 ح1576 ; و سنن أبي داود عن ابن عباس كتاب الجنائز باب زيارة النساء للقبور 3/218 ح3236
علة الروايات الاولى
اولا - ان اهـل المدينة بعد ان اسلم بعضهم ارسل لهم الرسول (ص )بادى ء ذي بدء مصعب بن عمير, يـعـلّـم مـن اسـلم منهم ما ورد من احكام الاسلام يوم ذاك . ولما وفدوا الى الحج , حضر المسلمون مـنهم العقبة وبايعوا رسول اللّه (ص ) سرا, ولم ينتشر الاسلام بينهم , الى ان هاجر الرسول (ص ) اليهم , وتبعه الامام علي (ع ) بعد ثلاث او اكثر, وقصة وروده المدينة بعد ذلك مشهورة
وتـدرج الـرسول (ص ) في بسط حكمه على المدينة بعد ان عاهد يهود قريظة وبني النضير وبني قينقاع , ودخل اهل المدينة كلهم في الاسلام تدريجيا فـمـتـى كان ارسال النبي (ص ) الامام علي (ع ) من تشييع جنازة الى المدينة ليهدم الاصنام ويسوي القبور ويلطخ الصور, كالحاكم الذي لا راد لامره ؟ اضـف اليه ان محتوى الخبر ان المرسل الاول ذهب , وهم في تشييع الجنازة , ورجع خائبا, ثم ارسل النبي (ص ) الامام عليا (ع ) بعده وهم لا يزالون في تشييع الجنازة , فكيف يتم ذلك
ثـانـيـا - وفي بقية الحديث ان الامام عليا (ع ) قال لابي الهياج الاسدي : ابعثك فيما بعثني رسول اللّه (ص ), امرني ان اسوي كل قبر واطمس كل صنم مسند أحمد 1 / 89 و 96 .
ولا يـكـون ارسال الامام ابا الهياج الاسدي في امر الا في عصر خلافته , وعليه يتجه هذا السؤال مـتـى كـان ارسـال الامـام ابـا الهياج الاسدي ؟ افي عصر خلافته وبعد الفتوحات الاسلامية و بعد زمن الخلفاء الثلاثة , ام قبله ؟ و الى اي بلد بعث الامام علي ابا الهياج لتهديم القبور و طمس الاصنام ؟
واخـيـرا فـي كلا الخبرين امر من الرسول (ص ) و الامام علي (ع ) -ان صح الخبران - بتهديم قبور المشركين في بلد الشرك , فكيف يدل ذلك على انتشار هذا الحكم الى قبور المسلمين ووجوب تهديمها؟
علة الروايات الثانية
اولا: في امر قبور انبياء بني اسرائيل
جـاء فـي الاصحاح الخامس و العشرين من سفر التكوين ما موجزه :توفي ابراهيم و دفنه اسحاق و اسماعيل في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي امام ممرا و دفنت فيها سارة
و فـي الاصحاح الخامس و الثلاثين ما موجزه : لما توفي اسحاق حمله ابناه عيسو و يعقوب و دفناه في ممرا و التي هي حبرون
و فـي الاصـحـاح الخمسين : لما توفي يعقوب بمصر حمله ابنه يوسف الى مغارة مكفيلة و دفنه الى جنب جده و ابيه
و في اصحاح العشر من سفر العدد: ان هارون توفي و دفنه اخوه موسى في راس جبل هور
و فـي الاصـحـاح الرابع و الثلاثين من سفر التثنية : ان موسى (ع ) مات في ارض مواب و دفن في الجواء مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى اليوم
و فـي الاصـحاح الرابع و العشرين من سفر يوشع : فدفنوه في جبل افرايم و دفن عظام يوسف في شكيم و لم يذكر مدفن داود وسليمان في اسفار التوراة
و قال صاحب كتاب قاموس الكتاب المقدس في ترجمة صهيون : لم يعرف مدفن داود و سليمان
و جاء في مادة الخليل في معجم البلدان
الخليل اسم موضع و بلدة فيها حصن و عمارة و سوق بقرب البيت المقدس بينهما مسيرة يوم فيه قبر الـخـلـيـل ابـراهـيـم (ع ) فـي مـغـارة تحت الارض , و هناك مشهد و زوار و قوام في الموضع وضيافة للزوار, و بالخليل سمي الموضع و اسمه الاصلي حبرون وقيل حبري
و فـي التوراة ان الخليل اشترى من عفرون بن صوحار الحثي موضعا باربعمائة درهم فضة و دفن فـيـه سـارة , و قـد نـسـب الـيه قوم من اصحاب الحديث و هو موضع طيب نزه روح اثر البركة ظاهرعليه , و يقال ان حصنه من عمارة سليمان بن داود (ع
وقال الهروي : دخلت القدس في سنة 567 ه و اجتمعت فيه و في مدينة الخليل بمشايخ حدثوني ان في سنة 513 ه في ايام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل اليها جماعة من الفرنج بـاذن الملك فوجدوا فيها ابراهيم و اسحاق ويعقوب عليهم السلام و قد بليت اكفانهم و هم مستندون الى حايط و على رؤوسهم قناديل و رؤوسهم مكشوفة فجدد الملك اكفانهم ثم سد الموضع
قـال : و قـرات على السلفي ان رجلا يقال له الارمني قصد زيارة الخليل و اهدى لقيم الموضع هدايا جمة و سأله ان يمكنه من النزول الى جثة ابراهيم (ع ) فقال له : اما الان فلا يمكن , لكن اذا قمت الى ان يـنقطع الجثل و ينقطع الزوار فعلت فلما انقطعوا قلع بلاطة هناك واخذ معه مصباحا و نزلا في نـحـو سـبعين درجة الى مغارة واسعة الهواء يجري فيها و بها دكة عليها ابراهيم (ع ) ملقى وعليه ثـوب اخضر و الهواء يلعب بشيبته و الى جانبه اسحاق ويعقوب , ثم اتى به الى حائط المغارة فقال له
ان سـارة خـلـف هـذا الحائط فهم ان ينظرالى ما وراء الحائط فاذا بصوت يقول : اياك والحرم , قال فعدوت من حيث نزلت
و جـاء في الجزء الاول من تاريخ ابن عساكر ما موجزه : عندما كانوايحفرون بعد سنة 86 ه جامع دمـشـق بـامر الوليد بن عبد الملك (ت :96 ه) وجدوا راس يحيى بن زكريا في سفط في صندوق تحت ركن من اركان القبة , فجعلوه تحت عمود من الاعمدة مسفط الراس
و لم يرد في التوراة و غير التوراة ذكر قبور سائر انبياء بني اسرائيل ,و لم يعرف مدافن : لوط, و الـيسع - يوشع - و ايوب وعزير - عزرا- و زكريا عليهم السلام , اما عيسى بن مريم (ع ) فقد رفعه اللّه اليه
كـانـت تلكم اخبار قبور انبياء بني اسرائيل - اليهود - و لم نر ولم نسمع و لم يكتب احد ان اليهود اتـخـذوا قـبور انبيائهم وثنا. و ان اتخاذالقبر وثنا لا يصدق على احترام القبر و زيارة القبر, فان اتخاذه وثنا يعني ان يستقبل القبر كما تستقبل الكعبة في الصلوات , فاين هذا من ذاك ؟
ثانيا: معبد اليهود - بني اسرائيل - و بيت عبادتهم
كان بيت عبادة اليهود - بني اسرائيل - يسمى بخيمة الاجتماع وفيها تابوت العهد
و جاء في الاصحاح 25-28 من سفر الخروج كيف امر اللّه نبيه موسى بصنعهما
و جـاء فـي الاصحاح 29 -30 و هم في صحراء سيناء كيف امر اللّه بني اسرائيل بالتعبد في خيمة الاجتماع كما يرى تصويرهما نقلا من قاموس الكتاب المقدس
وكـان بنو اسرائيل يحملونهما معهم اينما حلوا, حتى بلغوا اراضي فلسطين , و بدا داود (ع ) يتهيأ لـبـنـاء مـعـبـد لـهـم عـلـى غرار خيمة الاجتماع و بناه بعده سليمان و نقل اليه خيمة الاجتماع وتابوت العهد ( راجع سفر الخروج ، الاصحاح 40/35ـ38 ; و سفر الاعداد الاصحاح 35ـ38 .
و هـكـذا نـجـد ان لـلـيهود - بني اسرائيل - كان خيمة للعبادة منذ كانوا في صحراء سيناء, و لما استقروا في فلسطين بنى لهم سليمان معبد اخاصا - هيكل سليمان - نقل اليها خيمة عبادتهم و تابوت العهد
و ليس مورد الشك في كل ما ذكرناه , و ما سنذكره بعد هذا, احاديث رسول اللّه (ص ) - معاذ اللّه - و انما البحث يجري حول رواة الاحاديث الذين لم يعصمهم اللّه من الخطا و السهو و النسيان
كان ما ذكرناه ادلة من راى البناء على القبور مخالفا للشريعة الاسلامية و جوابها
ادلة من راى جواز اتخاذ مقابر الانبياء مساجد و اماكن للعبادة
اولا: من كتاب اللّه
يستدل من يرى صحة اتخاذ مقابر الانبياء محلا للعبادة بقوله تعالى - (و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ) البقرة/125
ب - بما اخبر عن قصة اصحاب الكهف و قال تعالى: قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا) الكهف/21
ففي الاية الاولى امرنا اللّه تعالى ان نتخذ من موطى ء قدم ابراهيم (ع )مصلى نعبد اللّه خلفه , و ليس ذلك من الشرك باللّه في شي, بل هوتوحيد لعبودية اللّه و طاعة له
و فـي الاية الثانية اخبرنا اللّه تبارك و تعالى عن المؤمنين الذين قرروا ان يتخذوا من مضجع الفتية الـمؤمنة مسجدا يسجدون للّه سبحانه فيه و يعبدونه و هم مؤمنون و ليسوا بمشركين و لم يذمهم اللّه تعالى على ذلك
كان ذلكما الموردان في كتاب اللّه , و في سنة الرسول (ص ) ماياتي باذنه تعالى
ثانيا: يستدلون من سنة الرسول (ص
ا - بـان رسـول اللّه (ص ) امـر بزيارة القبور بعد نهيها, كما جاء في صحيح مسلم و النسائي و ابن مـاجـة و الـتـرمذي و موطا مالك عن بريدة عن ابيه , قال : قال رسول اللّه (ص ) نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها... الحديث
صحيح مسلم كتاب الجنائز باب زيارة القبور 2/672 ح977
ب ـ سنن النسائي كتاب الجنائز باب زيارة القبور 4/89
ج ـ سنن ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في زيارة القبور 1/500ـ501
د ـ سنن الترمذي باب الجنائز 4/274 ، المطبعة المصرية بالأزهر سنة 1350 هـ .وغيرها
وفي سنن ابن ماجة عن ابن مـسعود: (ان رسول اللّه (ص ) قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تزهد في الدنيا و تذكر في الاخرة سنن ابن ماجة كتاب الجنائز ، باب ما جاء في زيارة القبور ، ط.دار الكتب العربية سنة 1372 هـ ، 1/501 ، ح1571 .
ب - ما جرى للانبياء و المرسلين صلوات اللّه عليهم اجمعين مع قبورهم في مكة و المدينة منذ عهد اسماعيل حتى عهد خاتم الانبياء (ص ) كما ياتي اخبارها
1_فـي مكة كان الطائفون حول الكعبة يطوفون حول حجر اسماعيل (ع ) و يتمسحون بجداره , و فيه قبر اسماعيل (ع ) و امه هاجر, كما اجمع عليه علماء الامة الاسلامية
فقد ورد في سيرة ابن هشام (ت : 218 ه) وتاريخ الطبري (ت :310ه) وابن الاثير (ت :630 ه) وابن كثير (ت :774ه), واللفظ لابن هشام : ودفن - اسماعيل - في الحجر مع امه هاجر. وفي لفظ ابن الاثير: واوصى اسماعيل ان يدفن عند قبر امه في الحجر (راجع ذكر خبر إسماعيل (ع) وولده في كلّ من سيرة ابن هشام 1 /6 . وتأريخ الطبري 1/352 . وتأريخ ابن الأثير 1/89 . وتأريخ ابن كثير 1/3 19
وروى ابن سعد في طبقاته وقال ان اسـمـاعـيـل لـما بلغ عشرين سنة توفيت امه هاجر وهي ابنة تسعين سنة , فدفنها اسماعيل في الحجر. وان اسماعيل توفي بعد ابيه , فدفن في الحجر مما يلي الكعبة مع امه هاجر
وفي رواية بعدها: قبر اسماعيل تحت الميزاب بين الركن والبيت
وروى ابن الجوزي في باب ذكر اعيان المدفونين بالحرم والازرقي في اخبار مكة ما موجزه:
كان النبي اذا هلكت امته لحق بمكة فتعبد فيها و من معه من المؤمنين حتى يموت و منهم هود و صالح و شعيب
وان بين الركن الى المقام الى زمزم الى الحجر قبور تسعة وتسعين نبيا
و روى ابو بكر الفقيه عن النبي (ص ) انه قال مـا مـن نـبـي هرب من قومه الا هرب الى الكعبة يعبد اللّه فيها حتى يموت و ان قبر هود و شعيب وصـالـح فـي مـا بـين زمزم والمقام , و ان في الكعبة قبر ثلاثمائة نبي , و ما بين الركن اليماني الى الركن الاسود قبر سبعين نبيا ((مختصر كتاب البلدان ، تأليف أبي بكر أحمد بن الفقيه الهمداني (ت:340هـ) ط.بريل بليدن سنة 1302هـ ص17
كان ذلكم ما جاء في كتب مدرسة الخلفاء, و جاء في كتب الحديث بمدرسة اهل البيت ما ياتي:
ورد فـي الـكـافـي لـلـكـليني وكتاب من لا يحضره الفقيه وعلل الشرائع للصدوق والوافي للفيض والبحار للمجلسي واللفظ للاول : فيه - اي في الحجر- قبر هاجر وقبر اسماعيل (ع )
وفيها ايضا: وفيه - اي في الحجر - قبور انبياء فروع الكافي ، كتاب الحجّ ، باب حجّ إبراهيم (عليه السلام) ، ح 15 ، 4 / 210 . والبحار عن الصدوق ، كتاب النبوة ، باب أحوال أولاد إبراهيم (عليه السلام) ، ح 40 ، 5 / 142 ،
كـانـت تلكم اخبار قبور الانبياء و الاولياء في مكة , وفي ما ياتي نورد بعض اخبار قبورهم في غير مكة
1 _ قبر ام النبي (ص) في الابواء و زيارة النبي (ص) لقبرها
جاء في ترجمة الابواء من معجم البلدان : الابواء قرية من اعمال الفرع من المدينة بينها و بين الجحفة مما يلي ثلاثة و عشرون ميلا و بـالابـواء قبر آمنة بنت وهب ام النبي (ص ) و كان السبب في دفنهاهناك ان عبد اللّه والد رسول اللّه (ص ) كان قد خرج الى المدينة يمتار تمرا فمات بالمدينة فكانت زوجته آمنة بنت وهب تخرج في كل عام الى المدينة تزور قبره فلما اتى على رسول اللّه (ص ) ست سنين خرجت زايرة لقبره و مـعـهـا عـبـد الـمـطلب و ام ايمن حاضنة رسول اللّه (ص ) فلما صارت بالابواء منصرفة الى مكة ماتت بها معجم البلدان 1/100
و جاء تفصيل الخبر بطبقات ابن سعد و قال في آخره ماموجزه :
فلما مر رسول اللّه (ص ) في عمرة الحديبية بالابواء اتى قبر امه آمنة فاصلحه و بكى عنده و بكى المسلمون لبكاء رسول اللّه (ص و جـاء خبر بكاء رسول اللّه (ص ) على قبر امه و بكاء الصحابة في سائر كتب الحديث طبقات ابن سعد و سنن النسائي كتاب الجنائز ، باب زيارة قبر المشرك 1/267 ;
2 قبر رسول اللّه (ص ) في المدينة
في طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام ما موجزه : دفـن الرسول (ص ) في بيته الذي قبض فيه و في نفس الغرفة التي توفي فيها, ثم دفن بعد ذلك كل من الخليفة ابو بكر و الخليفة عمرفيها, و ثم بني على الغرفة القبة الخضراء طبقات ابن سعد 2/292 ـ 294 ; و سيرة ابن هشام 4/343 .
3 ثواب زيارة قبر النبي (ص
روى الـدار قطني في سننه و الطبراني في معجمه و الفاكهي في اخبار مكة بسندهم عن ابن عمر انه قال قال رسول اللّه (ص ): (( من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي )) السنن الكبرى للبيهقي 5/246 ; و سنن الدارقطني 2/278 ; و المعجم الكبير للطبراني 12/407
و روى الـطـيـالسي بسنده عن عمر قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول :(( من زار قبري - او من زارني - كنت له شفيعا او شهيدا... )) مسند الطيالسي ص12 ; و كنز العمال و المعجم الكبير للطبراني 12/417 .
3 من زار قبر الرسول (ص ) من اهل البيت و الصحابة
ا - اول من زار قبر النبي (ص ) ابنته فاطمة (ع ) روى ابـن الـجوزي بسنده عن علي (ع ) قال : لما رمس رسول اللّه (ص ) جاءت فاطمة (ع ) فوقفت على قبره , فاخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها و بكت إرشاد الساري للقسطلاني ، 2/406ـ407 ; والوفاء بأحوال المصطفى لابن الجوزي ، ط.بيروت ، دار المعرفة ، 2/804
ب - زار الصحابي ابو ايوب الانصاري (رض ) قبر الرسول (ص ) ووضع وجهه عليه
فـي مـسند احمد و مستدرك الحاكم و مجمع الزوائد و اللفظ لاحمد والحاكم بسندهم قالا: اقبل مـروان يـومـا فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر, فقال : اتدري ما تصنع , فاقبل عليه فاذا هو ابو ايوب , فقال نعم جئت رسول اللّه (ص ) و لم آت الحجر, سمعت رسول اللّه (ص )يقول : (( لا تبكوا على الدين اذا وليه اهله و لكن ابكوا عليه اذا وليه غير اهله )) مسند أحمد 5/422 ; و المستدرك للحاكم ، كتاب الفتن ، 4/515
ج - الصحابي بلال
روي ان بلالا اتى قبر النبي (ص ) و جعل يبكي عنده و يمرغ وجهه عليه فاقبل الحسن و الحسين فجعل يضمهما و يقبلهما تاريخ ابن عساكر 7/137 وسير أعلام النبلاء للذهبي 1/358 في ترجمة بلال ; وتهذيب الكمال للمزي 4/289
د - معاذ بن جبل
عـن عـمـر بن الخطاب : انه خرج يوما الى مسجد رسول اللّه (ص ),فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قـبـر الـنـبـي (ص ) يـبـكـي , فـقـال : مـايـبـكـيـك ؟ قـال : يبكيني شي ء سمعته من رسول اللّه (ص )الحديث سنن ابن ماجة 2/1320ـ1321 ، كتاب الفتن ، باب مَن ترجى له السلامة من الفتن .
*بتصرف واختصار