من لحق بي منكم استشهد، ومن لم يلحق لم يدرك الفتح
من لحق بي منكم استشهد، ومن لم يلحق لم يدرك الفتح
أكثر من ثلاثين آية في القرآن الكريم تتحدث عن ﴿العاقبة﴾ أي نتيجة الأمور
منها قول الله تعالى: ﴿فاصبر إن العاقبة للمتقين﴾
الإنسان العاقل لا يقدم على عمل إلا ويتوخى منه نتيجة.
لكن النتائج تختلف في نظر الناس، فهناك من يتوخى نتائج عاجلة، وهناك من له بعد نظر فيرى النتائج الآجلة وليس العاجلة فقط.
القرآن الكريم دائمًا يركز على مسألة العاقبة أي النتيجة كقوله تعالى: ﴿والعاقبة للمتقين﴾ ، ﴿فانظر كيف كان عاقبة المجرمين﴾، ﴿اولئك لهم عقبى الدار * وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار﴾
قد يقوم الإنسان بعمل ولا تكون له نتائج سريعة، أو تكون نتائجه السريعة سيئة أو جيدة، لكن هذا ليس هو المقياس. المقياس هو المستقبل؟
الأعمال الشهوانية قد تكون لها لذة وماذا بعد؟ الامام علي : «تزول اللذة وتبقى التبعة
من هنا فإن الأنبياء والأولياء كانوا يتحركون ببعد نظر، وما كانوا يستعجلون النتائج، ولا يتوخون النتائج العاجلة، لأن الوحي كان يؤكد عليهم دائمًا بالصبر، كما في الآية الكريمة: ﴿فاصبر إن العاقبة للمتقين﴾
المهم أنك تسير في الطريق الصحيح أنك تحمل رسالة وتؤدي دورك وواجبك، متى ستكون النتائج وكيف؟ هذا ليس من مهمتك، هو أمر موكول إلى الله.
من كان معاصرًا للإمام الحسين وأمام المقاييس الظاهرية يرى بأن الحسين مهزوم لا محالة، ولذا نصحوه بأن لا يخرج، المعادلة المادية كانت واضحة
والإمام الحسين كان مدركًا لهذا الأمر، لذلك لم يكن يتحدث عن نصر مادي، وما كان يطلب الأنصار حتى يشاركوه غنائم النصر، وإنما ليشاركوه شرف الشهادة
قال: «ألا ومن كان باذلًا فينا مهجته، موطنًا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا»
وفي رسالته: «من لحق بي منكم استشهد، ومن لم يلحق لم يدرك الفتح»
يعتبر شهادته فتحًا لأنه كان ينظر نظرة مستقبلية، كان ينظر إلى القرون المقبلة،
ومن أدعيته في اليوم العاشر من المحرم وبعد أن قتل معظم أصحابه وأهل بيته قال: «اللهم إن كنت حبست عنا النصر في الدنيا فاجعلها لنا ذخرًا في الآخرة
النتائج لا تقتصر على الدنيا، بل ما في الآخرة هو الأهم.
العقيلة زينب قالت: «والله ما رأيت إلا جميلًا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة.